الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذت مالاً من صديقي دون معرفته ..كيف أصلح علاقتي به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف أستطيع أن أُصلح علاقتي مع صديقي بعد مشكلة حصلت بيننا؟ والمشكلة كانت سوء تفاهم؛ بسبب أنني كنت آخذ منه مالًا من غير معرفته بذلك، وقد علم بذلك واتهمني بالسرقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

بدايةً: نبشرك -أخي الكريم- أن من العمل الصالح الذي رغب فيه الإسلام وحث عليه: المبادرة إلى إصلاح ذات البين، وإزالة الضغائن من النفوس، وهذه هي صفة أهل الخير والصلاح وأهل الإيمان والتقوى، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، ومبادرتك إلى إصلاح علاقتك بصديقك دليل خير في نفسك، وهذا ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاثةِ أيامٍ، يلتقيان فيُعْرِضُ هذا ويُعْرِضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ).

أخي الكريم، لا شك أن أخذ مال إنسان من غير إذنه يُعد فعلاً خاطئاً، وإن كان بغير قصد السرقة، وعليك حتى تستعيد صداقتك بهذا الشخص مجموعة من الأمور، ينبغي أن تبادر إليها:

أولًا: التوبة النصوح من هذا الفعل، واجتهد في تحقيق شروط التوبة، حتى يقبل الله توبتك ويغفر ذنبك، وشروط التوبة هي: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه، وما دام أن هذا الذنب متعلق بحق من حقوق الناس فهناك شرط رابع لا تكتمل توبتك إلا بتحقيقه، وهو: إرجاع الحقوق إلى أصحابها، فعليك إرجاع المال المسروق إلى صديقك وطلب السماح منه، وإن لم يتوفر لديك المال فعليك ضمانه، وتحمل إرجاعه بأي طريقة، ولو بعد زمن، متى ما تيسر لك ذلك، إلا أن يعفو صديقك عنك ويسامح عن طيب نفس منه.

ثانيًا: حاول أن تجلس معه في حوار هادئ، تشرح له بكل صراحة ندمك الشديد على هذا الفعل، وتعهدك إرجاع هذا المال متى ما استطعت ذلك؛ فهذا الأمر سيساعد على تقليل التوتر بينكما.

ثالثًا: يمكن أن يشفع لك من تجد فيه معرفة وتقدير عند هذا الرجل، في أن يشرح له ندمك على هذا الفعل، وحرصك الشديد على بقاء صداقتكما، ويذكره بجميل العفو والمغفرة وثوابها عند الله تعالى.

أخيرًا،: أخي الكريم، لا شك أن حصول الأذى من الصديق القريب أشد ألمًا من البعيد، فالقريب مأمون الجانب؛ لذلك عليك أن تعذر ردة فعل صديقك، ولا تبرر فعلك عنده، بل استمع له واتركه يفرغ ما في نفسه، وما عليك إلا أن تجتهد في الإحسان إليه، لتظهر له ندمك على هذا الفعل، وحرصك على أن تكفّر عن فعلتك معه بحسن العشرة والمودة، وعدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى.

وفقك الله ويسّر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة