الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاوف مستمرة من كل شيء أدت بي إلى العزلة، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ سنوات من مخاوف مستمرة من كل شيء، وعلى كل شيء تقريبًا، وقلق حتى من رنة الهاتف، وتطورت حالتي مؤخرًا إلى شبه عزلة، حتى إنني أصلي في البيت فقط.

نقص وزني، وأصابتني أمراض كثيرة مثل: الدوخة، وتشوش الرؤية، وخفقان القلب، وآلام متفرقة في جسدي؛ حيث يؤلمني عضو مختلف كل يوم، وعند الكشف الطبي لا يوجد شيء.

الحمد لله أنا ملتزم بالصلاة والأذكار قدر استطاعتي، لكن المخاوف لا تزول، بل تزداد، والآلام تنتشر وتتنوع.

لا أرغب في الذهاب إلى طبيب نفسي؛ لأنني لا أحب الأدوية، لكن في نفس الوقت أبحث عن حل، وأسأل الله الشفاء لي ولكل مرضى المسلمين.

شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي، الذي يظهر لي أن أعراضك هذه أعراض (نفسوجسدية - Psychological)، بمعنى أنه توجد عوامل نفسية تظهر في شكلٍ أعراض عضوية أو جسدي.

الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذها هي: أن تُجري فحوصات طبية عامة؛ فيجب أن تفحص الدم للتأكد من قوّته، ومستوى كريات الدم البيضاء، ونتأكد من وظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، وكذلك مستوى فيتامين (D)، ومستوى فيتامين (B12)، ومستوى الأملاح في الدم.

هذه فحوصات أساسية وضرورية، وفي ذات الوقت من السهل جدًّا أن يقوم الإنسان بعملها، وهي غير مكلفة، هذه النقطة الأولى، وطبعًا إذا وُجد أي خلل في هذه الفحوصات، فطبيبك سوف يُرشدك إلى الآليات العلاجية الصحيحة.

أمَّا بالنسبة للجانب النفسي، فهو واضح: أنت لديك قلق المخاوف، ويظهر أن درجة اليقظة والتحسّس العصبي –كما نسميه– عالية؛ لذا تقلق حتى من رنّة الهاتف.

أنت ذكرت أنك لا تحب العلاج الدوائي، لكن أعتقد أنك تحتاج إلى علاج دوائي، ولدينا دواء رائع جدًّا يُسمّى (زولفت – Zoloft)، وبجانبه دواء آخر يُسمّى (دوجماتيل – Dogmatil)، أعتقد أنهما سوف يساعدانك كثيرًا على التخلّص من هذه الأعراض.

سأذكر لك الجرعة من الدوائين:
الدواء الأول: (زولفت) واسمه العلمي (سيرترالين - Sertraline)، وربما تجده في بلادكم تحت مسميات تجارية أخرى، أنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة (أي 25 ملجم يوميًّا) لمدة عشرة أيام؛ حيث إن الحبة تحتوي على (50 ملجم)، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى (حبة) كاملة يوميًّا لمدة شهر، ثم اجعلها (حبتين) يوميًّا لمدة شهرين، ثم خفّض الجرعة إلى (حبة واحدة) يوميًّا لمدة شهر، ثم نصف (حبة) يوميًّا لمدة عشرة أيام، ثم توقّف عن تناوله.

الدواء الثاني: هو (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سولبرايد - Sulpiride) هو دواء رائع جدًّا لعلاج مثل حالتك، وأنت تحتاج له بجرعة (50 ملجم) صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم (50 ملجم) صباحًا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

كلا الدوائين من الأدوية الفاعلة والسليمة وغير الإدمانية.

طبعًا بجانب العلاج الدوائي، وبجانب إجراء الفحوصات كما ذكرنا لك؛ يجب أن تنظّم وقتك، ويجب أن تمارس رياضة المشي، فهي مفيدة جدًّا، وحاول أن تستفيد من وقتك بصورة سليمة، والحمد لله أنك ملتزم بالصلاة والأذكار، نسأل الله تعالى أن يزيدك في هذا، ويتقبّل منك صالح العمل، وأرجو أيضًا أن تحرص كثيرًا على القيام بالواجبات الاجتماعية، وأن تكون مجيدًا ومهنيًّا حقيقيًّا في عملك.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (2206953 - 2259486 - 2286299).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً