السؤال
جاء ابن أخي من المدرسة، وقد أقامت لهم المدرسة عروضًا سحرية، فجاء متأثرًا بها. فقمتُ بتمثيل ما يفعله الساحر أمامه، لأوضّح له أن ما رآه ليس سحرًا حقيقيًّا، بل مجرد خداع. فأريته خدعة بسيطة، ليُدرك أن الأمر لا يتعدّى كونه خداعًا بصريًّا، لا سحرًا. لكنني وجدتُ نفسي أتمتم على ما في يدي تلقائيًّا؛ ويبدو أنني اندمجت مع ما كنت أفعله. وسرعان ما راجعت نفسي، وشعرت أن هذه التمتمة قد يكون فيها شيء عظيم وخطير. فما حكم ما فعلت؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر أنك تعاني من الوسوسة، فننصحك بالإعراض عنها، فإنها داء خطير، وشر مهلك.
وأمّا العروض السحرية التي هي عبارة عن خفة اليد، وخالية من الاستعانة بالشياطين، فالمفتى به عندنا حرمة هذه العروض، وحرمة مشاهدتها؛ لمشابهتها للسحر، ولما قد يترتب عليها من محاذير شرعية؛ كما هو مبين في الفتويين: 326635، 25403.
وعليه؛ فما صدر منك من محاكاة لما يفعله أصحاب العروض السحرية لا يجوز، ولو لغرض بيان حقيقتها، لا سيما إن كان ما تمت به يتضمن محظورًا شرعيًا.
وبما أنك معذور لكونك جاهلًا بالحكم، فنرجو أن لا تؤاخذ بذلك، وراجع الفتويين: 455959، 102559.
والله أعلم.