nindex.php?page=treesubj&link=20405_28739_31776_31784_31980_32429_34172_34188_34274nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون .
[27]
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثم قفينا أتبعنا وأردفنا; مأخوذ من القفا; أي: جاء بالثاني في قفا الأول
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وكان آخر نبي من بني إسرائيل، وأول أنبيائهم
موسى عليه السلام.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة وهي أشد الرحمة، وكانوا متوادين بعضهم لبعض; كما قال تعالى في وصف أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رحماء بينهم [الفتح: 29]. قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16832قنبل بخلاف عنه: (رآفة) بالمد
[ ص: 547 ] مثل: رعافة
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ورحمة والرحمة في القلب لا تكسب للإنسان فيها.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ورهبانية هو ترهبهم في الجبال والصوامع، ورفض النساء، والرهبان: الخائف; مأخوذ من الرهب، وهو الخوف، (ورهبانيه) عطف على (ورحمة).
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ابتدعوها نعت; أي: جعلنا عليهم رأفة ورحمة ورهبانية مبتدعة، والمعتزلة تعرب (ورهبانيه) أنها نصب بإضمار فعل يفسره (ابتدعوها)، وليست بمعطوفة على الرأفة والرحمة، ويذهبون في ذلك إلى أن الإنسان يخلق أفعاله، فيعربون الآية على مذهبهم، ابتدعوها من قبل أنفسهم، روي أنهم افترقوا ثلاث فرق: ففرقة قاتلت الملوك على الدين فقتلت وقتلت، وفرقة قعدت في المدن يدعون إلى الدين ويبينونه ولم تقاتل، فأخذتها الملوك فنشرتها بالمناشير، وقتلوا، وفرقة خرجت إلى الفيافي، وبنت الصوامع والديارات، وطلبت أن تسلم على أن تعتزل، فتركت، ولذلك تسمت بالرهبان، فهذا هو ابتداعهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ما كتبناها عليهم أي: لم نفرض الرهبانية عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27إلا استثناء منقطع; أي: لكنهم ابتدعوها.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ابتغاء رضوان الله وهو امتثال أمره تعالى، واجتناب نهيه. وتقدم مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر في ضم الراء من (رضوان).
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فما رعوها ما حفظ الرهبانية هؤلاء المعتدون
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27حق رعايتها لأنهم قصروا فيما ألزموا أنفسهم من الرهبانية، ورجعوا عنها، ودخلوا في دين ملوكهم، ولم يبق على دين النصرانية إلا اليسير، فآمنوا
بمحمد -صلى الله عليه وسلم-
[ ص: 548 ] قال -صلى الله عليه وسلم-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=910721 "من آمن بي وصدقني، فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يؤمن بي، فأولئك هم الهالكون". nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فآتينا الذين آمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم-
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27منهم أي: من العيسيين.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27أجرهم وكثير منهم من العيسيين التاركي الرهبانية، الكافرين بمحمد وعيسى عليهما السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فاسقون خارجون عن حال الاتباع.
وفي هذا التأويل لزوم
nindex.php?page=treesubj&link=32974الإتمام لكل من بدأ بتطوع ونفل، وأنه يلزمه أن يرعاه حق رعايته، واختلف الأئمة فيما إذا أنشأ صوما أو صلاة تطوعا، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: لم يجز له الخروج منه، فإن أفسده، فعليه القضاء; لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33ولا تبطلوا أعمالكم [محمد: 33] ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك كذلك، إلا أنه اعتبر العذر، فقال: إن خرج منه لعذر، فلا قضاء، وإلا وجب، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد: متى أنشأ وحدا منهما، استحب إتمامه، فإن خرج منه، لم يجب عليه قضاء على الإطلاق، وأما إذا كان التطوع حجا أو عمرة، فيلزم إتمامه، فإن أفسده، وجب قضاؤه بالاتفاق; لوجوب المعنى في فاسده.
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=20405_28739_31776_31784_31980_32429_34172_34188_34274nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ .
[27]
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ثُمَّ قَفَّيْنَا أَتْبَعْنَا وَأَرْدَفْنَا; مَأْخُوذٌ مِنَ الْقَفَا; أَيْ: جَاءَ بِالثَّانِي فِي قَفَا الْأَوَّلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَكَانَ آخِرَ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَوَّلُ أَنْبِيَائِهِمْ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَهِيَ أَشَدُّ الرَّحْمَةِ، وَكَانُوا مُتَوَادِّينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ; كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الْفَتْحِ: 29]. قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16832قُنْبُلٌ بِخِلَافٍ عَنْهُ: (رَآفَةً) بِالْمَدِّ
[ ص: 547 ] مِثْلُ: رَعَافَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وَرَحْمَةً وَالرَّحْمَةُ فِي الْقَلْبِ لَا تَكَسُّبَ لِلْإِنْسَانِ فِيهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وَرَهْبَانِيَّةً هُوَ تَرَهُّبُهُمْ فِي الْجِبَالِ وَالصَّوَامِعِ، وَرَفْضُ النِّسَاءِ، وَالرُّهْبَانُ: الْخَائِفُ; مَأْخُوذٌ مِنَ الرَّهَبِ، وَهُوَ الْخَوْفُ، (وَرَهْبَانِيَّهً) عَطْفٌ عَلَى (وَرَحْمَةً).
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ابْتَدَعُوهَا نَعْتٌ; أَيْ: جَعَلْنَا عَلَيْهِمْ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً مُبْتَدَعَةً، وَالْمُعْتَزِلَةُ تُعْرِبُ (وَرَهْبَانِيَّهً) أَنَّهَا نَصْبٌ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ (ابْتَدَعُوهَا)، وَلَيْسَتْ بِمَعْطُوفَةٍ عَلَى الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَيَذْهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلَى أَنَّ الْإِنْسَانَ يَخْلُقُ أَفْعَالَهُ، فَيُعْرِبُونَ الْآيَةَ عَلَى مَذْهَبِهِمُ، ابْتَدَعُوهَا مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ، رُوِيَ أَنَّهُمُ افْتَرَقُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ: فَفِرْقَةٌ قَاتَلَتِ الْمُلُوكَ عَلَى الدِّينِ فَقَتَلَتْ وَقُتِلَتْ، وَفِرْقَةٌ قَعَدَتْ فِي الْمُدُنِ يَدْعُونَ إِلَى الدِّينِ وَيُبَيِّنُونَهُ وَلَمْ تُقَاتِلْ، فَأَخَذَتْهَا الْمُلُوكُ فَنَشَرَتْهَا بِالْمَنَاشِيرِ، وَقُتِلُوا، وَفِرْقَةٌ خَرَجَتْ إِلَى الْفَيَافِي، وَبَنَتِ الصَّوَامِعَ وَالدِّيَارَاتِ، وَطَلَبَتْ أَنْ تَسْلَمَ عَلَى أَنْ تَعْتَزِلَ، فَتُرِكَتْ، وَلِذَلِكَ تَسَمَّتْ بِالرُّهْبَانِ، فَهَذَا هُوَ ابْتِدَاعُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ أَيْ: لَمْ نَفْرِضِ الرَّهْبَانِيَّةَ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27إِلا اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ; أَيْ: لَكِنَّهُمُ ابْتَدَعُوهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ وَهُوَ امْتِثَالُ أَمْرِهِ تَعَالَى، وَاجْتِنَابُ نَهْيِهِ. وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=11948أَبِي بَكْرٍ فِي ضَمِّ الرَّاءِ مِنْ (رُضْوَانٍ).
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فَمَا رَعَوْهَا مَا حَفِظَ الرَّهْبَانِيَّةَ هَؤُلَاءِ الْمُعْتَدُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27حَقَّ رِعَايَتِهَا لِأَنَّهُمْ قَصَّرُوا فِيمَا أَلْزَمُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الرَّهْبَانِيَّةِ، وَرَجَعُوا عَنْهَا، وَدَخَلُوا فِي دِينِ مُلُوكِهِمْ، وَلَمْ يَبْقَ عَلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَّا الْيَسِيرُ، فَآمَنُوا
بِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
[ ص: 548 ] قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
nindex.php?page=hadith&LINKID=910721 "مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، فَقَدْ رَعَاهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، فَأُولَئِكَ هُمُ الْهَالِكُونَ". nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا بِمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27مِنْهُمْ أَيْ: مِنَ الْعِيسِيِّينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ مِنَ الْعِيسِيِّينَ التَّارِكِي الرَّهْبَانِيَّةَ، الْكَافِرِينَ بِمُحَمَّدٍ وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27فَاسِقُونَ خَارِجُونَ عَنْ حَالِ الِاتِّبَاعِ.
وَفِي هَذَا التَّأْوِيلِ لُزُومُ
nindex.php?page=treesubj&link=32974الْإِتْمَامِ لِكُلِّ مَنْ بَدَأَ بِتَطَوُّعٍ وَنَفْلٍ، وَأَنَّهُ يَلْزَمُهُ أَنْ يَرْعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَاخْتَلَفَ الْأَئِمَّةُ فِيمَا إِذَا أَنْشَأَ صَوْمًا أَوْ صَلَاةً تَطَوُّعًا، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ: لَمْ يَجُزْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ، فَإِنْ أَفْسَدَهُ، فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=33وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [مُحَمَّدٍ: 33] ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ اعْتَبَرَ الْعُذْرَ، فَقَالَ: إِنْ خَرَجَ مِنْهُ لِعُذْرٍ، فَلَا قَضَاءَ، وَإِلَّا وَجَبَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدُ: مَتَى أَنْشَأَ وَحْدًا مِنْهُمَا، اسْتُحِبَّ إِتْمَامُهُ، فَإِنْ خَرَجَ مِنْهُ، لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ قَضَاءٌ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ التَّطَوُّعُ حَجًّا أَوْ عُمْرَةً، فَيَلْزَمُ إِتْمَامُهُ، فَإِنْ أَفْسَدَهُ، وَجَبَ قَضَاؤُهُ بِالِاتِّفَاقِ; لِوُجُوبِ الْمَعْنَى فِي فَاسِدِهِ.
* * *