ومن باب الإشارة في الآيات: ما ذكروه في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون إلى آخر القصة من تطبيق ذلك على ما في الأنفس، وهو مما يعلم مما ذكرناه في باب الإشارة من هذا الكتاب غير مرة فلا نطيل به، وقالوا في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق إنه إشارة إلى الوحدة كقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق وأفصح بعضهم فقال: الحق هو عز وجل والباء للسببية أي ما خلقناهما إلا بسبب أن تكون مرايا لظهور الحق جل وعلا، ومن جعل منهم الباء للملابسة أنشد:
رق الزجاج وراقت الخمر فتشاكلا وتشابه الأمر فكأنما خمر ولا قدح
وكأنما قدح ولا خمر
والعبارة ضيقة والأمر طور ما وراء العقل والسكوت أسلم، وقالوا في شجرة الزقوم: هي شجرة الحرص وحب الدنيا تظهر يوم القيامة على أسوأ حال وأخبث طعم، وقالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56الموتة الأولى ما كان في الدنيا بقتل النفس بسيف الصدق في الجهاد الأكبر وهو المشار إليه بموتوا قبل أن تموتوا فمن مات ذلك الموت حيي أبدا الحياة الطيبة التي لا يمازجها شيء من ماء الألم الجسماني والروحاني وذلك هو الفوز العظيم، والله تعالى يقول الحق وهو سبحانه يهدي السبيل.
وَمِنْ بَابِ اَلْإِشَارَةِ فِي اَلْآيَاتِ: مَا ذَكَرُوهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ إِلَى آخِرِ اَلْقِصَّةِ مِنْ تَطْبِيقِ ذَلِكَ عَلَى مَا فِي اَلْأَنْفُسِ، وَهُوَ مِمَّا يُعْلَمُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ اَلْإِشَارَةِ مِنْ هَذَا اَلْكِتَابِ غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَا نُطِيلُ بِهِ، وَقَالُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ إِنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى اَلْوَحْدَةِ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ وَأَفْصَحَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: اَلْحَقُّ هُوَ عَزَّ وَجَلَّ وَالْبَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ أَيْ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِسَبَبِ أَنْ تَكُونَ مَرَايَا لِظُهُورِ اَلْحَقِّ جَلَّ وَعَلَا، وَمَنْ جَعَلَ مِنْهُمُ اَلْبَاءَ لِلْمُلَابَسَةِ أَنْشَدَ:
رَقَّ اَلزُّجَاجُ وَرَاقَتِ اَلْخَمْرُ فَتَشَاكَلَا وَتَشَابَهَ اَلْأَمْرُ فَكَأَنَّمَا خَمْرٌ وَلَا قَدَحٌ
وَكَأَنَّمَا قَدَحٌ وَلَا خَمْرُ
وَالْعِبَارَةُ ضَيِّقَةٌ وَالْأَمْرُ طَوْرَ مَا وَرَاءَ اَلْعَقْلِ وَالسُّكُوتُ أَسْلَمُ، وَقَالُوا فِي شَجَرَةِ اَلزَّقُّومِ: هِيَ شَجَرَةُ اَلْحِرْصِ وَحَبِّ اَلدُّنْيَا تَظْهَرُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ عَلَى أَسْوَأِ حَالٍ وَأَخْبَثِ طَعْمٍ، وَقَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=56الْمَوْتَةَ الأُولَى مَا كَانَ فِي اَلدُّنْيَا بِقَتْلِ اَلنَّفْسِ بِسَيْفِ اَلصِّدْقِ فِي اَلْجِهَادِ اَلْأَكْبَرِ وَهُوَ اَلْمُشَارُ إِلَيْهِ بِمُوتُوا قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا فَمَنْ مَاتَ ذَلِكَ اَلْمَوْتَ حَيِيَ أَبَدًا اَلْحَيَاةَ اَلطَّيِّبَةَ اَلَّتِي لَا يُمَازِجُهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءِ اَلْأَلَمِ اَلْجُسْمَانِيِّ وَالرُّوحَانِيِّ وَذَلِكَ هُوَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ، وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ اَلْحَقَّ وَهُوَ سُبْحَانَهُ يَهْدِي اَلسَّبِيلَ.