المثال الحادي عشر :
nindex.php?page=treesubj&link=28721_29446_29477ردوا محكم قوله { nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54ألا له الخلق والأمر } وقوله { nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13ولكن حق القول مني } وقوله { nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=102قل نزله روح القدس من ربك بالحق } وقوله : { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وكلم الله موسى تكليما } وقوله { nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي } } وغيرها من النصوص المحكمة بالمتشابه ( الجهمية ) من قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62خالق كل شيء } : وقوله {
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=40إنه لقول رسول كريم } والآيتان حجة عليهم ; فإن صفات الله جل جلاله داخلة في مسمى اسمه ; فليس " الله " اسما لذات لا سمع لها ولا بصر لها ولا حياة لها ولا كلام لها ولا علم ، وليس هذا رب العالمين ، وكلامه تعالى وعلمه وحياته وقدرته ومشيئته ورحمته داخلة في مسمى اسمه ; فهو سبحانه بصفاته وكلامه الخالق ، وكل ما سواه مخلوق ، وأما إضافة القرآن إلى الرسول فإضافة تبليغ محض ، لا إنشاء .
والرسالة تستلزم تبليغ كلام المرسل ، ولو لم يكن للمرسل كلام يبلغه الرسول لم يكن رسولا ; ولهذا قال غير واحد من السلف ; من
nindex.php?page=treesubj&link=29626_28743أنكر أن يكون الله متكلما فقد أنكر رسالة رسله فإن حقيقة رسالتهم تبليغ كلام من أرسلهم ;
فالجهمية وإخوانهم ردوا تلك النصوص المحكمة بالمتشابه ، ثم صيروا الكل متشابها ، ثم ردوا الجميع ، فلم يثبتوا لله فعلا
[ ص: 215 ] يقوم به يكون به فاعلا كما لم يثبتوا له كلاما يقوم به يكون به متكلما ; فلا كلام له عندهم ولا أفعال ، بل كلامه وفعله عندهم مخلوق منفصل عنه ، وذلك لا يكون صفة له ; لأنه سبحانه إنما يوصف بما قام به لا بما لم يقم به .
الْمِثَالُ الْحَادِيَ عَشَرَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28721_29446_29477رَدُّوا مُحْكَمَ قَوْلِهِ { nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ } وَقَوْلِهِ { nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=13وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي } وَقَوْلِهِ { nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=102قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّك بِالْحَقِّ } وَقَوْلِهِ : { nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } وَقَوْلِهِ { nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } } وَغَيْرِهَا مِنْ النُّصُوصِ الْمُحْكَمَةِ بِالْمُتَشَابِهِ ( الْجَهْمِيَّةُ ) مِنْ قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } : وَقَوْلِهِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=40إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } وَالْآيَتَانِ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ ; فَإِنَّ صِفَاتِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ دَاخِلَةٌ فِي مُسَمَّى اسْمِهِ ; فَلَيْسَ " اللَّهُ " اسْمًا لِذَاتٍ لَا سَمْعَ لَهَا وَلَا بَصَرَ لَهَا وَلَا حَيَاةَ لَهَا وَلَا كَلَامَ لَهَا وَلَا عِلْمَ ، وَلَيْسَ هَذَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَكَلَامُهُ تَعَالَى وَعِلْمُهُ وَحَيَاتُهُ وَقُدْرَتُهُ وَمَشِيئَتُهُ وَرَحْمَتُهُ دَاخِلَةٌ فِي مُسَمَّى اسْمِهِ ; فَهُوَ سُبْحَانَهُ بِصِفَاتِهِ وَكَلَامِهِ الْخَالِقُ ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ ، وَأَمَّا إضَافَةُ الْقُرْآنِ إلَى الرَّسُولِ فَإِضَافَةُ تَبْلِيغٍ مَحْضٍ ، لَا إنْشَاءٍ .
وَالرِّسَالَةُ تَسْتَلْزِمُ تَبْلِيغَ كَلَامِ الْمُرْسَلِ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِلْمُرْسَلِ كَلَامٌ يُبَلِّغُهُ الرَّسُولُ لَمْ يَكُنْ رَسُولًا ; وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ ; مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29626_28743أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ مُتَكَلِّمًا فَقَدْ أَنْكَرَ رِسَالَةَ رُسُلِهِ فَإِنَّ حَقِيقَةَ رِسَالَتِهِمْ تَبْلِيغُ كَلَامِ مَنْ أَرْسَلَهُمْ ;
فَالْجَهْمِيَّةُ وَإِخْوَانُهُمْ رَدُّوا تِلْكَ النُّصُوصَ الْمُحْكَمَةَ بِالْمُتَشَابِهِ ، ثُمَّ صَيَّرُوا الْكُلَّ مُتَشَابِهًا ، ثُمَّ رَدُّوا الْجَمِيعَ ، فَلَمْ يُثْبِتُوا لِلَّهِ فِعْلًا
[ ص: 215 ] يَقُومُ بِهِ يَكُونُ بِهِ فَاعِلًا كَمَا لَمْ يُثْبِتُوا لَهُ كَلَامًا يَقُومُ بِهِ يَكُونُ بِهِ مُتَكَلِّمًا ; فَلَا كَلَامَ لَهُ عِنْدَهُمْ وَلَا أَفْعَالَ ، بَلْ كَلَامُهُ وَفِعْلُهُ عِنْدَهُمْ مَخْلُوقٌ مُنْفَصِلٌ عَنْهُ ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ صِفَةً لَهُ ; لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ إنَّمَا يُوصَفُ بِمَا قَامَ بِهِ لَا بِمَا لَمْ يَقُمْ بِهِ .