(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124nindex.php?page=treesubj&link=31851_34021_28973وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ( 124 ) )
يقول تعالى منبها على شرف
إبراهيم خليله ، عليه السلام وأن الله تعالى جعله إماما للناس يقتدى به في التوحيد ، حتى قام بما كلفه الله تعالى به من الأوامر والنواهي ; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) أي : واذكر يا
محمد لهؤلاء المشركين وأهل الكتابين الذين ينتحلون ملة إبراهيم وليسوا عليها ، وإنما الذي هو عليها مستقيم فأنت والذين معك من المؤمنين ، اذكر لهؤلاء ابتلاء الله
إبراهيم ، أي : اختباره له بما كلفه به من الأوامر والنواهي ( فأتمهن ) أي : قام بهن كلهن ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى ) [ النجم : 37 ] ، أي : وفى جميع ما شرع له ، فعمل به صلوات الله عليه ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) [ النحل : 120 ، 123 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=161قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) [ الأنعام : 161 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=67ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) [ آل عمران : 67 ، 68 ]
وقوله تعالى : ( بكلمات ) أي : بشرائع وأوامر ونواه ، فإن الكلمات تطلق ، ويراد بها الكلمات القدرية ، كقوله تعالى عن مريم ، عليها السلام ، : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) [ التحريم : 12 ] . وتطلق ويراد بها الشرعية ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا [ لا مبدل لكلماته ] ) [ الأنعام : 115 ] أي : كلماته الشرعية . وهي إما خبر صدق ، وإما طلب عدل إن كان أمرا أو نهيا ، ومن ذلك هذه الآية الكريمة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) أي : قام بهن . قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إني جاعلك للناس إماما ) أي : جزاء على ما فعل ، كما قام بالأوامر وترك الزواجر ، جعله الله للناس قدوة وإماما يقتدى به ، ويحتذى حذوه .
[ ص: 406 ]
وقد اختلف [ العلماء ] في تفسير
nindex.php?page=treesubj&link=19580_735الكلمات التي اختبر الله بها إبراهيم الخليل ، عليه السلام . فروي عن
ابن عباس في ذلك روايات :
فقال
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
قتادة ، قال
ابن عباس : ابتلاه الله بالمناسك . وكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق السبيعي ، عن
التميمي ، عن
ابن عباس .
وقال
عبد الرزاق أيضا : أخبرنا
معمر ، عن
ابن طاوس ، عن أبيه ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) قال : ابتلاه الله بالطهارة : خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ; في الرأس : قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وفرق الرأس . وفي الجسد : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء .
قال
ابن أبي حاتم : وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ،
ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، والنخعي ، وأبي صالح ، وأبي الجلد ، نحو ذلك .
قلت : وقريب من هذا ما ثبت في صحيح
مسلم ، عن
عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820328 " عشر من الفطرة : قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظفار ، وغسل البراجم ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاص الماء " [ قال مصعب ] ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : انتقاص الماء ، يعني : الاستنجاء .
وفي الصحيح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820329 " الفطرة خمس : الختان ، والاستحداد ، وقص الشارب ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط " . ولفظه
لمسلم .
وقال
ابن أبي حاتم : أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، قراءة ، أخبرنا
ابن وهب ، أخبرني
ابن لهيعة ، عن
ابن هبيرة ، عن
حنش بن عبد الله الصنعاني ، عن
ابن عباس : أنه كان يقول في هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) قال : عشر ، ست في الإنسان ، وأربع في المشاعر . فأما التي في الإنسان : حلق العانة ، ونتف الإبط ، والختان . وكان
ابن هبيرة يقول : هؤلاء الثلاثة واحدة . وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ، والسواك ، وغسل يوم الجمعة . والأربعة التي في المشاعر : الطواف ، والسعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، والإفاضة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس أنه قال : ما ابتلي بهذا الدين أحد فقام به
[ ص: 407 ] كله إلا إبراهيم ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) قلت له : وما الكلمات التي ابتلى الله إبراهيم بهن فأتمهن ؟ قال : الإسلام ثلاثون سهما ، منها عشر آيات في : براءة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون العابدون [ الحامدون ] ) [ التوبة : 112 ] إلى آخر الآية ، وعشر آيات في أول سورة (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قد أفلح المؤمنون ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل بعذاب واقع ) وعشر آيات في الأحزاب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات ) [ الآية : 35 ] إلى آخر الآية ، فأتمهن كلهن ، فكتبت له براءة . قال الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى ) [ النجم : 37 ] .
هكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وأبو جعفر بن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وأبو محمد بن أبي حاتم ، بأسانيدهم إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، به . وهذا لفظ
ابن أبي حاتم .
وقال
محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد ، عن
سعيد أو
عكرمة ، عن
ابن عباس ، قال : الكلمات التي ابتلى الله بهن إبراهيم فأتمهن : فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم . ومحاجته
نمروذ في الله حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافه . وصبره على قذفه إياه في النار ليحرقوه في الله على هول ذلك من أمرهم . والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده في الله حين أمره بالخروج عنهم ، وما أمره به من الضيافة والصبر عليها بنفسه وماله ، وما ابتلي به من ذبح ابنه حين أمره بذبحه ، فلما مضى على ذلك من الله كله وأخلصه للبلاء قال الله له : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=131أسلم قال أسلمت لرب العالمين ) على ما كان من خلاف الناس وفراقهم .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
إسماعيل بن علية ، عن
أبي رجاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن يعني البصري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات [ فأتمهن ] ) قال : ابتلاه بالكوكب فرضي عنه ، وابتلاه بالقمر فرضي عنه ، وابتلاه بالشمس فرضي عنه ، وابتلاه بالهجرة فرضي عنه ، وابتلاه بالختان فرضي عنه ، وابتلاه بابنه فرضي عنه .
وقال
ابن جرير : حدثنا
بشر بن معاذ ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قال : كان
الحسن يقول : أي والله ، ابتلاه بأمر فصبر عليه : ابتلاه بالكوكب والشمس والقمر ، فأحسن في ذلك ، وعرف أن ربه دائم لا يزول ، فوجه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما كان من المشركين . ثم ابتلاه بالهجرة فخرج من بلاده وقومه حتى لحق بالشام مهاجرا إلى الله ، ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة فصبر على ذلك . وابتلاه الله بذبح ابنه والختان فصبر على ذلك .
وقال
عبد الرزاق : أخبرنا
معمر ، عمن سمع
الحسن يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات [ فأتمهن ] )
[ ص: 408 ]
قال : ابتلاه الله بذبح ولده ، وبالنار ، والكوكب والشمس ، والقمر .
وقال
أبو جعفر بن جرير : حدثنا
ابن بشار ، حدثنا
سلم بن قتيبة ، حدثنا
أبو هلال ، عن
الحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) قال : ابتلاه بالكوكب ، والشمس ، والقمر ، فوجده صابرا .
وقال
العوفي في تفسيره ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) فمنهن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إني جاعلك للناس إماما ) ومنهن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) ومنهن : الآيات في شأن المنسك والمقام الذي جعل لإبراهيم ، والرزق الذي رزق ساكنو البيت ، ومحمد بعث في دينهما .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا
شبابة ، عن
ورقاء ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) قال الله لإبراهيم : إني مبتليك بأمر فما هو ؟ قال : تجعلني للناس إماما . قال : نعم . قال : ومن ذريتي ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قال لا ينال عهدي الظالمين ) قال : تجعل البيت مثابة للناس ؟ قال : نعم . قال : وأمنا . قال : نعم . قال : وتجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ؟ قال : نعم . قال : وترزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله ؟ قال : نعم .
قال
ابن أبي نجيح : سمعته من
عكرمة ، فعرضته على
مجاهد ، فلم ينكره .
وهكذا رواه
ابن جرير من غير وجه ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) قال : ابتلي بالآيات التي بعدها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين )
وقال
أبو جعفر الرازي ، عن
الربيع بن أنس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات [ فأتمهن ] ) قال : الكلمات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إني جاعلك للناس إماما ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل ) الآية ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) الآية ، قال : فذلك كله من الكلمات التي ابتلي بهن
إبراهيم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم ربه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=129ربنا وابعث فيهم رسولا منهم [ يتلو عليهم آياتك ] ) .
[ ص: 409 ]
[ وقال
القرطبي : وفي الموطأ وغيره ، عن
يحيى بن سعيد أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب يقول :
إبراهيم ، عليه السلام ،
nindex.php?page=treesubj&link=34020أول من اختتن وأول من ضاف الضيف ، وأول من استحد ، وأول من قلم أظفاره ، وأول من قص الشارب ، وأول من شاب فلما رأى الشيب ، قال : ما هذا ؟ قال : وقار ، قال : يا رب ، زدني وقارا . وذكر
ابن أبي شيبة ، عن
سعد بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : أول من خطب على المنابر
إبراهيم ، عليه السلام ، قال غيره : وأول من برد البريد ، وأول من ضرب بالسيف ، وأول من استاك ، وأول من استنجى بالماء ، وأول من لبس السراويل . وروي عن
معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824340 " إن أتخذ المنبر فقد اتخذه أبي إبراهيم ، وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم " قلت : هذا حديث لا يثبت ، والله أعلم . ثم شرع القرطبي يتكلم على ما يتعلق بهذه الأشياء من الأحكام الشرعية ] .
قال
أبو جعفر بن جرير ما حاصله : أنه يجوز أن يكون المراد بالكلمات جميع ما ذكر ، وجائز أن يكون بعض ذلك ، ولا يجوز الجزم بشيء منها أنه المراد على التعيين إلا بحديث أو إجماع . قال : ولم يصح في ذلك خبر بنقل الواحد ولا بنقل الجماعة الذي يجب التسليم له .
قال : غير أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في نظير معنى ذلك خبران ، أحدهما ما حدثنا به
أبو كريب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13172رشدين بن سعد ، حدثني
زبان بن فائد ، عن
سهل بن معاذ بن أنس ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820330 " ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله ( nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37الذي وفى ) [ النجم : 37 ] ؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=17فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) [ الروم : 17 ] حتى يختم الآية " .
قال : والآخر منهما : حدثنا به
أبو كريب ، أخبرنا
الحسن ، عن
عطية ، أخبرنا
إسرائيل ، عن
جعفر بن الزبير ، عن
القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى ) أتدرون ما وفى ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " وفى عمل يومه ، أربع ركعات في النهار " .
ورواه
آدم في تفسيره ، عن
حماد بن سلمة .
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، عن
يونس بن محمد ، عن
حماد بن سلمة ، عن
جعفر بن الزبير ، به .
ثم شرع
ابن جرير يضعف هذين الحديثين ، وهو كما قال ; فإنه لا تجوز روايتهما إلا ببيان ضعفهما ، وضعفهما من وجوه عديدة ، فإن كلا من السندين مشتمل على غير واحد من الضعفاء ، مع ما في متن الحديث مما يدل على ضعفه [ والله أعلم ] .
ثم قال
ابن جرير : ولو قال قائل : إن الذي قاله
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس أولى
[ ص: 410 ] بالصواب من القول الذي قاله غيرهم كان مذهبا ، فإن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إني جاعلك للناس إماما ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين ) وسائر الآيات التي هي نظير ذلك ، كالبيان عن الكلمات التي ذكر الله أنه ابتلى بهن إبراهيم .
قلت : والذي قاله أولا من أن الكلمات تشمل جميع ما ذكر ، أقوى من هذا الذي جوزه من قول
مجاهد ومن قال مثله ; لأن السياق يعطي غير ما قالوه والله أعلم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124nindex.php?page=treesubj&link=34021_7643قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) لما جعل الله إبراهيم إماما ، سأل الله أن تكون الأئمة من بعده من ذريته ، فأجيب إلى ذلك وأخبر أنه سيكون من ذريته ظالمون ، وأنه لا ينالهم عهد الله ، ولا يكونون أئمة فلا يقتدى بهم ، والدليل على أنه أجيب إلى طلبته قول الله تعالى في سورة العنكبوت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ) [ العنكبوت : 27 ] فكل نبي أرسله الله وكل كتاب أنزله الله بعد إبراهيم ففي ذريته صلوات الله وسلامه عليه .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قال لا ينال عهدي الظالمين ) فقد اختلفوا في ذلك ، فقال
خصيف ، عن
مجاهد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قال لا ينال عهدي الظالمين ) قال : إنه سيكون في ذريتك ظالمون .
وقال
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قال لا ينال عهدي الظالمين ) قال : لا يكون لي إمام ظالم [ يقتدى به ] . وفي رواية : لا أجعل إماما ظالما يقتدى به . وقال
سفيان ، عن
منصور ، عن
مجاهد في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قال لا ينال عهدي الظالمين ) قال : لا يكون إمام ظالم يقتدى به .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثني أبي ، حدثنا
مالك بن إسماعيل ، حدثنا
شريك ، عن
منصور ، عن
مجاهد ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124ومن ذريتي ) قال : أما من كان منهم صالحا فسأجعله إماما يقتدى به ، وأما من كان ظالما فلا ولا نعمة عين .
وقال
سعيد بن جبير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لا ينال عهدي الظالمين ) المراد به المشرك ، لا يكون إمام ظالم . يقول : لا يكون إمام مشرك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عطاء ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي ) فأبى أن يجعل من ذريته إماما ظالما . قلت لعطاء : ما عهده ؟ قال : أمره .
وقال
ابن أبي حاتم : أخبرنا
عمرو بن ثور القيساري فيما كتب إلي ، حدثنا
الفريابي ، حدثنا
إسرائيل ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، قال : قال الله
لإبراهيم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي ) فأبى أن يفعل ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لا ينال عهدي الظالمين )
[ ص: 411 ]
وقال
محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد ، عن
سعيد أو
عكرمة ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) يخبره أنه كائن في ذريته ظالم لا ينال عهده ولا ينبغي [ له ] أن يوليه شيئا من أمره وإن كان من ذرية خليله ومحسن ستنفذ فيه دعوته ، وتبلغ له فيه ما أراد من مسألته .
وقال
العوفي ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لا ينال عهدي الظالمين ) قال : يعني لا عهد لظالم عليك في ظلمه ، أن تطيعه فيه .
وقال
ابن جرير : حدثنا
المثنى ، حدثنا
إسحاق ، حدثنا
عبد الرحمن بن عبد الله ، عن
إسرائيل ، عن
مسلم الأعور ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لا ينال عهدي الظالمين ) قال : ليس للظالمين عهد ، وإن عاهدته فانتقضه .
وروي عن
مجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان ، نحو ذلك .
وقال
الثوري ، عن
هارون بن عنترة ، عن أبيه ، قال : ليس لظالم عهد .
وقال
عبد الرزاق : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة ، في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لا ينال عهدي الظالمين ) قال : لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمين ، فأما في الدنيا فقد ناله الظالم فأمن به ، وأكل وعاش .
وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، والحسن ، وعكرمة .
وقال
الربيع بن أنس : عهد الله الذي عهد إلى عباده : دينه ، يقول : لا ينال دينه الظالمين ، ألا ترى أنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=113وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ) [ الصافات : 113 ] ، يقول : ليس كل ذريتك يا إبراهيم على الحق .
وكذا روي عن
أبي العالية ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان .
وقال
جويبر ، عن
الضحاك : لا ينال طاعتي عدو لي يعصيني ، ولا أنحلها إلا وليا لي يطيعني .
وقال الحافظ
أبو بكر بن مردويه : حدثنا
عبد الرحمن بن محمد بن حامد ، حدثنا
أحمد بن عبد الله بن سعيد الأسدي ، حدثنا
سليم بن سعيد الدامغاني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
الأعمش ، عن
سعد بن عبيدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبي عبد الرحمن السلمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لا ينال عهدي الظالمين ) قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820331 " لا طاعة إلا في المعروف " .
[ ص: 412 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لا ينال عهدي الظالمين ) يقول : عهدي نبوتي .
فهذه أقوال مفسري السلف في هذه الآية على ما نقله
ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، رحمهما الله تعالى . واختار
ابن جرير أن هذه الآية وإن كانت ظاهرة في الخبر أنه لا ينال عهد الله بالإمامة ظالما . ففيها إعلام من الله
لإبراهيم الخليل ، عليه السلام ، أنه سيوجد من ذريتك من هو ظالم لنفسه ، كما تقدم عن مجاهد وغيره ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124nindex.php?page=treesubj&link=31851_34021_28973وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ( 124 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى شَرَفِ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِهِ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ إِمَامًا لِلنَّاسِ يُقْتَدَى بِهِ فِي التَّوْحِيدِ ، حَتَّى قَامَ بِمَا كَلَّفَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ) أَيْ : وَاذْكُرْ يَا
مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابَيْنِ الَّذِينَ يَنْتَحِلُونَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْسُوا عَلَيْهَا ، وَإِنَّمَا الذِي هُوَ عَلَيْهَا مُسْتَقِيمٌ فَأَنْتَ وَالَّذِينَ مَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، اذْكُرْ لِهَؤُلَاءِ ابْتِلَاءَ اللَّهِ
إِبْرَاهِيمَ ، أَيِ : اخْتِبَارُهُ لَهُ بِمَا كَلَّفَهُ بِهِ مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ( فَأَتَمَّهُنَّ ) أَيْ : قَامَ بِهِنَّ كُلِّهِنَّ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الذِي وَفَّى ) [ النَّجْمِ : 37 ] ، أَيْ : وَفَّى جَمِيعَ مَا شَرَعَ لَهُ ، فَعَمِلَ بِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=120إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَالِحِينَ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [ النَّحْلِ : 120 ، 123 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=161قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [ الْأَنْعَامِ : 161 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=67مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لِلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 67 ، 68 ]
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ( بِكَلِمَاتٍ ) أَيْ : بِشَرَائِعَ وَأَوَامِرَ وَنَوَاهٍ ، فَإِنَّ الْكَلِمَاتِ تُطْلَقُ ، وَيُرَادُ بِهَا الْكَلِمَاتُ الْقَدَرِيَّةُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مَرْيَمَ ، عَلَيْهَا السَّلَامُ ، : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) [ التَّحْرِيمِ : 12 ] . وَتُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهَا الشَّرْعِيَّةُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا [ لَا مُبَدِّلَ لِكَلَمَاتِهِ ] ) [ الْأَنْعَامِ : 115 ] أَيْ : كَلِمَاتُهُ الشَّرْعِيَّةُ . وَهِيَ إِمَّا خَبَرُ صِدْقٍ ، وَإِمَّا طَلَبُ عَدْلٍ إِنْ كَانَ أَمْرًا أَوْ نَهْيًا ، وَمِنْ ذَلِكَ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) أَيْ : قَامَ بِهِنَّ . قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) أَيْ : جَزَاءً عَلَى مَا فَعَلَ ، كَمَا قَامَ بِالْأَوَامِرِ وَتَرَكَ الزَّوَاجِرَ ، جَعَلَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ قُدْوَةً وَإِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ ، وَيُحْتَذَى حَذْوَهُ .
[ ص: 406 ]
وَقَدِ اخْتَلَفَ [ الْعُلَمَاءُ ] فِي تَفْسِيرِ
nindex.php?page=treesubj&link=19580_735الْكَلِمَاتِ التِي اخْتَبَرَ اللَّهُ بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ . فَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ رِوَايَاتٍ :
فَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِالْمَنَاسِكِ . وَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11813أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، عَنِ
التَّمِيمِيِّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَيْضًا : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنِ
ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ) قَالَ : ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِالطَّهَارَةِ : خَمْسٌ فِي الرَّأْسِ ، وَخَمْسٌ فِي الْجَسَدِ ; فِي الرَّأْسِ : قَصُّ الشَّارِبِ ، وَالْمَضْمَضَةُ ، وَالِاسْتِنْشَاقُ ، وَالسِّوَاكُ ، وَفَرْقُ الرَّأْسِ . وَفِي الْجَسَدِ : تَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَالْخِتَانُ ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ ، وَغَسْلُ أَثَرِ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ بِالْمَاءِ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ،
وَمُجَاهِدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ ، وَالنَّخَعِيِّ ، وَأَبِي صَالِحٍ ، وَأَبِي الْجَلَدِ ، نَحْوَ ذَلِكَ .
قُلْتُ : وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا مَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820328 " عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : قَصُّ الشَّارِبِ ، وَإِعْفَاءُ اللَّحْيَةِ ، وَالسِّوَاكُ ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ " [ قَالَ مُصْعَبٌ ] وَنَسِيَتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ : انْتِقَاصُ الْمَاءِ ، يَعْنِي : الِاسْتِنْجَاءُ .
وَفِي الصَّحِيحِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820329 " الْفِطْرَةُ خَمْسٌ : الْخِتَانُ ، وَالِاسْتِحْدَادُ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ " . وَلَفْظُهُ
لِمُسْلِمٍ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : أَنْبَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قِرَاءَةً ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ
ابْنِ هُبَيْرَةَ ، عَنْ
حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) قَالَ : عَشْرٌ ، سِتٌّ فِي الْإِنْسَانِ ، وَأَرْبَعٌ فِي الْمَشَاعِرِ . فَأَمَّا التِي فِي الْإِنْسَانِ : حَلْقُ الْعَانَةِ ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ ، وَالْخِتَانُ . وَكَانَ
ابْنُ هُبَيْرَةَ يَقُولُ : هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ وَاحِدَةٌ . وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ ، وَالسِّوَاكُ ، وَغُسْلُ يَوْمِ الْجُمْعَةِ . وَالْأَرْبَعَةُ التِي فِي الْمَشَاعِرِ : الطَّوَافُ ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ ، وَالْإِفَاضَةُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15854دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : مَا ابْتُلِيَ بِهَذَا الدِّينِ أَحَدٌ فَقَامَ بِهِ
[ ص: 407 ] كُلِّهِ إِلَّا إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) قُلْتُ لَهُ : وَمَا الْكَلِمَاتُ التِي ابْتَلَى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ بِهِنَّ فَأَتْمَهُنَّ ؟ قَالَ : الْإِسْلَامُ ثَلَاثُونَ سَهْمًا ، مِنْهَا عَشْرُ آيَاتٍ فِي : بَرَاءَةٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ [ الْحَامِدُونَ ] ) [ التَّوْبَةِ : 112 ] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، وَعَشْرُ آيَاتٍ فِي أَوَّلِ سُورَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) وَعَشْرُ آيَاتٍ فِي الْأَحْزَابِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ) [ الْآيَةَ : 35 ] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، فَأَتْمَهُنَّ كُلَّهُنَّ ، فَكُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ . قَالَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الذِي وَفَّى ) [ النَّجْمِ : 37 ] .
هَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، بِأَسَانِيدِهِمْ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15854دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، بِهِ . وَهَذَا لَفْظُ
ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ أَوْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : الْكَلِمَاتُ التِي ابْتَلَى اللَّهُ بِهِنَّ إِبْرَاهِيمَ فَأَتَمَّهُنَّ : فِرَاقُ قَوْمِهِ فِي اللَّهِ حِينَ أُمِرَ بِمُفَارَقَتِهِمْ . وَمُحَاجَّتُهُ
نُمْرُوذَ فِي اللَّهِ حِينَ وَقَفَهُ عَلَى مَا وَقَفَهُ عَلَيْهِ مِنْ خَطَرِ الْأَمْرِ الذِي فِيهِ خِلَافُهُ . وَصَبْرُهُ عَلَى قَذْفِهِ إِيَّاهُ فِي النَّارِ لِيَحْرِقُوهُ فِي اللَّهِ عَلَى هَوْلِ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ . وَالْهِجْرَةُ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ وَطَنِهِ وَبِلَادِهِ فِي اللَّهِ حِينَ أَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ عَنْهُمْ ، وَمَا أَمَرَهُ بِهِ مِنَ الضِّيَافَةِ وَالصَّبْرِ عَلَيْهَا بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، وَمَا ابْتُلِيَ بِهِ مِنْ ذَبْحِ ابْنِهِ حِينَ أَمَرَهُ بِذَبْحِهِ ، فَلَمَّا مَضَى عَلَى ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ كُلِّهِ وَأَخْلَصَهُ لِلْبَلَاءِ قَالَ اللَّهُ لَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=131أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) عَلَى مَا كَانَ مِنْ خِلَافِ النَّاسِ وَفِرَاقِهِمْ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
أَبِي رَجَاءٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ يَعْنِي الْبَصْرِيَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ [ فَأَتَمَّهُنَّ ] ) قَالَ : ابْتَلَاهُ بِالْكَوْكَبِ فَرَضِيَ عَنْهُ ، وَابْتَلَاهُ بِالْقَمَرِ فَرَضِيَ عَنْهُ ، وَابْتَلَاهُ بِالشَّمْسِ فَرَضِيَ عَنْهُ ، وَابْتَلَاهُ بِالْهِجْرَةِ فَرَضِيَ عَنْهُ ، وَابْتَلَاهُ بِالْخِتَانِ فَرَضِيَ عَنْهُ ، وَابْتَلَاهُ بِابْنِهِ فَرَضِيَ عَنْهُ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : كَانَ
الْحَسَنُ يَقُولُ : أَيْ وَاللَّهِ ، ابْتَلَاهُ بِأَمْرٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِ : ابْتَلَاهُ بِالْكَوْكَبِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، فَأَحْسَنَ فِي ذَلِكَ ، وَعَرَفَ أَنَّ رَبَّهُ دَائِمٌ لَا يَزُولُ ، فَوَجَّهَ وَجْهَهُ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . ثُمَّ ابْتَلَاهُ بِالْهِجْرَةِ فَخَرَجَ مِنْ بِلَادِهِ وَقَوْمِهِ حَتَّى لَحِقَ بِالشَّامِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ ، ثُمَّ ابْتَلَاهُ بِالنَّارِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ فَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ . وَابْتَلَاهُ اللَّهُ بِذَبْحِ ابْنِهِ وَالْخِتَانِ فَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَمَّنْ سَمِعَ
الْحَسَنَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ [ فَأَتَمَّهُنَّ ] )
[ ص: 408 ]
قَالَ : ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِذَبْحِ وَلَدِهِ ، وَبِالنَّارِ ، وَالْكَوْكَبِ وَالشَّمْسِ ، وَالْقَمَرِ .
وَقَالَ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
ابْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو هِلَالٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ) قَالَ : ابْتَلَاهُ بِالْكَوْكَبِ ، وَالشَّمْسِ ، وَالْقَمَرِ ، فَوَجَدَهُ صَابِرًا .
وَقَالَ
الْعَوْفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) فَمِنْهُنَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) وَمِنْهُنَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ) وَمِنْهُنَّ : الْآيَاتُ فِي شَأْنِ الْمَنْسَكِ وَالْمَقَامِ الذِي جَعَلَ لِإِبْرَاهِيمَ ، وَالرِّزْقِ الذِي رُزِقَ سَاكِنُو الْبَيْتِ ، وَمُحَمَّدٌ بُعِثَ فِي دِينِهِمَا .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا
شَبَابَةُ ، عَنْ
وَرْقَاءَ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) قَالَ اللَّهُ لِإِبْرَاهِيمَ : إِنِّي مُبْتَلِيكَ بِأَمْرٍ فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : تَجْعَلُنِي لِلنَّاسِ إِمَامًا . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَمِنْ ذَرِّيَّتِي ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قَالَ : تَجْعَلُ الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَأَمْنًا . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَتَجْعَلُنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسَلَمَةً لَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَتَرْزُقُ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ : سَمِعْتُهُ مِنْ
عِكْرِمَةَ ، فَعَرَضْتُهُ عَلَى
مُجَاهِدٍ ، فَلَمْ يُنْكِرْهُ .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) قَالَ : ابْتُلِيَ بِالْآيَاتِ التِي بَعْدَهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
وَقَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ [ فَأَتَمَّهُنَّ ] ) قَالَ : الْكَلِمَاتُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ) وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ) الْآيَةَ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ) الْآيَةَ ، قَالَ : فَذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْكَلِمَاتِ التِي ابْتُلِيَ بِهِنَّ
إِبْرَاهِيمُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْكَلِمَاتُ التِي ابْتَلَى بِهِنَّ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=129رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ [ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ ] ) .
[ ص: 409 ]
[ وَقَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَفِي الْمُوَطَّأِ وَغَيْرِهِ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ :
إِبْرَاهِيمُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=34020أَوَّلُ مَنِ اخْتَتَنَ وَأَوَّلُ مَنْ ضَافَ الضَّيْفَ ، وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَحَدَّ ، وَأَوَّلُ مَنْ قَلَّمَ أَظْفَارَهُ ، وَأَوَّلُ مَنْ قَصَّ الشَّارِبَ ، وَأَوَّلُ مَنْ شَابَ فَلَمَّا رَأَى الشَّيْبَ ، قَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : وَقَارٌ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، زِدْنِي وَقَارًا . وَذَكَرَ
ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ خَطَبَ عَلَى الْمَنَابِرِ
إِبْرَاهِيمُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ غَيْرُهُ : وَأَوَّلُ مَنْ بَرَّدَ الْبَرِيدَ ، وَأَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ بِالسَّيْفِ ، وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَاكَ ، وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَنْجَى بِالْمَاءِ ، وَأَوَّلُ مَنْ لَبِسَ السَّرَاوِيلَ . وَرُوِيَ عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824340 " إِنْ أَتَّخِذِ الْمِنْبَرَ فَقَدِ اتَّخَذَهُ أَبِي إِبْرَاهِيمُ ، وَإِنْ أَتَّخِذِ الْعَصَا فَقَدِ اتَّخَذَهَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ " قُلْتُ : هَذَا حَدِيثٌ لَا يَثْبُتُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . ثُمَّ شَرَعَ الْقُرْطُبِيُّ يَتَكَلَّمُ عَلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ مِنَ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ ] .
قَالَ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ مَا حَاصِلُهُ : أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْكَلِمَاتِ جَمِيعُ مَا ذُكِرَ ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ بَعْضَ ذَلِكَ ، وَلَا يَجُوزُ الْجَزْمُ بِشَيْءٍ مِنْهَا أَنَّهُ الْمُرَادُ عَلَى التَّعْيِينِ إِلَّا بِحَدِيثٍ أَوْ إِجْمَاعٍ . قَالَ : وَلَمْ يَصِحَّ فِي ذَلِكَ خَبَرٌ بِنَقْلِ الْوَاحِدِ وَلَا بِنَقْلِ الْجَمَاعَةِ الذِي يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهُ .
قَالَ : غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَظِيرِ مَعْنَى ذَلِكَ خَبَرَانِ ، أَحَدُهُمَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ
أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13172رَشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي
زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ ، عَنْ
سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820330 " أَلَا أُخْبِرُكُمْ لِمَ سَمَّى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ ( nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37الذِي وَفَّى ) [ النَّجْمِ : 37 ] ؟ لِأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ كُلَّمَا أَصْبَحَ وَكُلَّمَا أَمْسَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=17فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) [ الرُّومِ : 17 ] حَتَّى يَخْتِمَ الْآيَةَ " .
قَالَ : وَالْآخَرُ مِنْهُمَا : حَدَّثَنَا بِهِ
أَبُو كَرَيْبٍ ، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ ، عَنْ
عَطِيَّةَ ، أَخْبَرَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الذِي وَفَّى ) أَتُدْرُونَ مَا وَفَّى ؟ " . قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " وَفَّى عَمَلَ يَوْمِهِ ، أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ فِي النَّهَارِ " .
وَرَوَاهُ
آدَمُ فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ .
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، بِهِ .
ثُمَّ شَرَعَ
ابْنُ جَرِيرٍ يُضَعِّفُ هَذَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ ، وَهُوَ كَمَا قَالَ ; فَإِنَّهُ لَا تَجُوزُ رِوَايَتُهُمَا إِلَّا بِبَيَانِ ضَعْفِهِمَا ، وَضَعْفُهُمَا مِنْ وُجُوهٍ عَدِيدَةٍ ، فَإِنَّ كُلًّا مِنَ السَّنَدَيْنِ مُشْتَمِلٌ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ ، مَعَ مَا فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى ضِعْفِهِ [ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ] .
ثُمَّ قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : وَلَوْ قَالَ قَائِلٌ : إِنَّ الذِي قَالَهُ
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=12045وَأَبُو صَالِحٍ nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ أَوْلَى
[ ص: 410 ] بِالصَّوَابِ مِنَ الْقَوْلِ الذِي قَالَهُ غَيْرُهُمْ كَانَ مَذْهَبًا ، فَإِنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=125وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) وَسَائِرَ الْآيَاتِ التِي هِيَ نَظِيرُ ذَلِكَ ، كَالْبَيَانِ عَنِ الْكَلِمَاتِ التِي ذَكَرَ اللَّهُ أَنَّهُ ابْتَلَى بِهِنَّ إِبْرَاهِيمَ .
قُلْتُ : وَالذِي قَالَهُ أَوَّلًا مِنْ أَنَّ الْكَلِمَاتِ تَشْمَلُ جَمِيعَ مَا ذُكِرَ ، أَقْوَى مِنْ هَذَا الذِي جَوَّزَهُ مِنْ قَوْلِ
مُجَاهِدٍ وَمَنْ قَالَ مِثْلُهُ ; لِأَنَّ السِّيَاقَ يُعْطِي غَيْرَ مَا قَالُوهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124nindex.php?page=treesubj&link=34021_7643قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ إِمَامًا ، سَأَلَ اللَّهَ أَنْ تَكُونَ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ، فَأُجِيبُ إِلَى ذَلِكَ وَأُخْبِرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ظَالِمُونَ ، وَأَنَّهُ لَا يَنَالُهُمْ عَهْدُ اللَّهِ ، وَلَا يَكُونُونَ أَئِمَّةً فَلَا يُقْتَدَى بِهِمْ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ أُجِيبَ إِلَى طَلَبَتِهِ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ) [ الْعَنْكَبُوتِ : 27 ] فَكُلُّ نَبِيٍّ أَرْسَلَهُ اللَّهُ وَكُلُّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ فَفِي ذُرِّيَّتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) فَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ
خُصَيْفٌ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قَالَ : إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي ذُرِّيَّتِكَ ظَالِمُونَ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قَالَ : لَا يَكُونُ لِي إِمَامٌ ظَالِمٌ [ يُقْتَدَى بِهِ ] . وَفِي رِوَايَةٍ : لَا أَجْعَلُ إِمَامًا ظَالِمًا يُقْتَدَى بِهِ . وَقَالَ
سُفْيَانُ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قَالَ : لَا يَكُونُ إِمَامٌ ظَالِمٌ يُقْتَدَى بِهِ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قَالَ : أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَالِحًا فَسَأَجْعَلُهُ إِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ ظَالِمًا فَلَا وَلَا نُعْمَةَ عَيْنٍ .
وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) الْمُرَادُ بِهِ الْمُشْرِكُ ، لَا يَكُونُ إِمَامٌ ظَالِمٌ . يَقُولُ : لَا يَكُونُ إِمَامٌ مُشْرِكٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) فَأَبَى أَنْ يَجْعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِمَامًا ظَالِمًا . قُلْتُ لِعَطَاءٍ : مَا عَهْدُهُ ؟ قَالَ : أَمْرُهُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : أَخْبَرَنَا
عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلِيَّ ، حَدَّثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16052سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ
لِإِبْرَاهِيمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) فَأَبَى أَنْ يَفْعَلَ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
[ ص: 411 ]
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ أَوْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) يُخْبِرُهُ أَنَّهُ كَائِنٌ فِي ذُرِّيَّتِهِ ظَالِمٌ لَا يَنَالُ عَهْدَهُ وَلَا يَنْبَغِي [ لَهُ ] أَنْ يُوَلِّيَهُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ وَإِنْ كَانَ مِنْ ذُرِّيَّةِ خَلِيلِهِ وَمُحْسِنٌ سَتَنْفُذُ فِيهِ دَعْوَتُهُ ، وَتَبْلُغُ لَهُ فِيهِ مَا أَرَادَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ .
وَقَالَ
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قَالَ : يَعْنِي لَا عَهْدَ لِظَالِمٍ عَلَيْكَ فِي ظُلْمِهِ ، أَنْ تُطِيعَهُ فِيهِ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ ، عَنْ
مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قَالَ : لَيْسَ لِلظَّالِمِينَ عَهْدٌ ، وَإِنْ عَاهَدْتَهُ فَانْتَقِضْهُ .
وَرُوِيَ عَنْ
مُجَاهِدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، نَحْوَ ذَلِكَ .
وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَيْسَ لِظَالِمِ عَهْدٌ .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قَالَ : لَا يَنَالُ عَهْدُ اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ الظَّالِمِينَ ، فَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَقَدْ نَالَهُ الظَّالِمُ فَأَمِنَ بِهِ ، وَأَكَلَ وَعَاشَ .
وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ ، وَالْحَسَنُ ، وَعِكْرِمَةُ .
وَقَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : عَهْدُ اللَّهِ الذِي عَهِدَ إِلَى عِبَادِهِ : دِينُهُ ، يَقُولُ : لَا يَنَالُ دِينُهُ الظَّالِمِينَ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=113وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ) [ الصافات : 113 ] ، يَقُولُ : لَيْسَ كُلُّ ذُرِّيَّتِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ عَلَى الْحَقِّ .
وَكَذَا رُوِيَ عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17132وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ .
وَقَالَ
جُوَيْبِرٌ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ : لَا يَنَالُ طَاعَتِي عَدُوٌّ لِي يَعْصِينِي ، وَلَا أَنْحَلُهَا إِلَّا وَلِيًّا لِي يُطِيعُنِي .
وَقَالَ الْحَافِظُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّامْغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12067أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820331 " لَا طَاعَةَ إِلَّا فِي الْمَعْرُوفِ " .
[ ص: 412 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=124لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) يَقُولُ : عَهْدِي نُبُوَّتِي .
فَهَذِهِ أَقْوَالُ مُفَسِّرِي السَّلَفِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى مَا نَقَلَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى . وَاخْتَارَ
ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ وَإِنْ كَانَتْ ظَاهِرَةً فِي الْخَبَرِ أَنَّهُ لَا يَنَالُ عَهْدُ اللَّهِ بِالْإِمَامَةِ ظَالِمًا . فَفِيهَا إِعْلَامٌ مِنَ اللَّهِ
لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَنَّهُ سَيُوجَدُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مَنْ هُوَ ظَالِمٌ لَنَفْسِهِ ، كَمَا تَقَدَّمَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .