nindex.php?page=treesubj&link=28953أقسام الوقف
والوقف عند أكثر القراء ينقسم إلى أربعة أقسام : تام مختار ، وكاف جائز ، وحسن مفهوم ، وقبيح متروك .
وقسمه بعضهم إلى ثلاثة ، وأسقط الحسن . وقسمه آخرون إلى اثنين ، وأسقط الكافي والحسن .
nindex.php?page=treesubj&link=28953فالتام هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده ، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5وأولئك هم المفلحون ( البقرة : 5 ) ، وأكثر ما يوجد عند رءوس الآي كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5وأولئك هم المفلحون ( البقرة : 5 ) ثم يبتدئ بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6إن الذين كفروا ( البقرة : 6 ) ، وكذا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=46وأنهم إليه راجعون ( البقرة : 46 ) ثم يبتدئ بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=47يابني إسرائيل ( البقرة : 47 ) .
وقد يوجد قبل انقضاء الفاصلة كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وجعلوا أعزة أهلها أذلة ( النمل : 34 )
[ ص: 507 ] هنا التمام ; لأنه انقضى كلام
بلقيس ، ثم قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وكذلك يفعلون ( النمل : 34 ) ، وهو رأس الآية .
كذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=29عن الذكر بعد إذ جاءني هو التمام ; لأنه انقضاء كلام الظالم الذي هو
أبي بن خلف ، ثم قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=29وكان الشيطان للإنسان خذولا ، وهو رأس آية .
وقد يوجد بعدها كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=137مصبحين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=138وبالليل ( الصافات : 137 و 138 ) ، ( مصبحين ) رأس الآية ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=138وبالليل ) التمام ; لأنه معطوف على المعنى ، أي : والصبح وبالليل .
وكذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=34يتكئون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=35وزخرفا ) ( الزخرف : 34 و 35 ) رأس الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=34يتكئون ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=35وزخرفا ) هو التمام ; لأنه معطوف على ما قبله من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=33سقفا ( الزخرف : 33 ) .
وآخر كل قصة وما قبل أولها ، وآخر كل سورة تام ، والأحزاب ، والأنصاف ، والأرباع ، والأثمان ، والأسباع ، والأتساع ، والأعشار ، والأخماس . وقبل ياء النداء وفعل الأمر والقسم ولامه دون القول ، و " الله " بعد رأس كل آية ، والشرط ما لم يتقدم جوابه ، و " كان الله " و " ذلك " و " لولا " غالبهن تام ما لم يتقدمهن قسم أو قول أو ما في معناه .
nindex.php?page=treesubj&link=28953والكافي منقطع في اللفظ متعلق في المعنى ، فيحسن الوقف عليه والابتداء أيضا بما بعده نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حرمت عليكم أمهاتكم ( النساء : 23 ) هنا الوقف ، ثم يبتدئ بما بعد ذلك ، وهكذا باقي المعطوفات ، وكل رأس آية بعدها " لام كي " و " إلا " بمعنى " لكن " و " إن " المكسورة المشددة ، والاستفهام ، و " بل " و " ألا " المخففة ، و " السين " و " سوف " على التهدد ، و " نعم " و " بئس " و " كيلا " ، وغالبهن كاف ما لم يتقدمهن قول أو قسم ، وقيل : " أن "
[ ص: 508 ] المفتوحة المخففة في خمسة لا غير : " البقرة "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وأن تصوموا ( الآية : 184 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=237وأن تعفوا الآية : 237 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وأن تصدقوا ( الآية : 280 ) ، و " النساء "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وأن تصبروا ( الآية : 25 ) ، و " النور "
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60وأن يستعففن ( الآية : 60 ) .
nindex.php?page=treesubj&link=28953والحسن هو الذي يحسن الوقوف عليه ، ولا يحسن الابتداء بما بعده ، لتعلقه به في اللفظ والمعنى نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرحمن الرحيم ، والوقف عليه حسن ; لأن المراد مفهوم ، والابتداء بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2رب العالمين ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرحمن الرحيم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مالك يوم الدين لا يحسن ; لأن ذلك مجرور ، والابتداء بالمجرور قبيح ; لأنه تابع .
nindex.php?page=treesubj&link=28953والقبيح هو الذي لا يفهم منه المراد ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد فلا يوقف عليه ، ولا على الموصوف دون الصفة ، ولا على البدل دون المبدل منه ، ولا على المعطوف دون المعطوف عليه نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كذبت ثمود وعاد ( الحاقة : 4 ) ، ولا على المجرور دون الجار .
وأقبح من هذا الوقف على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17لقد كفر الذين قالوا ( المائدة : 17 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29ومن يقل منهم ( الأنبياء : 29 ) ، والابتداء بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17إن الله هو المسيح ابن مريم ( المائدة : 17 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73إن الله ثالث ثلاثة ( المائدة : 73 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29إني إله ( الأنبياء : 29 ) ; لأن المعنى يستحيل بهذا في الابتداء ، ومن تعمده وقصد معناه فقد كفر . ومثله في القبح الوقف على
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=258فبهت الذي كفر والله ( البقرة : 258 ) ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60مثل السوء ولله ( النحل : 60 ) ، وشبهه ، ومثله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه ( النساء : 11 ) ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=36إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى ( الأنعام : 36 ) .
وأقبح من هذا وأشنع الوقف على النفي دون حروف الإيجاب نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19لا إله إلا الله ( محمد : 19 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=105وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا الإسراء : 105 ) ، وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=9وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=10والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ( المائدة : 9 و 10 ) ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=1الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=2والذين آمنوا ( محمد : 1 و 2 ) ،
[ ص: 509 ] فإن اضطر لأجل التنفس جاز ذلك ، ثم يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده ولا حرج .
وقال بعضهم : إن تعلقت الآية بما قبلها تعلقا لفظيا كان الوقف كافيا نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهدنا الصراط المستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صراط الذين ( الفاتحة : 6 و 7 ) ، وإن كان معنويا فالوقف على ما قبلها حسن كاف ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين ( الفاتحة : 2 ) ، وإن لم يكن لا لفظيا ولا معنويا فتام ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=274ولا هم يحزنون ( البقرة : 274 ) ، بعده :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الذين يأكلون الربا ( البقرة : 275 ) ، وإن كانت الآية مضادة لما قبلها كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أنهم أصحاب النار nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الذين يحملون العرش ( غافر : 6 و 7 ) ، فالوقف عليه قبيح .
واعلم أن وقف الواجب إذا وقفت قبل " والله " ثم ابتدأت بـ ( والله ) ، وهو الوقف الواجب كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19حذر الموت والله محيط بالكافرين ( البقرة : 19 ) .
وقال بعض النحويين : الجملة التأليفية إذا عرفت أجزاؤها وتكررت أركانها كان ما أدركه الحس في حكم المذكور ; فله أن يقف كيف شاء ، وسواء التام وغيره ; إلا أن الأحسن أن يوقف على الأتم وما يقدر به .
وذهب الجمهور إلى أن الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب : تام ، وشبيه به ، وناقص ، وشبيه به ، وحسن ، وشبيه به ، وقبيح ، وشبيه به ، وصنفوا فيه تصانيف ، فمنها ما أثروه عن النحاة ، ومنها ما أثروه عن القراء ، ومنها ما استنبطوه ، ومنها ما اقتدوا فيه بالسنة فقط ; كالوقف على أواخر الآي ، وهي مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف القاضي صاحب
أبي حنيفة إلى أن تقدير الموقوف عليه من القرآن : التام ، والناقص ، والحسن ، والقبيح ، وتسميته بذلك بدعة ، ومتعمد الوقف على نحوه مبتدع ،
[ ص: 510 ] قال : لأن القرآن معجز ، وهو كالقطعة الواحدة ، فكله قرآن وبعضه قرآن ، وكله تام حسن ، وبعضه تام حسن ، حكى ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=12986أبو القاسم بن برهان النحوي عنه .
nindex.php?page=treesubj&link=28953أَقْسَامُ الْوَقْفِ
وَالْوَقْفُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْقُرَّاءِ يَنْقَسِمُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ : تَامٌّ مُخْتَارٌ ، وَكَافٍ جَائِزٌ ، وَحَسَنٌ مَفْهُومٌ ، وَقَبِيحٌ مَتْرُوكٌ .
وَقَسَّمَهُ بَعْضُهُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ ، وَأَسْقَطَ الْحَسَنَ . وَقَسَّمَهُ آخَرُونَ إِلَى اثْنَيْنِ ، وَأَسْقَطَ الْكَافِيَ وَالْحَسَنَ .
nindex.php?page=treesubj&link=28953فَالتَّامُّ هُوَ الَّذِي لَا يَتَعَلَّقُ بِشَيْءٍ مِمَّا بَعْدَهُ ، فَيَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَيْهِ وَالِابْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهُ ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( الْبَقَرَةِ : 5 ) ، وَأَكْثَرُ مَا يُوجَدُ عِنْدَ رُءُوسِ الْآيِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( الْبَقَرَةِ : 5 ) ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ( الْبَقَرَةِ : 6 ) ، وَكَذَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=46وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( الْبَقَرَةِ : 46 ) ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=47يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ( الْبَقَرَةِ : 47 ) .
وَقَدْ يُوجَدُ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْفَاصِلَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ( النَّمْلِ : 34 )
[ ص: 507 ] هُنَا التَّمَامُ ; لِأَنَّهُ انْقَضَى كَلَامُ
بِلْقِيسَ ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=34وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ( النَّمْلِ : 34 ) ، وَهُوَ رَأْسُ الْآيَةِ .
كَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=29عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي هُوَ التَّمَامُ ; لِأَنَّهُ انْقِضَاءُ كَلَامِ الظَّالِمِ الَّذِي هُوَ
أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=29وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ، وَهُوَ رَأْسُ آيَةٍ .
وَقَدْ يُوجَدُ بَعْدَهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=137مُصْبِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=138وَبِاللَّيْلِ ( الصَّافَّاتِ : 137 وَ 138 ) ، ( مُصْبِحِينَ ) رَأْسُ الْآيَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=138وَبِاللَّيْلِ ) التَّمَامُ ; لِأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى الْمَعْنَى ، أَيْ : وَالصُّبْحُ وَبِاللَّيْلِ .
وَكَذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=34يَتَّكِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=35وَزُخْرُفًا ) ( الزُّخْرُفِ : 34 وَ 35 ) رَأْسُ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=34يَتَّكِئُونَ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=35وَزُخْرُفًا ) هُوَ التَّمَامُ ; لِأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=33سُقُفًا ( الزُّخْرُفِ : 33 ) .
وَآخِرُ كُلِّ قِصَّةٍ وَمَا قَبْلَ أَوَّلِهَا ، وَآخِرُ كُلِّ سُورَةٍ تَامٌّ ، وَالْأَحْزَابُ ، وَالْأَنْصَافُ ، وَالْأَرْبَاعُ ، وَالْأَثْمَانُ ، وَالْأَسْبَاعُ ، وَالْأَتْسَاعُ ، وَالْأَعْشَارُ ، وَالْأَخْمَاسُ . وَقَبْلَ يَاءِ النِّدَاءِ وَفِعْلِ الْأَمْرِ وَالْقَسَمِ وَلَامِهِ دُونَ الْقَوْلِ ، وَ " اللَّهُ " بَعْدَ رَأْسِ كُلِّ آيَةٍ ، وَالشَّرْطُ مَا لَمْ يَتَقَدَّمْ جَوَابُهُ ، وَ " كَانَ اللَّهُ " وَ " ذَلِكَ " وَ " لَوْلَا " غَالِبُهُنَّ تَامٌّ مَا لَمْ يَتَقَدَّمْهُنَّ قَسَمٌ أَوْ قَوْلٌ أَوْ مَا فِي مَعْنَاهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=28953وَالْكَافِي مُنْقَطِعٌ فِي اللَّفْظِ مُتَعَلِّقٌ فِي الْمَعْنَى ، فَيَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَيْهِ وَالِابْتِدَاءُ أَيْضًا بِمَا بَعْدَهُ نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ( النِّسَاءِ : 23 ) هُنَا الْوَقْفُ ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِمَا بَعْدَ ذَلِكَ ، وَهَكَذَا بَاقِي الْمَعْطُوفَاتِ ، وَكُلُّ رَأْسِ آيَةٍ بَعْدَهَا " لَامُ كَيْ " وَ " إِلَّا " بِمَعْنَى " لَكِنْ " وَ " إِنَّ " الْمَكْسُورَةُ الْمُشَدَّدَةُ ، وَالِاسْتِفْهَامُ ، وَ " بَلْ " وَ " أَلَا " الْمُخَفَّفَةُ ، وَ " السِّينُ " وَ " سَوْفَ " عَلَى التَّهَدُّدِ ، وَ " نِعْمَ " وَ " بِئْسَ " وَ " كَيْلَا " ، وَغَالِبُهُنَّ كَافٍ مَا لَمْ يَتَقَدَّمْهُنَّ قَوْلٌ أَوْ قَسَمٌ ، وَقِيلَ : " أَنْ "
[ ص: 508 ] الْمَفْتُوحَةُ الْمُخَفَّفَةُ فِي خَمْسَةٍ لَا غَيْرَ : " الْبَقَرَةِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وَأَنْ تَصُومُوا ( الْآيَةَ : 184 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=237وَأَنْ تَعْفُوا الْآيَةَ : 237 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وَأَنْ تَصَدَّقُوا ( الْآيَةَ : 280 ) ، وَ " النِّسَاءِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وَأَنْ تَصْبِرُوا ( الْآيَةَ : 25 ) ، وَ " النُّورِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=60وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ ( الْآيَةَ : 60 ) .
nindex.php?page=treesubj&link=28953وَالْحَسَنُ هُوَ الَّذِي يَحْسُنُ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ ، وَلَا يَحْسُنُ الِابْتِدَاءُ بِمَا بَعْدَهُ ، لِتَعَلُّقِهِ بِهِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَالْوَقْفُ عَلَيْهِ حَسَنٌ ; لِأَنَّ الْمُرَادَ مَفْهُومٌ ، وَالِابْتِدَاءُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=3الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=4مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لَا يَحْسُنُ ; لِأَنَّ ذَلِكَ مَجْرُورٌ ، وَالِابْتِدَاءُ بِالْمَجْرُورِ قَبِيحٌ ; لِأَنَّهُ تَابِعٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=28953وَالْقَبِيحُ هُوَ الَّذِي لَا يُفْهَمُ مِنْهُ الْمُرَادُ ، نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ فَلَا يُوقَفُ عَلَيْهِ ، وَلَا عَلَى الْمَوْصُوفِ دُونَ الصِّفَةِ ، وَلَا عَلَى الْبَدَلِ دُونَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ ، وَلَا عَلَى الْمَعْطُوفِ دُونَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ ( الْحَاقَّةِ : 4 ) ، وَلَا عَلَى الْمَجْرُورِ دُونَ الْجَارِّ .
وَأَقْبَحُ مِنْ هَذَا الْوَقْفُ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا ( الْمَائِدَةِ : 17 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ ( الْأَنْبِيَاءِ : 29 ) ، وَالِابْتِدَاءُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ( الْمَائِدَةِ : 17 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ( الْمَائِدَةِ : 73 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=29إِنِّي إِلَهٌ ( الْأَنْبِيَاءِ : 29 ) ; لِأَنَّ الْمَعْنَى يَسْتَحِيلُ بِهَذَا فِي الِابْتِدَاءِ ، وَمَنْ تَعَمَّدَهُ وَقَصَدَ مَعْنَاهُ فَقَدْ كَفَرَ . وَمِثْلُهُ فِي الْقُبْحِ الْوَقْفُ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=258فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ ( الْبَقَرَةِ : 258 ) ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=60مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ ( النَّحْلِ : 60 ) ، وَشَبَهُهُ ، وَمِثْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ ( النِّسَاءِ : 11 ) ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=36إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى ( الْأَنْعَامِ : 36 ) .
وَأَقْبَحُ مِنْ هَذَا وَأَشْنَعُ الْوَقْفُ عَلَى النَّفْيِ دُونَ حُرُوفِ الْإِيجَابِ نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ( مُحَمَّدٍ : 19 ) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=105وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا الْإِسْرَاءِ : 105 ) ، وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=9وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=10وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ( الْمَائِدَةِ : 9 وَ 10 ) ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=1الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=2وَالَّذِينَ آمَنُوا ( مُحَمَّدٍ : 1 وَ 2 ) ،
[ ص: 509 ] فَإِنِ اضْطُرَّ لِأَجْلِ التَّنَفُّسِ جَازَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَا قَبْلَهُ حَتَّى يَصِلَهُ بِمَا بَعْدَهُ وَلَا حَرَجَ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنْ تَعَلَّقَتِ الْآيَةُ بِمَا قَبْلَهَا تَعَلُّقًا لَفْظِيًّا كَانَ الْوَقْفُ كَافِيًا نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=6اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7صِرَاطَ الَّذِينَ ( الْفَاتِحَةِ : 6 وَ 7 ) ، وَإِنْ كَانَ مَعْنَوِيًّا فَالْوَقْفُ عَلَى مَا قَبْلَهَا حَسَنٌ كَافٍ ، نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( الْفَاتِحَةِ : 2 ) ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَا لَفْظِيًّا وَلَا مَعْنَوِيًّا فَتَامٌّ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=274وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( الْبَقَرَةِ : 274 ) ، بَعْدَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا ( الْبَقَرَةِ : 275 ) ، وَإِنْ كَانَتِ الْآيَةُ مُضَادَّةً لِمَا قَبْلَهَا كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=6أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ( غَافِرٍ : 6 وَ 7 ) ، فَالْوَقْفُ عَلَيْهِ قَبِيحٌ .
وَاعْلَمْ أَنَّ وَقْفَ الْوَاجِبِ إِذَا وَقَفْتَ قَبْلَ " وَاللَّهُ " ثُمَّ ابْتَدَأْتَ بِـ ( وَاللَّهُ ) ، وَهُوَ الْوَقْفُ الْوَاجِبُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ( الْبَقَرَةِ : 19 ) .
وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ : الْجُمْلَةُ التَّأْلِيفِيَّةُ إِذَا عُرِفَتْ أَجْزَاؤُهَا وَتَكَرَّرَتْ أَرْكَانُهَا كَانَ مَا أَدْرَكَهُ الْحِسُّ فِي حُكْمِ الْمَذْكُورِ ; فَلَهُ أَنْ يَقِفَ كَيْفَ شَاءَ ، وَسَوَاءٌ التَّامٌّ وَغَيْرُهُ ; إِلَّا أَنَّ الْأَحْسَنَ أَنْ يُوقَفَ عَلَى الْأَتَمِّ وَمَا يُقَدَّرُ بِهِ .
وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ الْوَقْفَ فِي التَّنْزِيلِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَضْرُبٍ : تَامٍّ ، وَشَبِيهٍ بِهِ ، وَنَاقِصٍ ، وَشَبِيهٍ بِهِ ، وَحَسَنٍ ، وَشَبِيهٍ بِهِ ، وَقَبِيحٍ ، وَشَبِيهٍ بِهِ ، وَصَنَّفُوا فِيهِ تَصَانِيفَ ، فَمِنْهَا مَا أَثَرُوهُ عَنِ النُّحَاةِ ، وَمِنْهَا مَا أَثَرُوهُ عَنِ الْقُرَّاءِ ، وَمِنْهَا مَا اسْتَنْبَطُوهُ ، وَمِنْهَا مَا اقْتَدَوْا فِيهِ بِالسُّنَّةِ فَقَطْ ; كَالْوَقْفِ عَلَى أَوَاخِرِ الْآيِ ، وَهِيَ مَوَاقِفُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14954أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي صَاحِبُ
أَبِي حَنِيفَةَ إِلَى أَنَّ تَقْدِيرَ الْمَوْقُوفِ عَلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ : التَّامَّ ، وَالنَّاقِصَ ، وَالْحَسَنَ ، وَالْقَبِيحَ ، وَتَسْمِيَتَهُ بِذَلِكَ بِدَعَةٌ ، وَمُتَعَمِّدُ الْوَقْفِ عَلَى نَحْوِهِ مُبْتَدِعٌ ،
[ ص: 510 ] قَالَ : لِأَنَّ الْقُرْآنَ مُعْجِزٌ ، وَهُوَ كَالْقِطْعَةِ الْوَاحِدَةِ ، فَكُلُّهُ قُرْآنٌ وَبَعْضُهُ قُرْآنٌ ، وَكُلُّهُ تَامٌّ حَسَنٌ ، وَبَعْضُهُ تَامٌّ حَسَنٌ ، حَكَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=12986أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بُرْهَانٍ النَّحْوِيُّ عَنْهُ .