التفسير :
قيل في
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن والقلم نحو ما قدمناه من القول في حروف التهجي في أول سورة البقرة ، وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=17112معاوية بن قرة عن أبيه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
{ن} لوح من نور .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت البناني : أن {ن} : الدواة ، وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
وعن ابن عباس أنه قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31745أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، فقال :
[ ص: 451 ] وما أكتب؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فكتب ، ثم خلق نون ، فرفع الأرض .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال : {ن} : الحوت الذي تحت الأرض السابعة ، قال : {والقلم} : الذي كتب به الذكر ، والضمير في {يسطرون} للملائكة ، ومعناه : يكتبون أعمال بني آدم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=2ما أنت بنعمة ربك بمجنون : هذا جواب القسم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4وإنك لعلى خلق عظيم : قالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها : هو القرآن ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هو الدين ، علي رضي الله عنه : هو أدب القرآن : وقيل : هو رفقه بأمته ، وإكرامه إياهم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=6بأييكم المفتون : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : المعنى : بأيكم الجنون؟ فـ {المفتون} على هذا بمعنى : الفتون ، وقيل {المفتون} بمعنى : الفتنة ، وقيل : الباء زائدة ، والمعنى : أيكم المفتون؟ وقيل : في الكلام تقدير حذف مضاف ، والمعنى : بأيكم فتنة المفتون؟
وقيل : فيه تقدير حذف فعل ، والمعنى : بأيكم فتن المفتون؟ وقيل : الباء بمعنى : (في) ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ، والمعنى : في أيكم المفتون؟
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9ودوا لو تدهن فيدهنون : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وغيره : المعنى : ودوا لو تكفر ، فيتمادون على كفرهم ، وعنه أيضا ودوا لو ترخص لهم ، فيرخصون .
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : (الإدهان) : التليين لمن لا ينبغي له التليين .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : المعنى : ودوا لو ركنت إليهم ، وتركت الحق فيمالئونك .
[ ص: 452 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=10ولا تطع كل حلاف مهين يعني :
الأخنس بن شريق في قول
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي .
مجاهد :
الأسود بن عبد يغوث ، أو
عبد الرحمن بن الأسد ، وقيل : هو
الوليد بن المغيرة .
و (الحلاف) : الكثير الحلف ، و (المهين) : الضعيف القلب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الكذاب ، وقيل : معناه : الحقير عند الله ، وقيل : هو (فعيل) بمعنى (مفعل) ، والمعنى : مهان .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=11هماز مشاء بنميم : قال ابن زيد : (الهماز) : الذي يهمز الناس بيده ، ويضربهم ، و (اللماز) : الذي يذكرهم في مغيبهم ، وقيل : هما جميعا لمن يذكر في المغيب .
و (النميم) و (النميمة) سواء .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=12مناع للخير أي للمال من أن ينفق في وجوهه .
وقوله : {معتد} أي : معتد على الناس .
{أثيم} أي : ذي إثم ، ومعناه : مأثوم ، فهو (فعيل) بمعنى : (مفعول) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=13عتل بعد ذلك زنيم : (العتل) : الجافي الشديد في كفره .
الفراء : هو الشديد الخصومة بالباطل ، و (الزنيم) : الملصق بالقوم الدعي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وعنه أيضا : أنه رجل من قريش كانت له زنمة كزنمة الشاة ، وروى
[ ص: 453 ] عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير : أنه الذي يعرف بالشر ، كما تعرف الشاة بزنمتها .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=13بعد ذلك : مع ذلك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=14أن كان ذا مال وبنين أي : لأن كان ذا مال وبنين جعل نعمة الله ذريعة إلى الكفر به .
ومن قرأ بالاستفهام؛ فمعناه التقرير والتوبيخ .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=16سنسمه على الخرطوم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المعنى : سنخطمه بالسيف ، قال : وقد خطم الذي نزلت فيه يوم بدر بالسيف .
قتادة : المعنى : سنسمه يوم القيامة على أنفه [سمة يعرف بها ، وقيل : المعنى : سنلحق به عارا وسبة ، حتى يكون كمن وسم على أنفه] ، وقيل : عبر عن الوجه بـ {الخرطوم} ؛ لأنه منه ، والمعنى : سنسود وجهه ، و {الخرطوم} من الإنسان : الأنف ، ومن السباع : موضع الشفة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إنا بلوناهم أي : اختبرناهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17كما بلونا أصحاب الجنة : روي : أن هذه الجنة كانت لشيخ كبير ، فكان يتصدق من غلتها بما فضل عن قوته وقوت عياله ، وينهاه بنوه عن ذلك ، فلما مات؛
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17أقسموا ليصرمنها مصبحين ؛ أي : ليأخذن ما فيها صباحا في وقت لا يراهم فيه .
[ ص: 454 ] أحد ،
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=18ولا يستثنون ؛ أي : ولم يستثنوا في حلفهم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : لا يكون (الطائف) إلا ليلا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فأصبحت كالصريم أي : كالليل المـظلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس؛ أي : احترقت ، فصارت سوداء .
الثوري : كالزرع المحصود .
وقيل : {كالصريم} : كالنهار؛ فالمعنى : ذهب ما فيها ، فهي تشبه النهار في بياضه؛ لزوال ما كان فيها من الزرع ، ويقال لليل : (صريم) ، وللنهار : (صريم) ؛ لأن كل واحد منهما ينصرم عن صاحبه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أن اغدوا على حرثكم : أي : على حصاده
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22إن كنتم صارمين ؛ أي : حاصدين ، وأصل (الصرم) : القطع ، وأكثر ما يستعمل في النخل .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فانطلقوا وهم يتخافتون أي : يتسارون .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وغدوا على حرد قادرين أي : على جد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : أي :
[ ص: 455 ] على حاجة وفاقة ، وقيل : على قصد ، وقيل : على غضب ، وقيل : على منع ، من قولهم : (حاردت الشاة) ؛ إذا منعت لبنها ، [ و (السنة) ؛ إذا منعت قطرها] ، ويقال أيضا (حرد يحرد) ؛ إذا قصد .
ومعنى {قادرين} : قد قدروا أمرهم ، وبنوا عليه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ، وقيل : معناه : من الوجود؛ أي : منعوا وهم واجدون .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فلما رأوها قالوا إنا لضالون أي : أخطأنا الطريق ، عن قتادة .
وقال بعضهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بل نحن محرومون أي : حرمنا جنتنا بما صنعنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قال أوسطهم أي : أعدلهم وخيرهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28ألم أقل لكم لولا تسبحون ؛ أي : هلا تستثنون ، عن مجاهد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون أي : أقبل بعضهم يلوم بعضا فيما كان من رأيه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها : يروى : أنهم بدلوا
الطائف ، اقتلعها
جبريل عليه السلام من
الأردن؛ وطاف بها بالكعبة سبعا ، وأنزلها
بثقيف .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كذلك العذاب أي : عذاب الدنيا وهلاك الأموال ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37أم لكم كتاب فيه تدرسون أي : ألكم كتاب تجدون فيه المطيع
[ ص: 456 ] كالعاصي؟ وقيل : إن {تدرسون} عامل في
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إن لكم فيه لما تخيرون في المعنى ، ومنعت اللام من فتح {إن} .
التَّفْسِيرُ :
قِيلَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن وَالْقَلَمِ نَحْوَ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْقَوْلِ فِي حُرُوفِ التَّهَجِّي فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17112مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
{ن} لَوْحٌ مِنْ نُورٍ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ : أَنَّ {ن} : الدَّوَاةُ ، وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ .
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31745أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ ، فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، فَقَالَ :
[ ص: 451 ] وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ : اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَكَتَبَ ، ثُمَّ خَلَقَ نُونَ ، فَرَفَعَ الْأَرْضَ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ قَالَ : {ن} : الْحُوتُ الَّذِي تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ ، قَالَ : {وَالْقَلَمِ} : الَّذِي كُتِبَ بِهِ الذِّكْرُ ، وَالضَّمِيرُ فِي {يَسْطُرُونَ} لِلْمَلَائِكَةِ ، وَمَعْنَاهُ : يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=2مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ : هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=4وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ : قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : هُوَ الْقُرْآنُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : هُوَ الدِّينُ ، عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هُوَ أَدَبُ الْقُرْآنِ : وَقِيلَ : هُوَ رِفْقُهُ بِأُمَّتِهِ ، وَإِكْرَامُهُ إِيَّاهُمْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=6بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : الْمَعْنَى : بِأَيِّكُمُ الْجُنُونُ؟ فَـ {الْمَفْتُونُ} عَلَى هَذَا بِمَعْنَى : الْفُتُونِ ، وَقِيلَ {الْمَفْتُونُ} بِمَعْنَى : الْفِتْنَةِ ، وَقِيلَ : الْبَاءُ زَائِدَةٌ ، وَالْمَعْنَى : أَيُّكُمُ الْمَفْتُونُ؟ وَقِيلَ : فِي الْكَلَامِ تَقْدِيرُ حَذْفِ مُضَافٍ ، وَالْمَعْنَى : بِأَيِّكُمْ فِتْنَةُ الْمَفْتُونِ؟
وَقِيلَ : فِيهِ تَقْدِيرُ حَذْفِ فِعْلٍ ، وَالْمَعْنَى : بِأَيِّكُمْ فُتِنَ الْمَفْتُونِ؟ وَقِيلَ : الْبَاءُ بِمَعْنَى : (فِي) ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ ، وَالْمَعْنَى : فِي أَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ؟
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَغَيْرُهُ : الْمَعْنَى : وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُ ، فَيَتَمَادَوْنَ عَلَى كُفْرِهِمْ ، وَعَنْهُ أَيْضًا وَدُّوا لَوْ تُرَخِّصُ لَهُمْ ، فَيُرَخِّصُونَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : (الْإِدْهَانُ) : التَّلْيِينُ لِمَنْ لَا يَنْبَغِي لَهُ التَّلْيِينُ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى : وَدُّوا لَوْ رَكَنْتَ إِلَيْهِمْ ، وَتَرَكْتَ الْحَقَّ فَيُمَالِئُونَكَ .
[ ص: 452 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=10وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ يَعْنِي :
الْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقٍ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ .
مُجَاهِدٌ :
الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ ، أَوْ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسَدِ ، وَقِيلَ : هُوَ
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ .
وَ (الْحَلَّافُ) : الْكَثِيرُ الْحَلِفِ ، وَ (الْمَهِينُ) : الضَّعِيفُ الْقَلْبِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْكَذَّابُ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : الْحَقِيرُ عِنْدَ اللَّهِ ، وَقِيلَ : هُوَ (فَعِيلٌ) بِمَعْنَى (مُفَعَّلٍ) ، وَالْمَعْنَى : مُهَانٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=11هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ : (الْهَمَّازُ) : الَّذِي يَهْمِزُ النَّاسَ بِيَدِهِ ، وَيَضْرِبُهُمْ ، وَ (اللَّمَّازُ) : الَّذِي يَذْكُرُهُمْ فِي مَغِيبِهِمْ ، وَقِيلَ : هُمَا جَمِيعًا لِمَنْ يَذْكُرُ فِي الْمَغِيبِ .
وَ (النَّمِيمُ) وَ (النَّمِيمَةُ) سَوَاءٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=12مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ أَيْ لِلْمَالِ مِنْ أَنْ يُنْفَقَ فِي وُجُوهِهِ .
وَقَوْلُهُ : {مُعْتَدٍ} أَيْ : مُعْتَدٍ عَلَى النَّاسِ .
{أَثِيمٍ} أَيْ : ذِي إِثْمٍ ، وَمَعْنَاهُ : مَأْثُومٌ ، فَهُوَ (فَعِيلٌ) بِمَعْنَى : (مَفْعُولٍ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=13عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ : (الْعُتُلُّ) : الْجَافِي الشَّدِيدُ فِي كُفْرِهِ .
الْفَرَّاءُ : هُوَ الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ بِالْبَاطِلِ ، وَ (الزَّنِيمُ) : الْمُلْصَقُ بِالْقَوْمِ الدَّعِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْهُ أَيْضًا : أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ لَهُ زَنَمَةٌ كَزَنَمَةِ الشَّاةِ ، وَرَوَى
[ ص: 453 ] عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ : أَنَّهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِالشَّرِّ ، كَمَا تُعْرَفُ الشَّاةُ بِزَنَمَتِهَا .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=13بَعْدَ ذَلِكَ : مَعَ ذَلِكَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=14أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ أَيْ : لِأَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ جَعَلَ نِعْمَةَ اللَّهِ ذَرِيعَةً إِلَى الْكُفْرِ بِهِ .
وَمَنْ قَرَأَ بِالِاسْتِفْهَامِ؛ فَمَعْنَاهُ التَّقْرِيرُ وَالتَّوْبِيخُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=16سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمَعْنَى : سَنَخْطِمُهُ بِالسَّيْفِ ، قَالَ : وَقَدْ خُطِمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ يَوْمَ بَدْرٍ بِالسَّيْفِ .
قَتَادَةُ : الْمَعْنَى : سَنَسِمُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَنْفِهِ [سِمَةً يُعْرَفُ بِهَا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : سَنُلْحِقُ بِهِ عَارًا وَسُبَّةً ، حَتَّى يَكُونَ كَمَنْ وُسِمَ عَلَى أَنْفِهِ] ، وَقِيلَ : عَبَّرَ عَنِ الْوَجْهِ بِـ {الْخُرْطُومِ} ؛ لِأَنَّهُ مِنْهُ ، وَالْمَعْنَى : سَنُسَوِّدُ وَجْهَهُ ، وَ {الْخُرْطُومِ} مِنَ الْإِنْسَانِ : الْأَنْفُ ، وَمِنَ السِّبَاعِ : مَوْضِعُ الشَّفَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ أَيِ : اخْتَبَرْنَاهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ : رُوِيَ : أَنَّ هَذِهِ الْجَنَّةَ كَانَتْ لِشَيْخٍ كَبِيرٍ ، فَكَانَ يَتَصَدَّقُ مِنْ غَلَّتِهَا بِمَا فَضَلَ عَنْ قُوتِهِ وَقُوتِ عِيَالِهِ ، وَيَنْهَاهُ بَنُوهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا مَاتَ؛
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ؛ أَيْ : لَيَأْخُذُنَّ مَا فِيهَا صَبَاحًا فِي وَقْتٍ لَا يَرَاهُمْ فِيهِ .
[ ص: 454 ] أَحَدٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=18وَلا يَسْتَثْنُونَ ؛ أَيْ : وَلَمْ يَسْتَثْنُوا فِي حَلِفِهِمْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : لَا يَكُونُ (الطَّائِفُ) إِلَّا لَيْلًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أَيْ : كَاللَّيْلِ الْمُـظْلِمِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَيِ : احْتَرَقَتْ ، فَصَارَتْ سَوْدَاءَ .
الثَّوْرِيُّ : كَالزَّرْعِ الْمَحْصُودِ .
وَقِيلَ : {كَالصَّرِيمِ} : كَالنَّهَارِ؛ فَالْمَعْنَى : ذَهَبَ مَا فِيهَا ، فَهِيَ تُشْبِهُ النَّهَارَ فِي بَيَاضِهِ؛ لِزَوَالِ مَا كَانَ فِيهَا مِنَ الزَّرْعِ ، وَيُقَالُ لِلَّيْلِ : (صَرِيمٌ) ، وَلِلنَّهَارِ : (صَرِيمٌ) ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَنْصَرِمُ عَنْ صَاحِبِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ : أَيْ : عَلَى حَصَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ؛ أَيْ : حَاصِدِينَ ، وَأَصْلُ (الصَّرْمِ) : الْقَطْعُ ، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي النَّخْلِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَيْ : يَتَسَارُّونَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ أَيْ : عَلَى جِدٍّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : أَيْ :
[ ص: 455 ] عَلَى حَاجَةٍ وَفَاقَةٍ ، وَقِيلَ : عَلَى قَصْدٍ ، وَقِيلَ : عَلَى غَضَبٍ ، وَقِيلَ : عَلَى مَنْعٍ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : (حَارَدَتِ الشَّاةُ) ؛ إِذَا مَنَعَتْ لَبَنَهَا ، [ وَ (السَّنَةُ) ؛ إِذَا مَنَعَتْ قَطْرَهَا] ، وَيُقَالُ أَيْضًا (حَرَدَ يَحْرِدُ) ؛ إِذَا قَصَدَ .
وَمَعْنَى {قَادِرِينَ} : قَدْ قَدَّرُوا أَمْرَهُمْ ، وَبَنَوْا عَلَيْهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : مِنَ الْوُجُودِ؛ أَيْ : مَنَعُوا وَهُمْ وَاجِدُونَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ أَيْ : أَخْطَأْنَا الطَّرِيقَ ، عَنْ قَتَادَةَ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَيْ : حُرِمْنَا جَنَّتَنَا بِمَا صَنَعْنَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَيْ : أَعْدَلُهُمْ وَخَيْرُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ ؛ أَيْ : هَلَّا تَسْتَثْنُونَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ أَيْ : أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ يَلُومُ بَعْضًا فِيمَا كَانَ مِنْ رَأْيِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا : يُرْوَى : أَنَّهُمْ بَدَّلُوا
الطَّائِفَ ، اقْتَلَعَهَا
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ
الْأُرْدُنِّ؛ وَطَافَ بِهَا بِالْكَعْبَةِ سَبْعًا ، وَأَنْزَلَهَا
بِثَقِيفٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كَذَلِكَ الْعَذَابُ أَيْ : عَذَابُ الدُّنْيَا وَهَلَاكِ الْأَمْوَالِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنِ زَيْدٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ أَيْ : أَلْكُمُ كِتَابٌ تَجِدُونَ فِيهِ الْمُطِيعَ
[ ص: 456 ] كَالْعَاصِي؟ وَقِيلَ : إِنَّ {تَدْرُسُونَ} عَامِلٌ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ فِي الْمَعْنَى ، وَمَنَعَتِ اللَّامُ مِنْ فَتْحِ {إِنَّ} .