الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقدم للإمامة وخشية الرياء

السؤال

أحب جداً أن أؤمَّ الناس، وأشعر في نفسي بشيء من الرياء، وهذا يؤرقني جداً جداً. لا أعرف إذا كنت أفعل هذا الأمر خالصاً لله أم أنني أفعل فيه شيئاً من نفسي. دائماً أجدد نيتي وأقول إنني يجب أن أؤمَّ الناس؛ لأنني على دراية بالأحكام، لئلا يصلي بنا أحد آخر، وأكتشف أنه كان أولى أن أؤمَّ أنا. ومع لحيتي، يقدمني الناس بدون أن أطلب الإمامة. لكنني أجد نفسي في بعض الأحيان أسارع للذهاب إلى المسجد، أو أسارع لأكون حاضراً مبكراً، لكي يقدمني أحدهم للإمامة. ومن شدة ما أصبح الأمر يؤثر في نفسي، أصبحت أقول لنفسي إني لن أؤمَّ حتى وإن كانت لدي الفرصة، حتى أتخلص من وساوس الشيطان، أو أعمل العمل خالصاً لله. وأنا -للأسف- لا أعلم إن كان في ذلك رياء أم لا.
أفيدوني، أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج في حرصك على إمامة الصلاة إن كنت أدرى بأحكامها من غيرك، فمن السنّة أن يقدم للإمامة الأكثر اتصافًا بالصفات الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنّة، فإن كانوا في السنّة سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سلمًا. رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وفي الصحيحين عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: إني لا آلو أن أصلي بكم، كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا.

وقد طلب بعض الصحابة الإمامة، كما في الحديث عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله اجعلني إمام قومي، فقال: أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا. رواه أحمد، وصححه الألباني.

وأمّا ما ذكرت من خوف الرياء، فعلاجه أن تجاهد نفسك على الإخلاص، وتجريد النية لله تعالى، وأكثر من الاستعاذة به سبحانه من الرياء، وقد سبق لنا بيان حقيقة الإخلاص وبواعثه وثمراته، وحقيقة الرياء وآثاره وكيفية علاجه، في الفتاوى: 10396، 8523، 7515، 10992.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني