الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تضيع عليّ صلاة الفجر في وقتها بسبب السهر، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا كنت منتظمة في أداء صلاة الفجر في وقتها، ولكن بعدما جاءت المدارس لم أستطع الاستيقاظ، ولا أصليها في وقتها، فماذا أفعل؟ مع العلم أن مدرستي مسائية، وليس لدي حل لإنهاء واجباتي إلَّا السهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولًا: أعانك الله تعالى على أداء هذه الوظيفة الشريفة، وهي طلب العلم والدراسة؛ فهذه مهمة الشباب والشابات، ونحن في زمن العلم والتعليم، والنية الحسنة فيها مطلوبة، فهي رفع للجهل عن النفس وعن غيرها، ونفع للأسرة والمجتمع.

ثانيًا: هذه المشكلة الطارئة عليك بعد عودة المدرسة، وهي عدم القيام لصلاة الفجر أو الصبح، فحلها بالآتي:

1- غرس عظم قدر الصلاة في نفسك، فالصلاة عظيمة، وهي:
- الركن العملي الأول في الإسلام، وعمود خيمته الذي لا قيام لها بدونه.
- وهي أفضل الأعمال عند الله تعالى بعد التوحيد.
- وهي الفيصل بين الإيمان والكفر، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
- والمحافظة على الصلوات في أوقاتها دليل الإيمان، والتكاسل عنها علامة الخذلان وسبب الوعيد بالنار، قال الله تعالى: {فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون} [الماعون: 4-5]، ومعنى {ساهون} أي تأخيرها عن وقتها المحدد.

2- لابد من معرفة قدر صلاة الفجر التي هي مشكلتك، فصلاة الفجر خصها الله تعالى بمزايا نافعة ومهمة، منها:
• صلاة الفجر صلاة مشهودة تشهدها الملائكة، قال الله تعالى: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا} [الإسراء: 78]، قال المفسرون: المراد بها ما يُقرأ في صلاة الفجر، كما ورد في الحديث: «وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ» (رواه مسلم).

• من صلى الفجر فهو في ذمة الله تعالى، كما ورد في الحديث: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ ‌فَهُوَ ‌فِي ‌ذِمَّةِ اللهِ» (رواه مسلم).
• إنها سبب لدخول الجنة، ففي الحديث قال النبي ﷺ: «مَنْ ‌صَلَّى ‌الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ » (متفق عليه)، والبردان: الفجر والعصر.
• صلاة الفجر من أسباب النظر إلى وجه الله تعالى.
• يحصل فيها ثواب كبير، وهي تعدل قيام نصف الليل، وبراءة من النفاق.

ثالثًا: البنت الصالحة: من المعلوم أن السهر لحاجة الإنسان لا بأس به، لكن بشرط ألا يؤدي هذا السهر إلى تضييع الصلاة عن وقتها؛ لأن الصلاة لها وقت محدود، كما قال تعالى: {إِنّ الصّلاة كانتْ على الْمُؤْمِنِين كِتابًا موْقُوتًا} [النساء: 103].

وما دام أن الدراسة دوام مسائي؛ فبالإمكان أن تنامي مبكرًا وتصلّي الفجر، ثم بعد ذلك تشتغلين بإعداد ما يلزم للدراسة والمذاكرة، أو تنامين بعد ذلك وتأخذين قسطًا من الراحة بعد صلاة الفجر، ثم بعد ذلك تجتهدين في فترة الصباح، وهي طويلة ومهمة، ووقت نشاط الإنسان، وهكذا تراجعين ما يتعلق بالمدرسة في وقت طويل.

أهم شيء أن الإنسان يرتب وقته، والتوفيق بيد الله تعالى.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يرزقنا وإياكم المحافظة على صلاة الفجر وغيرها من الصلوات، آمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً