الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أوافق عليه رغم عدم معرفة الأهل، وتقصيره في صلاته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أستشيركم في موضوع يشغلني كثيرًا، ومحتارة في أمري، أنا طالبة أدرس في دولة غير دولتي، بدون أهلي، وهذه ثالث سنة وأنا بعيدة عنهم، ومؤخرًا بدأت أشعر بالوحدة والتعب، فاقترحت عليّ زميلتي أن أبحث في مواقع الزواج، لعلي أجد شخصًا مناسبًا.

الحمد لله، قبل فترة تعرفت على شاب، وكانت نيته جدية ويريد الزواج، وقبل أن نبدأ الحديث استخرت، وبعدها بدأت أتحدث معه، واستخرت خلال كلامي معه 3 أو 4 مرات، وأشعر بالارتياح وأراه في منامي، وبعد أيام من تعارفنا سافر، ثم جاء إلى مدينتي ليراني، وكل شيء سار بسهولة، وتم التوافق بيننا، ولكن بقيت موافقة الأهل، ننتظر حتى يكون الوقت مناسبًا في بلاد أهلي.

منذ يومين بدأت أحلامي بشأنه تختلف؛ فالحلم الأول كان يتركني فيه، والحلم الثاني كان يحاول عزلي عن العالم وإيذائي، وكنت خائفة في الحلم، وأحاول الهروب منه، وهو يلحقني.

لاحظت أنه لا يصلي بانتظام، فتحدثت معه في الموضوع، وقال: إنه يحاول الالتزام، ووعدني بالتغيير، وقال: إنه كان في بيئة بعيدة عن الإسلام، فأثرت عليه؛ ولذلك كانت صلاته متقطعة، ولكنه يحاول، ووعدني بمحاولة أكبر.

كما ناقشنا موضوع الدراسة، وقال: إنه سيكون معي حتى أكمل دراستي، وهذا أكثر ما يطمئن قلبي صراحةً؛ لأني سأجد شخصًا معي كل الوقت، ويكون مَحْرمًا لي في هذا البلد الغريب؛ لأن بلدي في حالة حرب، ولا أحد من إخوتي يستطيع أن يكون معي.

أنا حاليًا في حيرة من أمري، وأشعر بعدم راحة وخوف، ماذا أفعل؟ أفيدوني، مشكورين، وجزاكم الله خيرًا كثيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدِّر لك الخير، وأن يُصلِح الأحوال.

لا يخفى عليك -ابنتَنا الفاضلة- أنَّ الفتاة في مثل هذه الأمور ينبغي أن تبدأ أوّلًا بإعلام أهلها، وعلى الشاب الذي يريد الفتاة أن يطلبها أيضًا من أهلها، فالرجال أعرف بالرجال، وبما أن هذا البُعد حاصل؛ فإن إشراك الأهل من البداية من الأمور المهمّة، وهذا ما ننصح به.

وعليه، أرجو أن تتوقّف هذه العلاقة تمامًا، ثم تواصلي مع الأهل، واطرحي لهم الموضوع، وناقشي معهم هذا الوضع، وبعد ذلك أكمِلي الخطوات بطريقة شرعية وصحيحة؛ لأن العلاقة التي تسير بالطريقة المذكورة، سيكون فيها إشكالات –لا قدّر الله–؛ لأن المخالفة الشرعية واضحة، في أن هذا الشاب تعرّف عليك مباشرة وتواصل معك، ومضت العلاقة بينكما خطوات كبيرة، دون علم أهلك، وهذه من الأمور المهمة، فالوليّ هو مرجع الفتاة؛ ولأن الفتاة المسلمة غالية، فلا يستطيع إنسان الوصول إليها، إلَّا بأن يطرق باب أهلها، حتى لو كان من بلدٍ آخر، ينبغي أن يتواصل معهم، ويُعرِّف بنفسه، ويتعرّفوا عليه، ويحاولوا السؤال عنه، حتى ولو كان في بلدٍ آخر، ثم بعد ذلك يُتَّخذ القرار الصحيح والقرار المناسب.

واعلمي (يا ابنتنا) أن الحياة الزوجية ليست مجرد لحظاتٍ يقضيها الإنسان، بل هي مشوارٌ طويل، ومن حكمة هذه العلاقة الشرعية في شأن المرأة قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أتاكم مَن تَرضَونَ دينَه وخُلُقَه فزوِّجوه»، والخِطَاب هنا في حق المرأة موجَّهٌ إليها وإلى أوليائها، فالرجال أعرف بالرجال، والرجل دائمًا عندما يأخذ الفتاة من أهلها ومحارمها؛ فإن هذا يُجبِره على احترامها وتقديرها، بخلاف ما لو لم يكن معها ولي، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعينكِ على الخير.

وعليه أرجو أن تتوقّف هذه العلاقة من أجل أن تُصحَّح وتُوضَع في إطارها الصحيح، ونسأل الله أن يُقدِّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً