وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_29785nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=242كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون ؛
[ ص: 322 ] " آياته " : علاماته؛ ودلالاته على ما فرض عليكم؛ أي: مثل هذا البيان يبين لكم ما هو فرض عليكم؛ وما فرض عليكم؛ ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=242لعلكم تعقلون ؛ معنى يحتاج إلى تفسير يبالغ فيه؛ لأن أهل اللغة والتفسير أخبروا في هذا بما هو ظاهر؛ وحقيقة هذا أن العاقل ههنا هو الذي يعمل بما افترض عليه؛ لأنه إن فهم الفرض ولم يعمل به؛ فهو جاهل؛ ليس بعاقل؛ وحقيقة العقل هو استعمال الأشياء المستقيمة متى علمت؛ ألا ترى إلى قوله - عز وجل -:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ؟ لو كان هؤلاء جهالا غير مميزين البتة لسقط عنهم التكليف؛ لأن الله لا يكلف من لا يميز؛ ويقال: جهال؛ وإن كانوا مميزين؛ لأنهم آثروا هواهم على ما علموا أنه الحق.
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_29785nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=242كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ؛
[ ص: 322 ] " آيَاتِهِ " : عَلَامَاتِهِ؛ وَدَلَالَاتِهِ عَلَى مَا فَرَضَ عَلَيْكُمْ؛ أَيْ: مِثْلَ هَذَا الْبَيَانِ يُبَيِّنُ لَكُمْ مَا هُوَ فَرْضٌ عَلَيْكُمْ؛ وَمَا فُرِضَ عَلَيْكُمْ؛ وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=242لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ؛ مَعْنًى يَحْتَاجُ إِلَى تَفْسِيرٍ يُبَالَغُ فِيهِ؛ لِأَنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ وَالتَّفْسِيرِ أَخْبَرُوا فِي هَذَا بِمَا هُوَ ظَاهِرٌ؛ وَحَقِيقَةُ هَذَا أَنَّ الْعَاقِلَ هَهُنَا هُوَ الَّذِي يَعْمَلُ بِمَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ إِنْ فَهِمَ الْفَرْضَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ؛ فَهُوَ جَاهِلٌ؛ لَيْسَ بِعَاقِلٍ؛ وَحَقِيقَةُ الْعَقْلِ هُوَ اسْتِعْمَالُ الْأَشْيَاءِ الْمُسْتَقِيمَةِ مَتَى عُلِمَتْ؛ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ؟ لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ جُهَّالًا غَيْرَ مُمَيِّزِينَ الْبَتَّةَ لَسَقَطَ عَنْهُمُ التَّكْلِيفُ؛ لَأَنَّ اللَّهَ لَا يُكَلِّفُ مَنْ لَا يُمَيِّزُ؛ وَيُقَالُ: جُهَّالٌ؛ وَإِنْ كَانُوا مُمَيِّزِينَ؛ لِأَنَّهُمْ آثَرُوا هَوَاهُمْ عَلَى مَا عَلِمُوا أَنَّهُ الْحَقُّ.