[ ص: 5796 ] بسم الله الرحمن الرحيم
62- سورة الجمعة
مدنية. وآيها إحدى عشرة.
روى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=667665كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين. [ ص: 5797 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
[1 - 2]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_33133_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=1يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم nindex.php?page=treesubj&link=31791_34163_34195_34196_34225_34274_34304_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=1يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هو الذي بعث في الأميين أي:
العرب، nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2رسولا منهم أي: من أنفسهم، أميا مثلهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2يتلو عليهم آياته أي: مع كونه أميا مثلهم لم تعهد منه قراءة ولا تعلم،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2ويزكيهم أي: من خبائث العقائد والأخلاق،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2ويعلمهم الكتاب والحكمة أي: القرآن والسنة
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين أي: جور عن الحق، وانحراف عن سبيل الرشد. وهو بيان لشدة افتقارهم إلى نبي يرشدهم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : فبعثه الله سبحانه وتعالى على حين فترة من الرسل، وطموس من السبل، وقد اشتدت الحاجة إليه، وذلك أن
العرب كانوا قديما متمسكين بدين إبراهيم عليه السلام فبدلوه وغيروه، واستبدلوا بالتوحيد شركا، وباليقين شكا، وابتدعوا أشياء لم يأذن بها الله. وكذلك أهل الكتاب قد بدلوا كتبهم وحرفوها، وأولوها، فبعث الله
محمدا صلى الله عليه وسلم بشرع عظيم كامل شامل لجميع الخلق، فيه هدايتهم، والبيان لجميع ما يحتاجون إليه من أمر معاشهم ومعادهم، والدعوة لهم إلى ما يقربهم إلى الجنة، ورضا الله عنهم، والنهي عما يقربهم إلى النار وسخط الله تعالى، حاكم فاصل لجميع الشبهات والشكوك والريب، في الأصول والفروع،
[ ص: 5798 ] وجمع له تعالى -وله الحمد والمنة- جميع المحاسن فيمن كان قبله، وأعطاه ما لم يعط أحدا من الأولين، ولا يعطيه أحدا من الآخرين، فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين. انتهى.
وإنما أوثرت بعثته صلوات الله عليه في الأميين؛ لأنهم أحد الناس أذهانا، وأقواهم جنانا، وأصفاهم فطرة، وأفصحهم بيانا، لم تفسد فطرتهم بغواشي المتحضرين، ولا بأفانين تلاعب أولئك المتمدنين، ولذا انقلبوا إلى الناس بعد الإسلام بعلم عظيم، وحكمة باهرة، وسياسة عادلة، قادوا بها معظم الأمم، ودوخوا بها أعظم الممالك. وإيثار البعثة فيهم -بمعنى إظهارها فيهم- لا ينافي عموم الرسالة، كما قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=158قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19لأنذركم به ومن بلغ وهو ظاهر قوله:
[ ص: 5796 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
62- سُورَةُ الْجُمُعَةِ
مَدَنِيَّةٌ. وَآيُهَا إِحْدَى عَشْرَةَ.
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=667665كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ. [ ص: 5797 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
[1 - 2]
nindex.php?page=treesubj&link=28723_33133_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=1يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=treesubj&link=31791_34163_34195_34196_34225_34274_34304_29033nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=1يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ أَيِ:
الْعَرَبِ، nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2رَسُولا مِنْهُمْ أَيْ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ، أُمِّيًّا مِثْلَهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ أَيْ: مَعَ كَوْنِهِ أُمِّيًّا مِثْلَهُمْ لَمْ تُعْهَدْ مِنْهُ قِرَاءَةٌ وَلَا تَعَلُّمٌ،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2وَيُزَكِّيهِمْ أَيْ: مِنْ خَبَائِثِ الْعَقَائِدِ وَالْأَخْلَاقِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ أَيِ: الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ أَيْ: جَوْرٍ عَنِ الْحَقِّ، وَانْحِرَافٍ عَنْ سَبِيلِ الرُّشْدِ. وَهُوَ بَيَانٌ لِشِدَّةِ افْتِقَارِهِمْ إِلَى نَبِيٍّ يُرْشِدُهُمْ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : فَبَعَثَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَطُمُوسٍ مِنَ السُّبُلِ، وَقَدِ اشْتَدَّتِ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّ
الْعَرَبَ كَانُوا قَدِيمًا مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَبَدَّلُوهُ وَغَيَّرُوهُ، وَاسْتَبْدَلُوا بِالتَّوْحِيدِ شِرْكًا، وَبِالْيَقِينِ شَكًّا، وَابْتَدَعُوا أَشْيَاءَ لَمْ يَأْذَنْ بِهَا اللَّهُ. وَكَذَلِكَ أَهْلُ الْكِتَابِ قَدْ بَدَّلُوا كُتُبَهُمْ وَحَرَّفُوهَا، وَأَوَّلُوهَا، فَبَعَثَ اللَّهُ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرْعٍ عَظِيمٍ كَامِلٍ شَامِلٍ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ، فِيهِ هِدَايَتُهُمْ، وَالْبَيَانُ لِجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ مَعَاشِهِمْ وَمَعَادِهِمْ، وَالدَّعْوَةُ لَهُمْ إِلَى مَا يُقَرِّبُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَرِضَا اللَّهِ عَنْهُمْ، وَالنَّهْيُ عَمَّا يُقَرِّبُهُمْ إِلَى النَّارِ وَسَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى، حَاكِمٌ فَاصِلٌ لِجَمِيعِ الشُّبَهَاتِ وَالشُّكُوكِ وَالرِّيَبِ، فِي الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ،
[ ص: 5798 ] وَجَمَعَ لَهُ تَعَالَى -وَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ- جَمِيعَ الْمَحَاسِنِ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَهُ، وَأَعْطَاهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَلَا يُعْطِيهِ أَحَدًا مِنَ الْآخِرِينَ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. انْتَهَى.
وَإِنَّمَا أُوثِرَتْ بِعْثَتُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي الْأُمِّيِّينَ؛ لِأَنَّهُمْ أَحَدُ النَّاسِ أَذْهَانًا، وَأَقْوَاهُمْ جَنَانًا، وَأَصْفَاهُمْ فِطْرَةً، وَأَفْصَحُهُمْ بَيَانًا، لَمْ تُفْسَدْ فِطْرَتُهُمْ بِغَوَاشِي الْمُتَحَضِّرِينَ، وَلَا بِأَفَانِينِ تَلَاعُبِ أُولَئِكَ الْمُتَمَدِّنِينَ، وَلِذَا انْقَلَبُوا إِلَى النَّاسِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ بِعِلْمٍ عَظِيمٍ، وَحِكْمَةٍ بَاهِرَةٍ، وَسِيَاسَةٍ عَادِلَةٍ، قَادُوا بِهَا مُعْظَمَ الْأُمَمِ، وَدَوَّخُوا بِهَا أَعْظَمَ الْمَمَالِكِ. وَإِيثَارُ الْبِعْثَةِ فِيهِمْ -بِمَعْنَى إِظْهَارِهَا فِيهِمْ- لَا يُنَافِي عُمُومَ الرِّسَالَةِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=158قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا وَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=19لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْلِهِ: