nindex.php?page=treesubj&link=25987_32228_34240_34299nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين .
[31] فلما قتله، تركه بالعراء، ولم يدر ما يصنع به; لأنه كان أول ميت على وجه الأرض من بني آدم، وقصده السباع لتأكله، فحمله في جراب على ظهره أربعين يوما حتى أروح وأنتن.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31فبعث الله غرابا أي: غرابين تقاتلا فقتل أحدهما الآخر، فجعل.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31يبحث في الأرض أي: يحفر فيها حفيرة، فوارى فيها الغراب المقتول، وفعل ذلك.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31ليريه أي: ليري قابيل.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31كيف يواري سوءة أخيه أي: جيفته، فثم قال:
[ ص: 284 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين على حمله، لا على قتله. قرأ الدوري عن الكسائي بخلاف عنه: (يواري) (فأواري) بالإمالة، ووقف
رويس بخلاف عنه: (يا ويلتاه) (يا أسفاه) (يا حسرتاه) بزيادة هاء.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: لما قتل ولد
آدم عليه السلام وهو
بمكة، اشتاك الشجر، وتغيرت الأطعمة، وحمضت الفواكه، واغبرت الأرض، فقال
آدم: قد حدث في الأرض حدث، فكان قتل ولده.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أيضا: من قال: إن
آدم قال شعرا، فقد كذب; إن محمدا والأنبياء في النهي عن الشعر سواء، بل رثى ولده بالسريانية، فأخذها
يعرب بن قحطان، وكان يتكلم بالعربية والسريانية، وهو
nindex.php?page=treesubj&link=34020أول من خط بالعربية، وكان يقول الشعر، فرتبها ووزنها شعرا، وهي:
تغيرت البلاد ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي طعم ولون
وقل بشاشة الوجه الصبيح
وزيد فيه أبيات منها:
وما لي لا أزيد بسكب دمع وهابيل تضمنه الضريح
أرى طول الحياة علي غما فهل أنا من حياتي مستريح
[ ص: 285 ] وبعد قتل
هابيل بخمس سنين، ولدت حواء شيثا، وتفسيره: هبة الله، يعني: أنه خلف من هابيل، وأنزل عليه خمسون صحيفة، وصار وصي
آدم وولي عهده، وبقي نسله، وأما
قابيل فإنه هرب بأخته
إقليميا، وعبد النار، واتخذ أولاده آلات اللهو، وانهمكوا في اللهو وشرب الخمور والزنا والفواحش، وعبادة النار، حتى غرقهم الله تعالى بالطوفان أيام
نوح عليه السلام.
nindex.php?page=treesubj&link=25987_32228_34240_34299nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ .
[31] فَلَمَّا قَتَلَهُ، تَرَكَهُ بِالْعَرَاءِ، وَلَمْ يَدْرِ مَا يَصْنَعُ بِهِ; لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَيِّتٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ بَنِي آدَمَ، وَقَصَدَهُ السِّبَاعُ لِتَأْكُلَهُ، فَحَمَلَهُ فِي جِرَابٍ عَلَى ظَهْرِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا حَتَّى أَرْوَحَ وَأَنْتَنَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا أَيْ: غُرَابَيْنِ تَقَاتَلَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَجَعَلَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ أَيْ: يَحْفِرُ فِيهَا حُفَيْرَةً، فَوَارَى فِيهَا الْغُرَابَ الْمَقْتُولَ، وَفَعَلَ ذَلِكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31لِيُرِيَهُ أَيْ: لِيُرِيَ قَابِيلَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ أَيْ: جِيفَتَهُ، فَثَمَّ قَالَ:
[ ص: 284 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ عَلَى حَمْلِهِ، لَا عَلَى قَتْلِهِ. قَرَأَ الدُّورِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ بِخِلَافٍ عَنْهُ: (يُوَارِي) (فَأُوَارِي) بِالْإِمَالَةِ، وَوَقَفَ
رُوَيْسٌ بِخِلَافٍ عَنْهُ: (يَا وَيْلَتَاهُ) (يَا أَسَفَاهُ) (يَا حَسْرَتَاهُ) بِزِيَادَةِ هَاءٍ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَمَّا قُتِلَ وَلَدُ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ
بِمَكَّةَ، اشْتَاكَ الشَّجَرُ، وَتَغَيَّرَتِ الْأَطْعِمَةُ، وَحَمِضَتِ الْفَوَاكِهُ، وَاغْبَرَّتِ الْأَرْضُ، فَقَالَ
آدَمُ: قَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ، فَكَانَ قَتْلُ وَلَدِهِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَيْضًا: مَنْ قَالَ: إِنَّ
آدَمَ قَالَ شِعْرًا، فَقَدْ كَذَبَ; إِنَّ مُحَمَّدًا وَالْأَنْبِيَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ الشِّعْرِ سَوَاءٌ، بَلْ رَثَى وَلَدَهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ، فَأَخَذَهَا
يَعْرُبُ بْنُ قَحْطَانَ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالسُّرْيَانِيَّةِ، وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=34020أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ، فَرَتَّبَهَا وَوَزَنَهَا شَعْرًا، وَهِيَ:
تَغَيَّرَتِ الْبِلَادُ وَمَنْ عَلَيْهَا فَوَجْهُ الْأَرْضِ مُغْبَرٌّ قَبِيحُ تَغَيَّرَ كُلُّ ذِي طَعْمٍ وَلَوْنِ
وَقَلَّ بَشَاشَةُ الْوَجْهِ الصَّبِيحِ
وَزِيدَ فِيهِ أَبْيَاتٌ مِنْهَا:
وَمَا لِي لَا أَزِيدُ بِسَكْبِ دَمْعٍ وَهَابِيلٌ تَضَمَّنَهُ الضَّرِيحُ
أَرَى طُولَ الْحَيَاةِ عَلَيَّ غَمًّا فَهَلْ أَنَا مِنْ حَيَاتِي مُسْتَرِيحُ
[ ص: 285 ] وَبَعْدَ قَتْلِ
هَابِيلَ بِخَمْسِ سِنِينَ، وَلَدَتْ حَوَّاءُ شِيثًا، وَتَفْسِيرُهُ: هِبَةُ اللَّهِ، يَعْنِي: أَنَّهُ خَلَفٌ مِنْ هَابِيلَ، وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ خَمْسُونَ صَحِيفَةً، وَصَارَ وَصِيَّ
آدَمَ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ، وَبَقِيَ نَسْلُهُ، وَأَمَّا
قَابِيلُ فَإِنَّهُ هَرَبَ بِأُخْتِهِ
إِقْلِيمْيَا، وَعَبَدَ النَّارَ، وَاتَّخَذَ أَوْلَادُهُ آلَاتِ اللَّهْوِ، وَانْهَمَكُوا فِي اللَّهْوِ وَشُرْبِ الْخُمُورِ وَالزِّنَا وَالْفَوَاحِشِ، وَعِبَادَةِ النَّارِ، حَتَّى غَرَّقَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالطُّوفَانِ أَيَّامَ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ.