الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يستمر الحمل رغم نزول دم وانخفاض هرمون الحمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ سبع سنوات، وأبلغ من العمر 33 عامًا، ولدي طفل واحد، وأنا حاليًا حامل، وكانت آخر دورة شهرية لي بتاريخ 27 / 11، وقد أجريت فحص حمل منزليًا ثم عند الطبيبة، وتأكد وجود الحمل، إلَّا أن نسبة هرمون الحمل كانت منخفضة، وبدأ نزول دم غامق اللون بعد مرور أربعة أيام من موعد الدورة المتوقعة، رغم استمرار الحمل ووجود ارتفاع طفيف في نسبة الهرمون.

سؤالي: هل من الممكن أن يستمر هذا الحمل بشكل طبيعي رغم وجود هذا النزيف، أم أن ما يحدث هو بداية إجهاض لا يمكن تفاديه؟ وما الذي يمكنك نصحي به؟ هل ينبغي أن ألتزم الراحة التامة والاستلقاء، أم أتابع حياتي بشكل طبيعي؟ وما طبيعة حالتي الصحية تحديدًا؟ هل هناك أمل في استمرار الحمل وإنجاب طفل سليم، أم أن ما يحدث قد يكون مؤشرًا على وجود تشوهات خلقية لا قدّر الله؟

أرجو مساعدتكم، وشكرًا جزيلًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماسة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبحسب التاريخ 20 / 1 يُفترض أن يكون عمر الحمل لديك سبعة أسابيع وخمسة أيام بإذن الله. ونزول أي دم لدى الحامل -مهما كان شكله أو لونه أو كميته- يستوجب التحقق من سلامة الحمل باستخدام التصوير التلفزيوني، إذ لا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط في تحديد الحالة.

وحيث إن نتيجة تحليل هرمون الحمل لديك كانت أقل من المستوى الطبيعي؛ فإن الأمر يتطلب تشخيصًا دقيقًا، ولا يمكن الاكتفاء بالتحاليل وحدها، ولذلك: أنصحك بإعادة إجراء التصوير التلفزيوني الآن، وهناك عدة احتمالات قائمة بحسب نتائج التصوير:

1. إذا ظهر كيس الحمل واحتوى على المضغة (الجنين) وكان هناك نبض في القلب؛ فالغالب أن الحمل طبيعي، ويسير في اتجاهه الصحيح، ولم يتأثر بنزول الدم السابق، وهذا ما نرجوه لك بإذن الله تعالى.

2. إذا ظهر كيس الحمل دون وجود مضغة داخله؛ فالحالة تُعرف بـ "البويضة الفارغة"، وهي حمل غير طبيعي لا يستمر، ومن المتوقع أن ينتهي بالإجهاض.

3. إذا ظهر كيس الحمل والمضغة داخله، ولكن لم يُرَ نبض القلب، وكان عمر الحمل سبعة أسابيع (وهو العمر الذي يُفترض فيه ظهور النبض بوضوح)، وكنتِ متأكدة من تاريخ دورتك الشهرية وكانت منتظمة؛ فغالبًا يكون الحمل قد توقف عن النمو، وهو ما يُعرف بالإجهاض المنسي، وقد يجهض في أي وقت.

4. إذا لم يُرَ أي شيء داخل الرحم، أي لم يُشاهد كيس الحمل وكان الرحم فارغًا؛ فهنا يجب التأكد من عدم وجود حمل خارج الرحم (الحمل المهاجر)، أو قد يكون الحمل قد أُجهض في مرحلة مبكرة جدًا ولم يُلحظ وجوده، ويُعرف حينها بالإجهاض الكامل.

وبناءً على ما سبق، فإن نزول الدم لدى الحامل يجب التعامل معه بحذر شديد، ويجب ألا يُغفل الطبيب المتابع أياً من هذه الاحتمالات، وبالنسبة لحالتك، فلا يمكن إصدار تشخيص دقيق إلا بعد إعادة التصوير التلفزيوني، ويفضل أن يتم عبر المهبل؛ إذ يكون التصوير في هذه المرحلة من الحمل أوضح وأكثر دقة، وسيساعد بإذن الله في الوصول إلى تشخيص مؤكد.

نسأل الله العلي القدير أن يمنّ عليك بالصحة والعافية، ويرزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً