السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا من أسرة مترابطة جدًا –والحمد لله–، أحب إخوتي حبًا كبيرًا، وهم يبادلونني المحبة –والحمد لله–، غير أن أختي التي تصغرني بخمس سنوات قد تعرضت لأزمات نفسية عنيفة، فأصبحت شديدة الصعوبة في التعامل، قاسية معي إلى أبعد الحدود، وتتهمني بأمور لا صلة لي بها.
حاولت مرارًا وتكرارًا إرضاءها عن أشياء لم أفعلها أصلًا، لكنها تسيء الظن بي على نحو لا يُصدَّق، ولا تكاد تتذكر إلا المواقف السلبية، ولا تذكر لي معروفًا واحدًا، رغم أني بذلت وسعي في الحديث الطيب، وتقديم الهدايا، والسعي باللطف والمحبة، لكن كل ذلك لم يُقابل إلا بجفاءٍ وقسوة، لم أعتدها منها، ولم نعتدها في أسرتنا.
مؤخرًا، وبعد أكثر من عام من المحاولات المتكررة التي لم تُثمر، لجأت إلى الهجر المؤقت، لعلها تستشعر فَقْدي فَيَلين قلبها، ولكن مرّ الآن أكثر من شهرين دون أن تبادر بالسؤال عني، ولو برسالة قصيرة أشعر منها بأن لي مكانة عندها.
أقسم بالله أنني لم أُسئ إليها قط، ورغم ما لقيته من جفاء، فإنها لا تَهُون عليّ، وقد أصبحت في حيرة من أمري: هل أستمر في الهجر أم أعود للتواصل؟ أعلم، من سوء ظنها، أنها ستؤول كل ما أقوله أو أفعله على وجه سيئ، حتى إن زوجها أخبرني بأنها لا تطيق سماع اسمي أمامها.
هذا يؤلمني كثيرًا، وأخشى أن أكون آثمًا أو معاقبًا عند الله بسببها، فهي – والحق يُقال – من خِيار الناس، حافظة لكتاب الله، وسبق أن وقفت إلى جانبي، وجانب زوجتي وأولادي، في أوقات عصيبة مررنا بها، ولكن أزمتها النفسية أثّرت فيها تأثيرًا بالغًا، لا أبتغي إلا السلامة لي ولها، والهدوء في نفسي وعلاقتي بها.
أفيدوني، يرحمكم الله.