التفسير:
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، وغيره: كان سبب مجيء إخوته القحط الذي ذكره
يوسف عليه السلام في عبارته رؤيا الملك.
nindex.php?page=treesubj&link=28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ولما جهزهم بجهازهم يعني: الطعام الذي امتاروه من عنده.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ائتوني بأخ لكم من أبيكم : كان سبب قوله ذلك لهم أنه كان لا يطلق لأحد أن يمتار أكثر من بعير، وكان مع إخوة
يوسف أحد عشر بعيرا، وهم عشرة، فقالوا
ليوسف: إن لنا أخا تخلف عنا، وبعيره معنا. فسألهم: لم
[ ص: 516 ] تخلف؟ فقالوا: لمحبة أبيه إياه، وذكروا أنه كان له أخ أكبر منه، فخرج إلى البرية فهلك، فقال لهم: أردت أن أرى أخاكم هذا الذي ذكرتم؛ لأعلم وجه محبة أبيكم إياه، وأعلم صدقكم.
ويروى: أنهم تركوا عنده
شمعون رهينة حتى يأتوا بأخيه
بنيامين.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم أي: قال لغلمانه: اجعلوا دراهمهم التي اشتروا الطعام بها في رحالهم.
وقيل: فعل ذلك رفقا بهم.
وقيل: ليرجعوا إذا وجدوا ذلك؛ لعلمه أنهم لا يقبلون الطعام إلا بثمن.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63قالوا يا أبانا منع منا الكيل أي: فيما يستقبل.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65قالوا يا أبانا ما نبغي : هذا تمام الكلام، وهو استفهام، قاله قتادة،
[ ص: 517 ] وقيل: إن {ما} نافية؛ والمعنى: ما نبغي بما أخبرناك به الكذب، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ونمير أهلنا أي: نجلب إليهم الميرة؛ وهي التي تحمل من بلد إلى بلد.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ونـزداد كيل بعير يعنون: بعير أخيهم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: وعدهم
يوسف إذا جاؤوا بأخيهم بكيل بغير ثمن.
و (البعير): الجمل في قول أكثر المفسرين، وقيل: المراد به ههنا: الحمار، وهي لغة لبعض العرب.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ذلك كيل يسير أي: سهل على الذي يمضي إليه؛ يعنون: البعير الذي يزادونه، وقيل: المعنى: الذي جئنا به كيل يسير.
ومعنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إلا أن يحاط بكم : إلا أن تغلبوا عليه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قال الله على ما نقول وكيل أي: حفيظ لهذا العهد، قائم بالتدبير والعدل.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره: خشي عليهم العين، وقيل: خاف أن يستراب أمرهم ويخاف
[ ص: 518 ] منهم إذا دخلوا من باب واحد.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=68إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها يعني: أحد الوجهين المتقدمين اللذين أمرهم بالدخول من أبواب متفرقة من أجله.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=68وإنه لذو علم لما علمناه أي: استودعنا صدره من العلم.
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير: المعنى: مما علمناه.
قيل: المعنى: وإنه لعالم بما علم.
التَّفْسِيرُ:
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ، وَغَيْرُهُ: كَانَ سَبَبُ مَجِيءِ إِخْوَتِهِ الْقَحْطَ الَّذِي ذَكَرَهُ
يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي عِبَارَتِهِ رُؤْيَا الْمَلِكِ.
nindex.php?page=treesubj&link=28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ يَعْنِي: الطَّعَامَ الَّذِي امْتَارُوهُ مِنْ عِنْدِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ : كَانَ سَبَبَ قَوْلِهِ ذَلِكَ لَهُمْ أَنَّهُ كَانَ لَا يُطْلِقُ لِأَحَدٍ أَنْ يَمْتَارَ أَكْثَرَ مِنْ بَعِيرٍ، وَكَانَ مَعَ إِخْوَةِ
يُوسُفَ أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا، وَهُمْ عَشَرَةٌ، فَقَالُوا
لِيُوسُفَ: إِنَّ لَنَا أَخًا تَخَلَّفَ عَنَّا، وَبَعِيرُهُ مَعَنَا. فَسَأَلَهُمْ: لِمَ
[ ص: 516 ] تَخَلَّفَ؟ فَقَالُوا: لِمَحَبَّةِ أَبِيهِ إِيَّاهُ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ أَكْبَرُ مِنْهُ، فَخَرَجَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ فَهَلَكَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَرَدْتُ أَنْ أَرَى أَخَاكُمْ هَذَا الَّذِي ذَكَرْتُمْ؛ لِأَعْلَمَ وَجْهَ مَحَبَّةِ أَبِيكُمْ إِيَّاهُ، وَأَعْلَمَ صِدْقَكُمْ.
وَيُرْوَى: أَنَّهُمْ تَرَكُوا عِنْدَهُ
شَمْعُونَ رَهِينَةً حَتَّى يَأْتُوا بِأَخِيهِ
بِنْيَامِينَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ أَيْ: قَالَ لِغِلْمَانِهِ: اجْعَلُوا دَرَاهِمَهُمُ الَّتِي اشْتَرَوُا الطَّعَامَ بِهَا فِي رِحَالِهِمْ.
وَقِيلَ: فَعَلَ ذَلِكَ رِفْقًا بِهِمْ.
وَقِيلَ: لِيَرْجِعُوا إِذَا وَجَدُوا ذَلِكَ؛ لِعِلْمِهِ أَنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ الطَّعَامَ إِلَّا بِثَمَنٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ أَيْ: فِيمَا يُسْتَقْبَلُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي : هَذَا تَمَامُ الْكَلَامِ، وَهُوَ اسْتِفْهَامٌ، قَالَهُ قَتَادَةُ،
[ ص: 517 ] وَقِيلَ: إِنَّ {مَا} نَافِيَةٌ؛ وَالْمَعْنَى: مَا نَبْغِي بِمَا أَخْبَرْنَاكَ بِهِ الْكَذِبَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ، nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَنَمِيرُ أَهْلَنَا أَيْ: نَجْلِبُ إِلَيْهِمُ الْمِيرَةَ؛ وَهِيَ الَّتِي تُحْمَلُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَنَـزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ يَعْنُونَ: بَعِيرَ أَخِيهِمْ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: وَعَدَهُمْ
يُوسُفُ إِذَا جَاؤُوا بِأَخِيهِمْ بِكَيْلٍ بِغَيْرِ ثَمَنٍ.
وَ (الْبَعِيرُ): الْجَمَلُ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ هَهُنَا: الْحِمَارُ، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ أَيْ: سَهْلٌ عَلَى الَّذِي يَمْضِي إِلَيْهِ؛ يَعْنُونَ: الْبَعِيرَ الَّذِي يُزَادُونَهُ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: الَّذِي جِئْنَا بِهِ كَيْلٌ يَسِيرٌ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ : إِلَّا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ أَيْ: حَفِيظٌ لِهَذَا الْعَهْدِ، قَائِمٌ بِالتَّدْبِيرِ وَالْعَدْلِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ: خَشِيَ عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ، وَقِيلَ: خَافَ أَنْ يُسْتَرَابَ أَمْرُهُمْ وَيُخَافَ
[ ص: 518 ] مِنْهُمْ إِذَا دَخَلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=68إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا يَعْنِي: أَحَدَ الْوَجْهَيْنِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ اللَّذَيْنِ أَمَرَهُمْ بِالدُّخُولِ مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ مِنْ أَجْلِهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=68وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ أَيِ: اسْتَوْدَعْنَا صَدْرَهُ مِنَ الْعِلْمِ.
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ: الْمَعْنَى: مِمَّا عَلَّمْنَاهُ.
قِيلَ: الْمَعْنَى: وَإِنَّهُ لَعَالَمٌ بِمَا عُلِّمَ.