هذا ومن باب الإشارة في هذه الآيات (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246ألم تر إلى ) ملإ القوى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246من بني إسرائيل ) البدن (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246من بعد موسى ) القلب (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246إذ قالوا لنبي ) عقولهم: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ) وطريق الوصول إليه بواسطة أمره وإرشاده (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا ) أي: إني أتوقع منكم عدم المقاتلة؛ لانغماسكم في أوحال الطبيعة (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246قالوا: وما لنا ألا نقاتل ) في طريق السير إلى الله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246وقد أخرجنا ) من ديار استعداداتنا الأصلية التي لم نزل بالحنين إليها، واغتربنا عن أبناء كمالاتنا اللاتي لم نبرح عن مزيد البكاء عليها (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246فلما كتب عليهم القتال ) لعدوهم الذي تسبب لهم الاغتراب، وأحل بهم العجب العجاب؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246تولوا )، وأعرضوا عن مقاتلته، وانتظموا في سلك شيعته، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246إلا قليلا منهم ) وهم القوى المستعدة (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246والله عليم بالظالمين ) الذين نقصوا حظوظهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247وقال لهم نبيهم: إن الله قد بعث لكم طالوت ) الروح الإنساني (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247ملكا ) متوجا بتاج الأنوار الإلهية، جالسا على كسرى التدبيرات الصمدانية؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247قالوا ) لاحتجابهم بحجاب الأنانية، وغفلتهم عن العلوم الحقانية: كيف يكون له الملك علينا مع انحطاط مرتبته بتنزله إلى عالم الكثافة من عالمه الأصلي، وليس فيه مشابهة لنا، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247ونحن أحق بالملك منه )؛ لاشتراكنا في عالمنا، ومشابهة بعضنا بعضا، وشبيه الشيء ميال إليه، قريب اتباعه له
ولكل شيء آفة من جنسه
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247ولم يؤت سعة ) من مال التصرف، إذ لا يتصرف إلا بالواسطة؟ قال: إن الله تعالى اختاره عليكم؛ لبساطته وتركبكم، وزاده سعة في العلم الإلهي، وقوة في الذات النوراني، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247والله يؤتي ملكه من يشاء ) فيدبره بإذنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247والله واسع ) لسعة الإطلاق، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247عليم ) بالحكم التي تقتضي الظهور، والتجلي بمظاهر الأسماء (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وقال لهم نبيهم إن آية ملكه ) عليكم وخلافته من قبل الرب فيكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248أن يأتيكم ) تابوت الصدر، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248فيه سكينة ) أي: طمأنينة (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248من ربكم ) وهي الطمأنينة بالإيمان، والأنس بالله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وبقية مما ترك آل موسى ) القلب (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وآل هارون ) السر، وهي من التوحيد، وعصا لا إله إلا الله، التي تلقف عظيم سحر صفات النفس، وطست تجلي الأنوار، الذي يغسل به قلوب الأنبياء، وشيء من توراة الإلهامات، تحمله ملائكة الاستعدادات لدى
طالوت الروح، فعند ذلك تسلم له الخلافة، وينقاد له جميع أسباط صفات الإنسان، ( فلما فصل طالوت وجنوده ) من وزير العقل، ومشير القلب، ومدبر الأفهام، ونظام الحواس؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249قال إن الله مبتليكم بنهر ) الطبيعة الجسمانية، المترع بمياه الشهوات، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249فمن شرب منه )، وكرع مفرطا في الري؛ فليس من أشياعي الذين هم من عالم الروحانيات، وأهل مكاشفات الصفات، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249ومن لم يطعمه ) ويذقه؛ فإنه من سكان حظائر
القدس، وحضار جلوة عرائس منصة الأنس، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249إلا من اغترف غرفة بيده )، وقنع من ذلك بقدر الضرورة، ولاحتياج من غير حرص وانهماك (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249فشربوا منه ) وكرعوا وانهمكوا فيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249إلا قليلا منهم ) وهم المتنزهون عن الأقذار الطبيعية، المتقدسون عن ملابسها، المتجردون عن غواشيها، وقليل ما هم، فلما جاوز
طالوت الروح نهر الطبيعة وعبره (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249هو والذين آمنوا ) من القلب والعقل والملك وغيرهم من اتباع الروح معه؛ قال بعضهم وهم الضعفاء الذين
[ ص: 176 ] لم يصلوا إلى مقام التمكين: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249لا طاقة لنا اليوم ) بمحاربة
جالوت النفس وأعوانه؛ لعراقتهم بالخدع والدسائس، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249قال الذين ) يتيقنون (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249أنهم ملاقو الله ) بالرجوع إليه: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ) وقهرتها، حتى أذهبت كثرتها (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بإذن الله ) وتيسيره، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249والله مع الصابرين ) بالتجلي الخاص لهم، ( فلما برزوا ) لحرب
جالوت وجنوده؛ تبرءوا من الحول والقوة، وقالوا: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=250ربنا أفرغ علينا صبرا ) واستقامة، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=250وثبت أقدامنا ) في ميادين الجهاد، حتى لا نرجع القهقرى من بعد، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=250وانصرنا على ) أعدائنا الذين ستروا الحق، وهم النفس الأمارة وصفاتها، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251فهزموهم ) وكسروهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251بإذن الله، وقتل داود ) القلب (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251جالوت ) النفس، ووصلوا كلهم إلى مقام التمكين، فلا يخشون الرجعة والردة، وكان قد رماه بحجر التسليم، في مقلاع الرضا، بيد ترك الالتفات إلى السوى، فأصاب ذلك دماغ هواه، فخر صريعا، فأتى الله تعالى
داود ملك الخلافة، وحكمة الإلهامات، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251وعلمه مما يشاء ) من صنعة لبوس الحروب، ومنطق طيور الواردات، وتسبيح جبال الأبدان، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251ولولا دفع الله الناس بعضهم ) كأرباب الطلب (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251ببعض ) كالمشايخ الواصلين؛ لفسدت أرض استعداداتهم المخلوقة في أحسن تقويم، عند استيلاء
جالوت النفس، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251ولكن الله ذو فضل على العالمين )، ومن فضله: تحريك سلسلة طلب الطالبين، وإلهام أسرارهم إرادة المشايخ الكاملين، وتوفيقهم للتمسك بذيل تربيتهم، والتشبث بأهداب سيرتهم، فسبحانه من جواد لا يبخل، ومتفضل على من سأل ومن لم يسأل.
هَذَا وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246أَلَمْ تَرَ إِلَى ) مَلَإِ الْقُوَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) الْبَدَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246مِنْ بَعْدِ مُوسَى ) الْقَلْبِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ ) عُقُولِهِمُ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) وَطَرِيقِ الْوُصُولِ إِلَيْهِ بِوَاسِطَةِ أَمْرِهِ وَإِرْشَادِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا ) أَيْ: إِنِّي أَتَوَقَّعُ مِنْكُمْ عَدَمَ الْمُقَاتَلَةِ؛ لِانْغِمَاسِكُمْ فِي أَوْحَالِ الطَّبِيعَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246قَالُوا: وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ ) فِي طَرِيقِ السَّيْرِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246وَقَدْ أُخْرِجْنَا ) مِنْ دِيَارِ اسْتِعْدَادَاتِنَا الْأَصْلِيَّةِ الَّتِي لَمْ نَزَلْ بِالْحَنِينِ إِلَيْهَا، وَاغْتَرَبْنَا عَنْ أَبْنَاءِ كَمَالَاتِنَا اللَّاتِي لَمْ نَبْرَحْ عَنْ مَزِيدِ الْبُكَاءِ عَلَيْهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ ) لِعَدُوِّهِمُ الَّذِي تَسَبَّبَ لَهُمُ الِاغْتِرَابَ، وَأَحَلَّ بِهِمُ الْعَجَبَ الْعُجَابَ؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246تَوَلَّوْا )، وَأَعْرَضُوا عَنْ مُقَاتَلَتِهِ، وَانْتَظَمُوا فِي سِلْكِ شِيعَتِهِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ ) وَهُمُ الْقُوَى الْمُسْتَعِدَّةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=246وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) الَّذِينَ نَقَصُوا حُظُوظَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ ) الرُّوحَ الْإِنْسَانِيَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247مَلِكًا ) مُتَوَّجًا بِتَاجِ الْأَنْوَارِ الْإِلَهِيَّةِ، جَالِسًا عَلَى كِسْرَى التَّدْبِيرَاتِ الصَّمَدَانِيَّةِ؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247قَالُوا ) لِاحْتِجَابِهِمْ بِحِجَابِ الْأَنَانِيَّةِ، وَغَفْلَتِهِمْ عَنِ الْعُلُومِ الْحَقَّانِيَّةِ: كَيْفَ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا مَعَ انْحِطَاطِ مَرْتَبَتِهِ بِتَنزُّلِهِ إِلَى عَالَمِ الْكَثَافَةِ مِنْ عَالَمِهِ الْأَصْلِيِّ، وَلَيْسَ فِيهِ مُشَابَهَةٌ لَنَا، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ )؛ لِاشْتِرَاكِنَا فِي عَالَمِنَا، وَمُشَابِهَةِ بَعْضِنَا بَعْضًا، وَشَبِيهُ الشَّيْءِ مَيَّالٌ إِلَيْهِ، قَرِيبُ اتِّبَاعِهِ لَهُ
وَلِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ مِنْ جِنْسِهِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً ) مِنْ مَالِ التَّصَرُّفِ، إِذْ لَا يُتَصَرَّفُ إِلَّا بِالْوَاسِطَةِ؟ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَارَهُ عَلَيْكُمْ؛ لِبَسَاطَتِهِ وَتَرَكُّبِكُمْ، وَزَادَهُ سَعَةً فِي الْعِلْمِ الْإِلَهِيِّ، وَقُوَّةً فِي الذَّاتِ النُّورَانِيِّ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ) فَيُدَبِّرُهُ بِإِذْنِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247وَاللَّهُ وَاسِعٌ ) لِسَعَةِ الْإِطْلَاقِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247عَلِيمٌ ) بِالْحِكَمِ الَّتِي تَقْتَضِي الظُّهُورَ، وَالتَّجَلِّيَ بِمَظَاهِرِ الْأَسْمَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ ) عَلَيْكُمْ وَخِلَافَتِهِ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ فِيكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248أَنْ يَأْتِيَكُمُ ) تَابُوتُ الصَّدْرِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248فِيهِ سَكِينَةٌ ) أَيْ: طُمَأْنِينَةٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248مِنْ رَبِّكُمْ ) وَهِيَ الطُّمَأْنِينَةُ بِالْإِيمَانِ، وَالْأُنْسِ بِاللَّهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى ) الْقَلْبُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248وَآلُ هَارُونَ ) السِّرُّ، وَهِيَ مِنَ التَّوْحِيدِ، وَعَصَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، الَّتِي تَلْقَفُ عَظِيمَ سِحْرِ صِفَاتِ النَّفْسِ، وَطِسْتِ تَجَلِّي الْأَنْوَارِ، الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ قُلُوبُ الْأَنْبِيَاءِ، وَشَيْءٍ مِنْ تَوْرَاةِ الْإِلْهَامَاتِ، تَحْمِلُهُ مَلَائِكَةُ الِاسْتِعْدَادَاتِ لَدَى
طَالُوتَ الرُّوحِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تُسَلَّمُ لَهُ الْخِلَافَةُ، وَيَنْقَادُ لَهُ جَمِيعُ أَسْبَاطِ صِفَاتِ الْإِنْسَانِ، ( فَلِمَا فَصَلَ طَالُوتُ وَجُنُودُهُ ) مِنْ وَزِيرِ الْعَقْلِ، وَمُشِيرِ الْقَلْبِ، وَمُدَبِّرِ الْأَفْهَامِ، وَنِظَامِ الْحَوَاسِّ؛ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ ) الطَّبِيعَةِ الْجُسْمَانِيَّةِ، الْمُتْرَعِ بِمِيَاهِ الشَّهَوَاتِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ )، وَكَرَعَ مُفْرِطًا فِي الرَّيِّ؛ فَلَيْسَ مِنْ أَشْيَاعِي الَّذِينَ هُمْ مِنْ عَالَمِ الرُّوحَانِيَّاتِ، وَأَهْلِ مُكَاشَفَاتِ الصِّفَاتِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ ) وَيَذُقْهُ؛ فَإِنَّهُ مِنْ سُكَّانِ حَظَائِرِ
الْقُدْسِ، وَحُضَّارِ جِلْوَةِ عَرَائِسِ مِنَصَّةِ الْأُنْسِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ )، وَقَنِعَ مِنْ ذَلِكَ بِقَدْرِ الضَّرُورَةِ، وَلِاحْتِيَاجٍ مِنْ غَيْرِ حِرْصٍ وَانْهِمَاكٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249فَشَرِبُوا مِنْهُ ) وَكَرَعُوا وَانْهَمَكُوا فِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ ) وَهُمُ الْمُتَنَزِّهُونَ عَنِ الْأَقْذَارِ الطَّبِيعِيَّةِ، الْمُتَقَدِّسُونَ عَنْ مَلَابِسِهَا، الْمُتَجَرِّدُونَ عَنْ غَوَاشِيهَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، فَلَمَّا جَاوَزَ
طَالُوتُ الرُّوحُ نَهَرَ الطَّبِيعَةِ وَعَبَرَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) مِنَ الْقَلْبِ وَالْعَقْلِ وَالْمُلْكِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ اتِّبَاعِ الرُّوحِ مَعَهُ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ وَهُمُ الضُّعَفَاءُ الَّذِينَ
[ ص: 176 ] لَمْ يَصِلُوا إِلَى مَقَامِ التَّمْكِينَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ ) بِمُحَارَبَةِ
جَالُوتَ النَّفْسِ وَأَعْوَانِهِ؛ لِعَرَاقَتِهِمْ بِالْخُدَعِ وَالدَّسَائِسِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249قَالَ الَّذِينَ ) يَتَيَقَّنُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ ) بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً ) وَقَهَرَتْهَا، حَتَّى أَذْهَبَتْ كَثْرَتَهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بِإِذْنِ اللَّهِ ) وَتَيْسِيرِهِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) بِالتَّجَلِّي الْخَاصِّ لَهُمْ، ( فَلَمَّا بَرَزُوا ) لِحَرْبِ
جَالُوتَ وَجُنُودِهِ؛ تَبَرَّءُوا مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، وَقَالُوا: (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=250رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ) وَاسْتِقَامَةً، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=250وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ) فِي مَيَادِينِ الْجِهَادِ، حَتَّى لَا نَرْجِعَ الْقَهْقَرَى مِنْ بَعْدُ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=250وَانْصُرْنَا عَلَى ) أَعْدَائِنَا الَّذِينَ سَتَرُوا الْحَقَّ، وَهُمُ النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ وَصِفَاتُهَا، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251فَهَزَمُوهُمْ ) وَكَسَرُوهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251بِإِذْنِ اللَّهِ، وَقَتَلَ دَاوُدُ ) الْقَلْبُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251جَالُوتَ ) النَّفْسَ، وَوَصَلُوا كُلُّهُمْ إِلَى مَقَامِ التَّمْكِينِ، فَلَا يَخْشَوْنَ الرَّجْعَةَ وَالرِّدَّةَ، وَكَانَ قَدْ رَمَاهُ بِحَجَرِ التَّسْلِيمِ، فِي مِقْلَاعِ الرِّضَا، بِيَدِ تَرْكِ الِالْتِفَاتِ إِلَى السِّوَى، فَأَصَابَ ذَلِكَ دِمَاغَ هَوَاهُ، فَخَرَّ صَرِيعًا، فَأَتَى اللَّهُ تَعَالَى
دَاوُدَ مُلْكَ الْخِلَافَةِ، وَحِكْمَةَ الْإِلْهَامَاتِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ) مِنْ صَنْعَةِ لَبُوسِ الْحُرُوبِ، وَمَنْطِقِ طُيُورِ الْوَارِدَاتِ، وَتَسْبِيحِ جِبَالِ الْأَبْدَانِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ ) كَأَرْبَابِ الطَّلَبِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251بِبَعْضٍ ) كَالْمَشَايِخِ الْوَاصِلِينَ؛ لَفَسَدَتْ أَرْضُ اسْتِعْدَادَاتِهِمُ الْمَخْلُوقَةُ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، عِنْدَ اسْتِيلَاءِ
جَالُوتَ النَّفْسِ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=251وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )، وَمَنْ فَضْلِهِ: تَحْرِيكُ سِلْسِلَةِ طَلَبِ الطَّالِبِينَ، وَإِلْهَامِ أَسْرَارِهِمْ إِرَادَةَ الْمَشَايِخِ الْكَامِلِينَ، وَتَوْفِيقِهِمْ لِلتَّمَسُّكِ بِذَيْلِ تَرْبِيَتِهِمْ، وَالتَّشَبُّثِ بِأَهْدَابِ سِيرَتِهِمْ، فَسُبْحَانَهُ مِنْ جَوَادٍ لَا يَبْخَلُ، وَمُتَفَضِّلٍ عَلَى مَنْ سَأَلَ وَمَنْ لَمْ يَسْأَلْ.