(
nindex.php?page=treesubj&link=29270بنيان الكعبة )
قال
ابن إسحاق : فلما بلغ صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة اجتمعت
[ ص: 64 ] قريش لبنيان
الكعبة ، وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها ، وإنما كانت رضما فوق القامة ، فأرادوا رفعها وتسقيفها . وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة فتحطمت ، فأخذوا خشبها وأعدوه لتسقيفها ، وكان
بمكة نجار قبطي ، فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها ، وكانت حية تخرج من بئر
الكعبة التي كانت يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم ، فتشرف على جدار
الكعبة ، فكانت مما يهابون ، وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت وكشت وفتحت فاها ، فكانوا يهابونها ، فبينا هي يوما تشرف على جدار
الكعبة بعث الله إليها طائرا فاختطفها ، فذهب بها ، قال : فاستبشروا بذلك ، ثم هابوا هدمها . فقال
الوليد بن المغيرة : أنا أبدؤكم في هدمها ، فأخذ المعول وهو يقول : اللهم لم ترع ، اللهم لا نريد إلا خيرا . ثم هدم من ناحية الركنين ، وهدموا حتى بلغوا أساس
إبراهيم -عليه السلام فإذا حجارة خضر أخذ بعضها ببعض . ثم بنوا فلما بلغ البنيان موضع الركن ، يعني الحجر الأسود ، اختصموا فيمن يضعه ، وحرصت كل قبيلة على ذلك حتى تحاربوا ومكثوا أربع ليال . ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتناصفوا فزعموا أن
أبا أمية بن المغيرة ، وكان أسن
قريش ، قال : اجعلوا بينكم فيما تختلفون أول من يدخل من باب المسجد ، ففعلوا ، فكان أول من دخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوه قالوا : هذا الأمين رضينا به ، فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر فقال : " هاتوا لي ثوبا " فأتوا به ، فأخذ الركن بيده فوضعه في الثوب ، ثم قال : " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا " ، ففعلوا ، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو صلى الله عليه وسلم بيده وبنى عليه .
وقال
ابن وهب ، عن
يونس ، عن
الزهري ، قال : لما بلغ رسول الله
[ ص: 65 ] صلى الله عليه وسلم الحلم أجمرت امرأة
الكعبة فطارت شرارة من مجمرتها في ثياب
الكعبة فاحترقت ، فهدموها حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت
قريش في الركن أي القبائل تضعه ؟ قالوا : تعالوا نحكم أول من يطلع علينا . فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة ، فحكموه ، فأمر بالركن فوضع في ثوب ، ثم أخذ سيد كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن ، فكان هو يضعه ، ثم طفق لا يزداد على السن إلا رضا حتى دعوه الأمين ، قبل أن ينزل عليه وحي ، وطفقوا لا ينحرون جزورا إلا التمسوه فيدعو لهم فيها .
ويروى عن
عروة ومجاهد وغيرهما : أن البيت بني قبل المبعث بخمس عشرة سنة .
وقال
داود بن عبد الرحمن العطار : حدثنا
ابن خثيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، قال : قلت له : يا خال ، حدثني عن شأن
الكعبة قبل أن تبنيها
قريش . قال : كان برضم يابس ليس بمدر تنزوه العناق ، وتوضع الكسوة على الجدر ثم تدلى ، ثم إن سفينة
للروم أقبلت ، حتى إذا كانت
بالشعيبة انكسرت ، فسمعت بها
قريش فركبوا إليها وأخذوا خشبها ، ورومي يقال له
بلقوم نجار بان ، فلما قدموا
مكة ، قالوا : لو بنينا بيت ربنا عز وجل فاجتمعوا لذلك ونقلوا الحجارة من أجياد الضواحي ،
فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل إذ انكشفت نمرته ، فنودي : يا محمد عورتك ، فذلك أول ما نودي ، والله أعلم . فما رئيت له عورة بعد .
وقال
أبو الحوص ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب : إن
إبراهيم صلى الله عليه وسلم بنى البيت -وذكر الحديث- إلى أن قال : فمر عليه الدهر فانهدم ، فبنته العمالقة ، فمر عليه الدهر فانهدم ، فبنته
جرهم ، فمر عليه الدهر فانهدم فبنته
[ ص: 66 ] قريش . وذكر في الحديث وضع النبي صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود مكانه .
وقال
يونس ، عن
ابن إسحاق : حدثني
عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عن
عمرة ، عن
عائشة ، قالت : ما زلنا نسمع أن
إسافا ونائلة رجل وامرأة من
جرهم زنيا في
الكعبة فمسخا حجرين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : إنما حمل
قريشا على بناء
الكعبة أن السيل كان يأتي من فوقها من فوق الردم الذي صنعوه فأخربه ، فخافوا أن يدخلها الماء ، وكان رجل يقال له
مليح سرق طيب
الكعبة ، فأرادوا أن يشيدوا بناءها وأن يرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلا من شاءوا ، فأعدوا لذلك نفقة وعمالا .
وقال
زكريا بن إسحاق : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار أنه سمع
جابرا يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881729إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل الحجارة للكعبة مع قريش وعليه إزار ، فقال له عمه العباس : يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة ، ففعل ذلك ، فسقط مغشيا عليه ، فما رؤي بعد ذلك اليوم عريانا . متفق عليه . وأخرجاه أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج .
وقال
معمر ، عن
عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881730لما بني البيت كان الناس ينقلون الحجارة والنبي صلى الله عليه وسلم معهم ، فأخذ الثوب فوضعه على عاتقه فنودي : " لا تكشف عورتك " فألقى الحجر ولبس ثوبه . رواه
أحمد في " مسنده "
وقال
عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي : حدثنا
عمرو بن أبي قيس ، [ ص: 67 ] عن
سماك ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، عن أبيه ، قال :
كنت أنا وابن أخي ننقل الحجارة على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة ، فإذا غشينا الناس اتزرنا فبينا هو أمامي خر على وجهه منبطحا ، فجئت أسعى وألقيت حجري ، وهو ينظر إلى السماء ، فقلت : ما شأنك ؟ فقام وأخذ إزاره وقال : " نهيت أن أمشي عريانا " فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون . رواه
قيس بن الربيع بنحوه ، عن
سماك .
وقال
حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، عن
خالد بن عرعرة ، عن
علي رضي الله عنه ، قال :
لما تشاجروا في الحجر أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب ، فكان أول من دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : قد جاء الأمين .
مسلم الزنجي ، عن
ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، قال : جلس رجال من
قريش فتذاكروا بنيان
الكعبة ، فقالوا : كانت مبنية برضم يابس ، وكان بابها بالأرض ، ولم يكن لها سقف ، وإنما تدلى الكسوة على الجدر ، وتربط من أعلى الجدر من بطنها ، وكان في بطن
الكعبة عن يمين الداخل جب يكون فيه ما يهدى
للكعبة منذ زمن
جرهم ، وذلك أنه عدا على ذلك الجب قوم من
جرهم فسرقوا ما به ، فبعث الله تلك الحية فحرست
الكعبة وما فيها خمسمائة سنة إلى أن بنتها
قريش ، وكان قرنا الكبش معلقين ، في بطنها مع معاليق من حلية . إلى أن قال : حتى بلغوا الأساس الذي رفع عليه
إبراهيم وإسماعيل القواعد ، فرأوا حجارة كأنها الإبل الخلف لا يطيق الحجر منها ثلاثون رجلا يحرك الحجر منها ، فترتج جوانبها ، قد تشبك بعضها ببعض ، فأدخل
الوليد بن المغيرة عتلة بين إصبعين حجرين فانفلقت منه فلقة ، فأخذها رجل فنزت من يده
[ ص: 68 ] حتى عادت في مكانها ، وطارت من تحتها برقة كادت أن تخطف أبصارهم ، ورجفت
مكة بأسرها ، فأمسكوا . إلى أن قال : وقلت النفقة عن عمارة البيت ، فأجمعوا على أن يقصروا عن القواعد ويحجروا ما يقدرون ويتركون بقيته في الحجر ، ففعلوا ذلك وتركوا ستة أذرع وشبرا ، ورفعوا بابها وكسوها بالحجارة حتى لا يدخلها السيل ولا يدخلها إلا من أرادوا ، وبنوها بساف من حجارة وساف من خشب ، حتى انتهوا إلى موضع الركن فتنافسوا في وضعه . إلى أن قال : فرفعوها بمدماك حجارة ومدماك خشب ، حتى بلغوا السقف ، فقال لهم
باقوم النجار الرومي : أتحبون أن تجعلوا سقفها مكنسا أو مسطحا ؟ قالوا : بل مسطحا . وجعلوا فيه ست دعائم في صفين ، وجعلوا ارتفاعها من ظاهرها ثمانية عشر ذراعا ، وقد كانت قبل تسعة أذرع ، وجعلوا درجة من خشب في بطنها يصعد منها إلى ظهرها ، وزوقوا سقفها وحيطانها من بطنها ودعائمها ، وصوروا فيها الأنبياء والملائكة والشجر ، وصوروا
إبراهيم يستقسم بالأزلام ، وصوروا
عيسى وأمه ، وكانوا أخرجوا ما في جب
الكعبة من حلية ومال وقرني الكبش ، وجعلوه عند
أبي طلحة العبدري ، وأخرجوا منها هبل ، فنصب عند المقام حتى فرغوا فأعادوا جميع ذلك ، ثم ستروها بحبرات يمانية .
وفي الحديث عن
أبي نجيح ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15778حويطب بن عبد العزى وغيره :
فلما كان يوم الفتح دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت ، فأمر بثوب فبل بماء وأمر بطمس تلك الصور ، ووضع كفيه على صورة عيسى وأمه وقال : " امحوا الجميع إلا ما تحت يدي " رواه
الأزرقي .
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : سأل
سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي [ ص: 69 ] رباح ، وأنا أسمع : أدركت في البيت تمثال
مريم وعيسى ؟ قال : نعم أدركت تمثال
مريم مزوقا في حجرها
عيسى قاعد ، وكان في البيت ستة أعمدة سواري ، وكان تمثال
عيسى ومريم في العمود الذي يلي الباب ، فقلت
لعطاء : متى هلك ؟ قال : في الحريق زمن
ابن الزبير ، قلت : أعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني كان ؟ قال : لا أدري ، وإني لأظنه قد كان على عهده .
قال
داود بن عبد الرحمن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : ثم عاودت
عطاء بعد حين فقال : تمثال
عيسى وأمه في الوسطى من السواري .
قال
الأزرقي : حدثنا
داود العطار ، عم
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، قال : أدركت في
الكعبة قبل أن تهدم تمثال
عيسى وأمه ، قال
داود : فأخبرني بعض الحجبة عن
مسافع بن شيبة :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا شيبة امح كل صورة إلا ما تحت يدي " قال : فرفع يده عن عيسى ابن مريم وأمه .
قال
الأزرقي ، عن
سعيد بن سالم : حدثني
يزيد بن عياض بن جعدبة ، عن
ابن شهاب :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881735أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وفيها صور الملائكة ، فرأى صورة إبراهيم فقال : " قاتلهم الله جعلوه شيخا يستقسم بالأزلام ، ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها فقال : امحوا ما فيها إلا صورة مريم " . ثم ساقه
الأزرقي بإسناد آخر بنحوه ، وهو مرسل ، لكن قول
عطاء وعمرو ثابت ، وهذا أمر لم نسمع به إلى اليوم .
أخبرنا
سليمان بن حمزة ، قال : أخبرنا
محمد بن عبد الواحد ، قال : أخبرنا
محمد بن أحمد ، أن
فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم ، قالت : أخبرنا
ابن بريدة ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، قال : حدثنا
إسحاق بن إبراهيم ، عن
[ ص: 70 ] عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
ابن خثيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، قال : كانت
الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم ، ليس فيها مدر ، وكانت قدر ما نقتحمها ، وكانت غير مسقوفة ، إنما توضع ثيابها عليها ، ثم تسدل عليها سدلا ، وكان الركن الأسود موضوعا على سورها باديا ، وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة ، فأقبلت سفينة من أرض
الروم فانكسرت بقرب جدة ، فخرجت
قريش ليأخذوا خشبها ، فوجدوا رجلا روميا عندها ، فأخذوا الخشب ، وكانت السفينة تريد
الحبشة ، وكان الرومي الذي في السفينة نجارا ، فقدموا به وبالخشب ، فقالت
قريش : نبني بهذا الذي في السفينة بيت ربنا ، فلما أرادوا هدمه إذا هم بحية على سور البيت ، مثل قطعة الجائز سوداء الظهر ، بيضاء البطن ، فجعلت كلما دنا أحد إلى البيت ليهدم أو يأخذ من حجارته ، سعت إليه فاتحة فاها ، فاجتمعت
قريش عند المقام فعجوا إلى الله وقالوا : ربنا لم ترع ، أردنا تشريف بيتك وتزيينه ، فإن كنت ترضى بذلك ، وإلا فما بدا لك فافعل . فسمعوا خوارا في السماء ، فإذا هم بطائر أسود الظهر ، أبيض البطن ، والرجلين ، أعظم من النسر ، فغرز مخلابه في رأس الحية ، حتى انطلق بها يجرها ، ذنبها أعظم من كذا وكذا ساقطا ، فانطلق بها نحو أجياد ، فهدمتها
قريش ، وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي ، تحملها
قريش على رقابها ، فرفعوها في السماء عشرين ذراعا ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=881736فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد ، وعليه نمرة ، فضاقت عليه النمرة ، فذهب يضعها على عاتقه ، فبرزت عورته من صغر النمرة ، فنودي : يا محمد ، خمر عورتك ، فلم ير عريانا بعد ذلك . وكان بين بنيان الكعبة ، وبين ما أنزل عليه خمس سنين . هذا حديث صحيح .
[ ص: 71 ] وقد روى نحوه
داود العطار ، عن
ابن خثيم .
ورواه
محمد بن كثير المصيصي ، عن
عبد الله بن واقد ، عن
عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن
نافع بن سرجس ، قال : سألت
أبا الطفيل ، فذكر نحوه .
وقال
عبد الصمد بن النعمان : حدثنا
ثابت بن يزيد ، قال : حدثنا
هلال بن خباب ، عن
مجاهد ، عن مولاه ، أنه حدثه أنه كان فيمن يبني
الكعبة في الجاهلية ، قال : ولي حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله ، فأجيء باللبن الخاثر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه ، فيجيء الكلب فيلحسه ، ثم يشغر فيبول ، فبنينا حتى بلغنا الحجر ، وما يرى الحجر منا أحد ، فإذا هو وسط حجارتنا ، مثل رأس الرجل ، يكاد يتراءى منه وجه الرجل ، فقال بطن من
قريش : نحن نضعه ، وقال آخرون : بل نحن نضعه . فقالوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881737اجعلوا بينكم حكما . قالوا : أول رجل يطلع من الفج ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : أتاكم الأمين ، فقالوا له ، فوضعه في ثوب ، ثم دعا بطونهم ، فأخذوا بنواحيه معه ، فوضعه هو . اسم
مولى مجاهد :
السائب بن عبد الله .
وقال
إسرائيل ، عن
أبي يحيى القتات ، عن
مجاهد ، عن
عبد الله بن عمرو ، قال : كان البيت قبل الأرض بألفي سنة (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=3وإذا الأرض مدت ( 3 ) ) [ الانشقاق ] : قال : من تحته مدا . وروي نحوه عن
منصور ، عن
مجاهد .
(
nindex.php?page=treesubj&link=29270بُنْيَانُ الْكَعْبَةِ )
قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : فَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً اجْتَمَعَتْ
[ ص: 64 ] قُرَيْشٌ لِبُنْيَانِ
الْكَعْبَةِ ، وَكَانُوا يَهُمُّونَ بِذَلِكَ لِيَسْقُفُوهَا وَيَهَابُونَ هَدْمَهَا ، وَإِنَّمَا كَانَتْ رَضْمًا فَوْقَ الْقَامَةِ ، فَأَرَادُوا رَفْعَهَا وَتَسْقِيفَهَا . وَكَانَ الْبَحْرُ قَدْ رَمَى بِسَفِينَةٍ إِلَى جِدَّةَ فَتَحَطَّمَتْ ، فَأَخَذُوا خَشَبَهَا وَأَعَدُّوهُ لِتَسْقِيفِهَا ، وَكَانَ
بِمَكَّةَ نَجَّارٌ قِبْطِيٌّ ، فَتَهَيَّأَ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ بَعْضُ مَا يُصْلِحُهَا ، وَكَانَتْ حَيَّةٌ تَخْرُجُ مِنْ بِئْرِ
الْكَعْبَةِ الَّتِي كَانَتْ يُطْرَحُ فِيهَا مَا يُهْدَى لَهَا كُلَّ يَوْمٍ ، فَتُشْرِفُ عَلَى جِدَارِ
الْكَعْبَةِ ، فَكَانَتْ مِمَّا يَهَابُونَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَدْنُو مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا احْزَأَلَّتْ وَكَشَّتْ وَفَتَحَتْ فَاهَا ، فَكَانُوا يَهَابُونَهَا ، فَبَيْنَا هِيَ يَوْمًا تُشْرِفُ عَلَى جِدَارِ
الْكَعْبَةِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا طَائِرًا فَاخْتَطَفَهَا ، فَذَهَبَ بِهَا ، قَالَ : فَاسْتَبْشَرُوا بِذَلِكَ ، ثُمَّ هَابُوا هَدْمَهَا . فَقَالَ
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ : أَنَا أَبْدَؤُكُمْ فِي هَدْمِهَا ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلِ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَمْ تُرَعْ ، اللَّهُمَّ لَا نُرِيدُ إِلَّا خَيْرًا . ثُمَّ هَدَمَ مِنْ نَاحِيَةِ الرُّكْنَيْنِ ، وَهَدَمُوا حَتَّى بَلَغُوا أَسَاسَ
إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِذَا حِجَارَةٌ خُضْرٌ أَخَذَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ . ثُمَّ بَنَوْا فَلَمَّا بَلَغَ الْبُنْيَانُ مَوْضِعَ الرُّكْنِ ، يَعْنِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ ، اخْتَصَمُوا فِيمَنْ يَضَعُهُ ، وَحَرَصَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَحَارَبُوا وَمَكَثُوا أَرْبَعَ لَيَالٍ . ثُمَّ إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ وَتَنَاصَفُوا فَزَعَمُوا أَنَّ
أَبَا أُمَيَّةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، وَكَانَ أَسَنَّ
قُرَيْشٍ ، قَالَ : اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ فِيمَا تَخْتَلِفُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَفَعَلُوا ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا : هَذَا الْأَمِينُ رَضِينَا بِهِ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَقَالَ : " هَاتُوا لِي ثَوْبًا " فَأَتَوْا بِهِ ، فَأَخَذَ الرُّكْنَ بِيَدِهِ فَوَضَعَهُ فِي الثَّوْبِ ، ثُمَّ قَالَ : " لِتَأْخُذْ كُلُّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ ، ثُمَّ ارْفَعُوهُ جَمِيعًا " ، فَفَعَلُوا ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ وَضَعَهُ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَبَنَى عَلَيْهِ .
وَقَالَ
ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ
يُونُسَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ
[ ص: 65 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُلُمَ أَجْمَرَتِ امْرَأَةٌ
الْكَعْبَةَ فَطَارَتْ شَرَارَةٌ مِنْ مِجْمَرَتِهَا فِي ثِيَابِ
الْكَعْبَةِ فَاحْتَرَقَتْ ، فَهَدَمُوهَا حَتَّى إِذَا بَنَوْهَا فَبَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ اخْتَصَمَتْ
قُرَيْشٌ فِي الرُّكْنِ أَيُّ الْقَبَائِلِ تَضَعُهُ ؟ قَالُوا : تَعَالَوْا نُحَكِّمْ أَوَّلَ مَنْ يَطْلُعَ عَلَيْنَا . فَطَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ عَلَيْهِ وِشَاحُ نَمِرَةٍ ، فَحَكَّمُوهُ ، فَأَمَرَ بِالرُّكْنِ فَوُضِعَ فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ أَخَذَ سَيِّدُ كُلِّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ ، ثُمَّ ارْتَقَى هُوَ فَرَفَعُوا إِلَيْهِ الرُّكْنَ ، فَكَانَ هُوَ يَضَعُهُ ، ثُمَّ طَفِقَ لَا يَزْدَادُ عَلَى السِّنِّ إِلَّا رِضًا حَتَّى دَعَوْهُ الْأَمِينَ ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ ، وَطَفِقُوا لَا يَنْحَرُونَ جَزُورًا إِلَّا الْتَمَسُوهُ فَيَدْعُو لَهُمْ فِيهَا .
وَيُرْوَى عَنْ
عُرْوَةَ وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمَا : أَنَّ الْبَيْتَ بُنِيَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً .
وَقَالَ
دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ : حَدَّثَنَا
ابْنُ خُثَيْمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11871أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : يَا خَالُ ، حَدِّثْنِي عَنْ شَأْنِ
الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَبْنِيَهَا
قُرَيْشٌ . قَالَ : كَانَ بِرَضَمٍ يَابِسٍ لَيْسَ بِمَدَرٍ تَنْزُوهُ الْعَنَاقُ ، وَتُوضَعُ الْكُسْوَةُ عَلَى الْجُدَرِ ثُمَّ تُدَلَّى ، ثُمَّ إِنَّ سَفِينَةً
لِلرُّومِ أَقْبَلَتْ ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ
بِالشُّعَيْبَةِ انْكَسَرَتْ ، فَسَمِعَتْ بِهَا
قُرَيْشٌ فَرَكِبُوا إِلَيْهَا وَأَخَذُوا خَشَبَهَا ، وَرُومِيٌّ يُقَالُ لَهُ
بَلْقُومُ نَجَّارٌ بَانٍ ، فَلَمَّا قَدِمُوا
مَكَّةَ ، قَالُوا : لَوْ بَنَيْنَا بَيْتَ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَاجْتَمَعُوا لِذَلِكَ وَنَقَلُوا الْحِجَارَةَ مِنْ أَجْيَادِ الضَّوَاحِي ،
فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلُ إِذِ انْكَشَفَتْ نَمِرَتُهُ ، فَنُودِيَ : يَا مُحَمَّدُ عَوْرَتَكَ ، فَذَلِكَ أَوَّلُ مَا نُودِيَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . فَمَا رُئِيَتْ لَهُ عَوْرَةٌ بَعْدُ .
وَقَالَ
أَبُو الْحَوْصِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16052سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ : إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى الْبَيْتَ -وَذَكَرَ الْحَدِيثَ- إِلَى أَنْ قَالَ : فَمَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَانْهَدَمَ ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ ، فَمَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَانْهَدَمَ ، فَبَنَتْهُ
جُرْهُمٌ ، فَمَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَانْهَدَمَ فَبَنَتْهُ
[ ص: 66 ] قُرَيْشٌ . وَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ وَضْعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ مَكَانَهُ .
وَقَالَ
يُونُسُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ
عَمْرَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : مَا زِلْنَا نَسْمَعُ أَنَّ
إِسَافًا وَنَائِلَةَ رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ مِنْ
جُرْهُمٍ زَنَيَا فِي
الْكَعْبَةِ فَمُسِخَا حَجَرَيْنِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ : إِنَّمَا حَمَلَ
قُرَيْشًا عَلَى بِنَاءِ
الْكَعْبَةِ أَنَّ السَّيْلَ كَانَ يَأْتِي مِنْ فَوْقِهَا مِنْ فَوْقِ الرَّدْمِ الَّذِي صَنَعُوهُ فَأَخْرَبَهُ ، فَخَافُوا أَنْ يَدْخُلَهَا الْمَاءُ ، وَكَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ
مَلِيحٌ سَرَقَ طِيبَ
الْكَعْبَةِ ، فَأَرَادُوا أَنْ يُشَيِّدُوا بِنَاءَهَا وَأَنْ يَرْفَعُوا بَابَهَا حَتَّى لَا يَدْخُلَهَا إِلَّا مَنْ شَاءُوا ، فَأَعَدُّوا لِذَلِكَ نَفَقَةً وَعُمَّالًا .
وَقَالَ
زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ
جَابِرًا يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881729إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْقُلُ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ مَعَ قُرَيْشٍ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ ، فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ : يَا ابْنَ أَخِي لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبِكَ دُونَ الْحِجَارَةِ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَمَا رُؤِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ عُرْيَانًا . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . وَأَخْرَجَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ .
وَقَالَ
مَعْمَرٌ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11871أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881730لَمَّا بُنِيَ الْبَيْتُ كَانَ النَّاسُ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ ، فَأَخَذَ الثَّوْبَ فَوَضَعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ فَنُودِيَ : " لَا تَكْشِفْ عَوْرَتَكَ " فَأَلْقَى الْحَجَرَ وَلَبِسَ ثَوْبَهُ . رَوَاهُ
أَحْمَدُ فِي " مُسْنَدِهِ "
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّشْتَكِيُّ : حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ ، [ ص: 67 ] عَنْ
سِمَاكٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
كُنْتُ أَنَا وَابْنُ أَخِي نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رِقَابِنَا وَأُزُرُنَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ ، فَإِذَا غَشِيَنَا النَّاسُ اتَّزَرْنَا فَبَيْنَا هُوَ أَمَامِي خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مُنْبَطِحًا ، فَجِئْتُ أَسْعَى وَأَلْقَيْتُ حَجَرِي ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقُلْتُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَامَ وَأَخَذَ إِزَارَهُ وَقَالَ : " نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا " فَكُنْتُ أَكْتُمُهَا النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا مَجْنُونٌ . رَوَاهُ
قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ بِنَحْوِهِ ، عَنْ
سِمَاكٍ .
وَقَالَ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15854دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16052سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
لَمَّا تَشَاجَرُوا فِي الْحِجْرِ أَنْ يَضَعَهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : قَدْ جَاءَ الْأَمِينُ .
مُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَلَسَ رِجَالٌ مِنْ
قُرَيْشٍ فَتَذَاكَرُوا بُنْيَانَ
الْكَعْبَةِ ، فَقَالُوا : كَانَتْ مَبْنِيَّةً بِرَضْمٍ يَابِسٍ ، وَكَانَ بَابُهَا بِالْأَرْضِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا سَقْفٌ ، وَإِنَّمَا تُدَلَّى الْكُسْوَةُ عَلَى الْجُدَرِ ، وَتُرْبَطُ مِنْ أَعْلَى الْجُدُرِ مِنْ بَطْنِهَا ، وَكَانَ فِي بَطْنِ
الْكَعْبَةِ عَنْ يَمِينِ الدَّاخِلِ جُبٌّ يَكُونُ فِيهِ مَا يُهْدَى
لِلْكَعْبَةِ مُنْذُ زَمَنِ
جُرْهُمٍ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ عَدَا عَلَى ذَلِكَ الْجُبِّ قَوْمٌ مِنْ
جُرْهُمٍ فَسَرَقُوا مَا بِهِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ تِلْكَ الْحَيَّةَ فَحَرَسَتِ
الْكَعْبَةَ وَمَا فِيهَا خَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ إِلَى أَنْ بَنَتْهَا
قُرَيْشٌ ، وَكَانَ قَرْنَا الْكَبْشِ مُعَلَّقَيْنِ ، فِي بَطْنِهَا مَعَ مَعَالِيقَ مِنْ حِلْيَةٍ . إِلَى أَنْ قَالَ : حَتَّى بَلَغُوا الْأَسَاسَ الَّذِي رَفَعَ عَلَيْهِ
إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ الْقَوَاعِدَ ، فَرَأَوْا حِجَارَةً كَأَنَّهَا الْإِبِلُ الْخُلُفُ لَا يُطِيقُ الْحَجَرَ مِنْهَا ثَلَاثُونَ رَجُلًا يُحَرَّكُ الْحَجَرُ مِنْهَا ، فَتَرْتَجُّ جَوَانِبُهَا ، قَدْ تَشَبَّكَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ ، فَأَدْخَلَ
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عَتَلَةً بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ حَجَرَيْنِ فَانْفَلَقَتْ مِنْهُ فِلْقَةٌ ، فَأَخَذَهَا رَجُلٌ فَنَزَّتْ مِنْ يَدِهِ
[ ص: 68 ] حَتَّى عَادَتْ فِي مَكَانِهَا ، وَطَارَتْ مِنْ تَحْتِهَا بَرْقَةٌ كَادَتْ أَنْ تَخْطِفَ أَبْصَارَهُمْ ، وَرَجَفَتْ
مَكَّةُ بِأَسْرِهَا ، فَأَمْسَكُوا . إِلَى أَنْ قَالَ : وَقَلَّتِ النَّفَقَةُ عَنْ عِمَارَةِ الْبَيْتِ ، فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنْ يُقْصِرُوا عَنِ الْقَوَاعِدِ وَيَحْجِرُوا مَا يَقْدِرُونَ وَيَتْرُكُونَ بَقِيَّتَهُ فِي الْحِجْرِ ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَتَرَكُوا سِتَّةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا ، وَرَفَعُوا بَابَهَا وَكَسَوْهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى لَا يَدْخُلَهَا السَّيْلُ وَلَا يَدْخُلَهَا إِلَّا مَنْ أَرَادُوا ، وَبَنَوْهَا بِسَافٍ مِنْ حِجَارَةٍ وَسَافٍ مِنْ خَشَبٍ ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعِ الرُّكْنِ فَتَنَافَسُوا فِي وَضْعِهِ . إِلَى أَنْ قَالَ : فَرَفَعُوهَا بِمِدْمَاكٍ حِجَارَةً وَمِدْمَاكٍ خَشَبٍ ، حَتَّى بَلَغُوا السَّقْفَ ، فَقَالَ لَهُمْ
بَاقُومُ النَّجَّارُ الرُّومِيُّ : أَتُحِبُّونَ أَنْ تَجْعَلُوا سَقْفَهَا مُكَنَّسًا أَوْ مُسَطَّحًا ؟ قَالُوا : بَلْ مُسَطَّحًا . وَجَعَلُوا فِيهِ سِتَّ دَعَائِمَ فِي صَفَّيْنِ ، وَجَعَلُوا ارْتِفَاعَهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَقَدْ كَانَتْ قَبْلُ تِسْعَةَ أَذْرُعٍ ، وَجَعَلُوا دَرَجَةً مِنْ خَشَبٍ فِي بَطْنِهَا يُصْعَدُ مِنْهَا إِلَى ظَهْرِهَا ، وَزَوَّقُوا سَقْفَهَا وَحِيطَانَهَا مِنْ بَطْنِهَا وَدَعَائِمَهَا ، وَصَوَّرُوا فِيهَا الْأَنْبِيَاءَ وَالْمَلَائِكَةَ وَالشَّجَرَ ، وَصَوَّرُوا
إِبْرَاهِيمَ يَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ ، وَصَوَّرُوا
عِيسَى وَأُمَّهُ ، وَكَانُوا أَخْرَجُوا مَا فِي جُبِّ
الْكَعْبَةِ مِنْ حِلْيَةٍ وَمَالٍ وَقَرْنَيِ الْكَبْشِ ، وَجَعَلُوهُ عِنْدَ
أَبِي طَلْحَةَ الْعَبْدَرِيِّ ، وَأَخْرَجُوا مِنْهَا هُبَلَ ، فَنُصِبَ عِنْدَ الْمَقَامِ حَتَّى فَرَغُوا فَأَعَادُوا جَمِيعَ ذَلِكَ ، ثُمَّ سَتَرُوهَا بِحِبَرَاتٍ يَمَانِيَةٍ .
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ
أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15778حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَغَيْرِهِ :
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَيْتِ ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَبُلَّ بِمَاءٍ وَأَمَرَ بِطَمْسِ تِلْكَ الصُّوَرِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى صُورَةِ عِيسَى وَأُمِّهِ وَقَالَ : " امْحُوا الْجَمِيعَ إِلَّا مَا تَحْتَ يَدَيَّ " رَوَاهُ
الْأَزْرَقِيُّ .
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : سَأَلَ
سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي [ ص: 69 ] رَبَاحٍ ، وَأَنَا أَسْمَعُ : أَدْرَكْتَ فِي الْبَيْتِ تِمْثَالَ
مَرْيَمَ وَعِيسَى ؟ قَالَ : نَعَمْ أَدْرَكْتُ تِمْثَالَ
مَرْيَمَ مُزَوَّقًا فِي حِجْرِهَا
عِيسَى قَاعِدٌ ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ سِتَّةُ أَعْمِدَةٍ سَوَارِيَ ، وَكَانَ تِمْثَالُ
عِيسَى وَمَرْيَمَ فِي الْعَمُودِ الَّذِي يَلِي الْبَابَ ، فَقُلْتُ
لِعَطَاءٍ : مَتَى هَلَكَ ؟ قَالَ : فِي الْحَرِيقِ زَمَنَ
ابْنِ الزُّبَيْرِ ، قُلْتُ : أَعَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْنِي كَانَ ؟ قَالَ : لَا أَدْرِي ، وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ قَدْ كَانَ عَلَى عَهْدِهِ .
قَالَ
دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ : ثُمَّ عَاوَدْتُ
عَطَاءً بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ : تِمْثَالُ
عِيسَى وَأُمُّهُ فِي الْوُسْطَى مِنَ السَّوَارِي .
قَالَ
الْأَزْرَقِيُّ : حَدَّثَنَا
دَاوُدُ الْعَطَّارُ ، عَمُّ
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : أَدْرَكْتُ فِي
الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ تُهْدَمَ تِمْثَالَ
عِيسَى وَأُمِّهِ ، قَالَ
دَاوُدُ : فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ الْحَجَبَةِ عَنْ
مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَا شَيْبَةُ امْحُ كُلَّ صُورَةٍ إِلَّا مَا تَحْتَ يَدِي " قَالَ : فَرَفَعَ يَدَهُ عَنْ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ .
قَالَ
الْأَزْرَقِيُّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ : حَدَّثَنِي
يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881735أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَفِيهَا صُوَرُ الْمَلَائِكَةِ ، فَرَأَى صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ : " قَاتَلَهُمُ اللَّهُ جَعَلُوهُ شَيْخًا يَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ ، ثُمَّ رَأَى صُورَةَ مَرْيَمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَقَالَ : امْحُوَا مَا فِيهَا إِلَّا صُورَةَ مَرْيَمَ " . ثُمَّ سَاقَهُ
الْأَزْرَقِيُّ بِإِسْنَادٍ آخَرَ بِنَحْوِهِ ، وَهُوَ مُرْسَلٌ ، لَكِنَّ قَوْلَ
عَطَاءٍ وَعَمْرٍو ثَابِتٌ ، وَهَذَا أَمْرٌ لَمْ نَسْمَعْ بِهِ إِلَى الْيَوْمِ .
أَخْبَرَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، أَنَّ
فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَتْهُمْ ، قَالَتْ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ بُرَيْدَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
[ ص: 70 ] عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ
ابْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11871أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : كَانَتِ
الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةٌ بِالرَّضْمِ ، لَيْسَ فِيهَا مَدَرٌ ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا نَقْتَحِمُهَا ، وَكَانَتْ غَيْرَ مَسْقُوفَةٍ ، إِنَّمَا تُوضَعُ ثِيَابُهَا عَلَيْهَا ، ثُمَّ تُسْدَلُ عَلَيْهَا سَدْلًا ، وَكَانَ الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا بَادِيًا ، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ كَهَيْئَةِ الْحَلْقَةِ ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مِنْ أَرْضِ
الرُّومِ فَانْكَسَرَتْ بِقُرْبِ جِدَّةَ ، فَخَرَجَتْ
قُرَيْشٌ لِيَأْخُذُوا خَشَبَهَا ، فَوَجَدُوا رَجُلًا رُومِيًّا عِنْدَهَا ، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ ، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ
الْحَبَشَةَ ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ نَجَّارًا ، فَقَدِمُوا بِهِ وَبِالْخَشَبِ ، فَقَالَتْ
قُرَيْشٌ : نَبْنِي بِهَذَا الَّذِي فِي السَّفِينَةِ بَيْتَ رَبِّنَا ، فَلَمَّا أَرَادُوا هَدْمَهُ إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُورِ الْبَيْتِ ، مِثْلِ قِطْعَةِ الْجَائِزِ سَوْدَاءَ الظَّهْرِ ، بَيْضَاءَ الْبَطْنِ ، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا دَنَا أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ لِيَهْدِمَ أَوْ يَأْخُذَ مِنْ حِجَارَتِهِ ، سَعَتْ إِلَيْهِ فَاتِحَةً فَاهَا ، فَاجْتَمَعَتْ
قُرَيْشٌ عِنْدَ الْمَقَامِ فَعَجُّوا إِلَى اللَّهِ وَقَالُوا : رَبَّنَا لَمْ تُرَعْ ، أَرَدْنَا تَشْرِيفَ بَيْتِكَ وَتَزْيِينَهُ ، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِذَلِكَ ، وَإِلَّا فَمَا بَدَا لَكَ فَافْعَلْ . فَسَمِعُوا خُوَارًا فِي السَّمَاءِ ، فَإِذَا هُمْ بِطَائِرٍ أَسْوَدِ الظَّهْرِ ، أَبْيَضِ الْبَطْنِ ، وَالرِّجْلَيْنِ ، أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ ، فَغَرَزَ مِخْلَابَهُ فِي رَأْسِ الْحَيَّةِ ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهَا يَجُرُّهَا ، ذَنْبُهَا أَعْظَمُ مِنْ كَذَا وَكَذَا سَاقِطًا ، فَانْطَلَقَ بِهَا نَحْوَ أَجْيَادَ ، فَهَدَمَتْهَا
قُرَيْشٌ ، وَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي ، تَحْمِلُهَا
قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا ، فَرَفَعُوهَا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=881736فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادَ ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ ، فَذَهَبَ يَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ ، فَبَرَزَتْ عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ ، فَنُودِيَ : يَا مُحَمَّدُ ، خَمِّرْ عَوْرَتَكَ ، فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ . وَكَانَ بَيْنَ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ ، وَبَيْنَ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ خَمْسُ سِنِينَ . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
[ ص: 71 ] وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ
دَاوُدُ الْعَطَّارُ ، عَنِ
ابْنِ خُثَيْمٍ .
وَرَوَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ
نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ ، قَالَ : سَأَلْتُ
أَبَا الطُّفَيْلِ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
وَقَالَ
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ : حَدَّثَنَا
ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنْ مَوْلَاهُ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ يَبْنِي
الْكَعْبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ : وَلِي حَجَرٌ أَنَا نَحَتُّهُ بِيَدِي أَعْبُدُهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَأَجِيءُ بِاللَّبَنِ الْخَاثِرِ الَّذِي أُنَفِّسُهُ عَلَى نَفْسِي فَأَصُبُّهُ عَلَيْهِ ، فَيَجِيءُ الْكَلْبُ فَيَلْحَسُهُ ، ثُمَّ يَشْغَرُ فَيَبُولُ ، فَبَنَيْنَا حَتَّى بَلَغْنَا الْحَجَرَ ، وَمَا يَرَى الْحَجَرَ مِنَّا أَحَدٌ ، فَإِذَا هُوَ وَسَطَ حِجَارَتِنَا ، مِثْلَ رَأْسِ الرَّجُلِ ، يَكَادُ يَتَرَاءَى مِنْهُ وَجْهُ الرَّجُلِ ، فَقَالَ بَطْنٌ مِنْ
قُرَيْشٍ : نَحْنُ نَضَعُهُ ، وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ نَحْنُ نَضَعُهُ . فَقَالُوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881737اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ حَكَمًا . قَالُوا : أَوَّلُ رَجُلٍ يَطْلُعُ مِنَ الْفَجِّ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : أَتَاكُمُ الْأَمِينُ ، فَقَالُوا لَهُ ، فَوَضَعَهُ فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ دَعَا بُطُونَهُمْ ، فَأَخَذُوا بِنَوَاحِيهِ مَعَهُ ، فَوَضَعَهُ هُوَ . اسْمُ
مَوْلَى مُجَاهِدٍ :
السَّائِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ .
وَقَالَ
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : كَانَ الْبَيْتُ قَبْلَ الْأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=3وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ( 3 ) ) [ الِانْشِقَاقُ ] : قَالَ : مِنْ تَحْتِهِ مَدًّا . وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ .