[ ص: 114 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=123كذبت عاد المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=124إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=125إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=126فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=127وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=128أتبنون بكل ريع آية تعبثون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=130وإذا بطشتم بطشتم جبارين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=131فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=132واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=133أمدكم بأنعام وبنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=134وجنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=135إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=136قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=137إن هذا إلا خلق الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=138وما نحن بمعذبين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=139فكذبوه فأهلكناهم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=139إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=140وإن ربك لهو العزيز الرحيم .
nindex.php?page=treesubj&link=28997قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=123كذبت عاد المرسلين التأنيث بمعنى القبيلة والجماعة . وتكذيبهم المرسلين كما تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=124إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=125إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=126فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=127وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين بين المعنى وقد تقدم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=128أتبنون بكل ريع آية تعبثون الريع ما ارتفع من الأرض في قول
ابن عباس وغيره ، جمع ريعة . وكم ريع أرضك أي كم ارتفاعها . وقال
قتادة : الريع الطريق . وهو قول
الضحاك والكلبي ومقاتل nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . وقاله
ابن عباس أيضا . ومنه قول
المسيب بن علس :
في الآل يخفضها ويرفعها ريع يلوح كأنه سحل
شبه الطريق بثوب أبيض .
النحاس : ومعروف في اللغة أن يقال لما ارتفع من الأرض ريع وللطريق ريع . قال الشاعر [
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة ] :
طراق الخوافي مشرق فوق ريعة ندى ليله في ريشه يترقرق
وقال
عمارة : الريع : الجبل ، الواحد ريعة والجمع رياع . وقال
مجاهد : هو الفج بين الجبلين . وعنه : الثنية الصغيرة . وعنه : المنظرة . وقال
عكرمة ومقاتل : كانوا يهتدون بالنجوم إذا سافروا ، فبنوا على الطريق أمثالا طوالا ليهتدوا بها : يدل عليه قوله تعالى : ( آية ) أي علامة . وعن
مجاهد : الريع بنيان الحمام ، دليله ( تعبثون ) أي تلعبون ; أي تبنون بكل مكان مرتفع آية . علما تلعبون بها على معنى أبنية الحمام وبروجها . وقيل : تعبثون بمن يمر في
[ ص: 115 ] الطريق . أي تبنون بكل موضع مرتفع لتشرفوا على السابلة فتسخروا منهم . وقال
الكلبي : إنه عبث العشارين بأموال من يمر بهم ; ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي . وقال
ابن الأعرابي : الريع الصومعة ، والريع البرج من الحمام يكون في الصحراء . والريع التل العالي . وفي الريع لغتان : كسر الراء وفتحها ، وجمعها : أرياع ، ذكره
الثعلبي .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129وتتخذون مصانع أي منازل ; قاله
الكلبي . وقيل : حصونا مشيدة ; قال
ابن عباس ومجاهد . ومنه قول الشاعر :
تركنا ديارهم منهم قفارا وهدمنا المصانع والبروجا
وقيل : قصورا مشيدة ; وقاله
مجاهد أيضا . وعنه : بروج الحمام ; وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . قلت : وفيه بعد عن
مجاهد ; لأنه تقدم عنه في الريع أنه بنيان الحمام فيكون تكرارا في الكلام . وقال
قتادة : مآجل للماء تحت الأرض . وكذا قال
الزجاج : إنها مصانع الماء ، واحدتها مصنعة ومصنع . ومنه قول
لبيد :
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
الجوهري : المصنعة كالحوض يجتمع فيها ماء المطر ، وكذلك المصنعة بضم النون . والمصانع الحصون . وقال
أبو عبيدة : يقال لكل بناء مصنعة . حكاه
المهدوي . وقال
عبد الرزاق : المصانع عندنا بلغة
اليمن القصور العادية .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=129لعلكم تخلدون أي كي تخلدوا . وقيل : " لعل " استفهام بمعنى التوبيخ أي فهل تخلدون كقولك : لعلك تشتمني أي هل تشتمني . روي معناه
عن ابن زيد . وقال
الفراء : كيما تخلدون لا تتفكرون في الموت . وقال
ابن عباس وقتادة : كأنكم خالدون باقون فيها . وفي بعض القراءات ( كأنكم تخلدون ) ذكره
النحاس . وحكى
قتادة : أنها كانت في بعض القراءات ( كأنكم خالدون ) .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=130وإذا بطشتم بطشتم جبارين البطش السطوة والأخذ بالعنف وقد بطش به يبطش ويبطش بطشا . وباطشه مباطشة . وقال
ابن عباس ومجاهد . : البطش العسف قتلا بالسيف وضربا بالسوط . ومعنى ذلك : فعلتم ذلك ظلما . وقال
مجاهد أيضا : هو ضرب بالسياط ; ورواه
مالك بن أنس عن
نافع عن
ابن عمر فيما ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي . وقيل : هو القتل بالسيف في غير حق . حكاه
يحيى بن سلام . وقال
الكلبي والحسن : هو القتل على الغضب من غير تثبت . وكله يرجع إلى قول
ابن عباس . وقيل : إنه المؤاخذة على العمد والخطأ من غير
[ ص: 116 ] عفو ولا إبقاء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : ويؤيد ما قال
مالك قول الله تعالى عن
موسى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وذلك أن
موسى عليه السلام لم يسل عليه سيفا ولا طعنه برمح ، وإنما وكزه وكانت منيته في وكزته . والبطش يكون باليد وأقله الوكز والدفع ، ويليه السوط والعصا ، ويليه الحديد ، والكل مذموم إلا بحق . والآية نزلت خبرا عمن تقدم من الأمم ، ووعظا من الله عز وجل لنا في مجانبة ذلك الفعل الذي ذمهم به وأنكره عليهم .
قلت : وهذه الأوصاف المذمومة قد صارت في كثير من هذه الأمة ، لا سيما
بالديار المصرية منذ وليتها البحرية ; فيبطشون بالناس بالسوط والعصا في غير حق . وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك يكون . كما في صحيح
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832198صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . وخرج
أبو دواد من حديث
ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832199إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم . " جبارين " : قتالين . والجبار : القتال في غير حق . وكذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=19إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض قاله
الهروي . وقيل : الجبار المتسلط العاتي ; ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45وما أنت عليهم بجبار أي بمسلط . وقال الشاعر :
[ ص: 117 ] سلبنا من الجبار بالسيف ملكه عشيا وأطراف الرماح شوارع
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=110فاتقوا الله وأطيعون تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=132واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أي من الخيرات ; ثم فسرها بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=133أمدكم بأنعام وبنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=134وجنات وعيون أمدكم بأنعام وبنين أي سخر ذلك لكم وتفضل بها عليكم ، فهو الذي يجب أن يعبد ويشكر ولا يكفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=134وجنات وعيون أي سخر ذلك لكم وتفضل بها عليكم ، فهو الذي يجب أن يعبد ويشكر ولا يكفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=135إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم إن كفرتم به وأصررتم على ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=136قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين كل ذلك عندنا سواء لا نسمع منك ولا نلوي على ما تقوله . وروى
العباس عن
أبي عمرو وبشر عن
الكسائي : ( أوعظت ) مدغمة الظاء في التاء وهو بعيد ; لأن الظاء حرف إطباق إنما يدغم فيما قرب منه جدا وكان مثله ومخرجه .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=137إن هذا إلا خلق الأولين أي دينهم ; عن
ابن عباس وغيره . وقال
الفراء : عادة الأولين . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : ( خلق الأولين ) الباقون " خلق " . قال
الهروي : وقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=137إن هذا إلا خلق الأولين أي اختلاقهم وكذبهم ، ومن قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=137خلق الأولين فمعناه عادتهم ، والعرب تقول : حدثنا فلان بأحاديث الخلق أي بالخرافات والأحاديث المفتعلة . وقال
ابن الأعرابي : الخلق الدين والخلق الطبع والخلق المروءة .
قال
النحاس : ( خلق الأولين ) عند
الفراء يعني عادة الأولين . وحكى لنا
محمد بن الوليد عن
محمد بن يزيد قال : ( خلق الأولين ) مذهبهم وما جرى عليه أمرهم ; قال
أبو جعفر : والقولان متقاربان ، ومنه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=832200أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا أي أحسنهم مذهبا وعادة وما يجري عليه الأمر في طاعة الله عز وجل ، ولا يجوز أن يكون من كان حسن الخلق فاجرا ، فاضلا ولا أن يكون أكمل إيمانا من السيئ الخلق الذي ليس بفاجر . قال
أبو جعفر : حكي لنا عن
محمد بن يزيد أن معنى ( خلق الأولين ) تكذيبهم وتخرصهم غير أنه كان يميل إلى القراءة الأولى ; لأن فيها مدح آبائهم ، وأكثر ما جاء القرآن في صفتهم مدحهم لآبائهم ، وقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22إنا وجدنا آباءنا على أمة . وعن
أبي قلابة : أنه قرأ : ( خلق ) بضم الخاء وإسكان اللام تخفيف " خلق " . ورواها
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير عن أصحاب
نافع عن
نافع . وقد قيل : إن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=137خلق الأولين دين الأولين . ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=119فليغيرن خلق الله أي دين الله . و
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=137خلق الأولين عادة الأولين : حياة ثم موت ولا بعث . وقيل : ما هذا الذي أنكرت علينا من البنيان والبطش إلا عادة من قبلنا فنحن نقتدي
[ ص: 118 ] بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=138وما نحن بمعذبين على ما نفعل . وقيل : المعنى خلق أجسام الأولين ; أي ما خلقنا إلا كخلق الأولين الذين خلقوا قبلنا وماتوا ، ولم ينزل بهم شيء مما تحذرنا به من العذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=139فكذبوه فأهلكناهم أي بريح صرصر عاتية على ما يأتي في ( الحاقة ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=139إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين قال بعضهم : أسلم معه ثلاثمائة ألف ومئون وهلك باقيهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=140وإن ربك لهو العزيز الرحيم .