المغفلي
الإمام العالم القدوة الحافظ ذو الفنون أبو محمد أحمد بن
[ ص: 182 ] عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بشر بن مغفل بن حسان بن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن مغفل المزني المغفلي الهروي ، الملقب بالباز الأبيض .
ولد بعد السبعين ومائتين . وسمع
أحمد بن نجدة ،
وعلي بن محمد الجكاني ،
وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ ،
وعمران بن موسى بن مجاشع ،
وأبا خليفة الجمحي ،
ويوسف القاضي ،
ومحمد بن عبد الله الحضرمي ،
وعبيد بن غنام ،
وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=14113والحسن بن سفيان ،
وعبدان الأهوازي ،
وعلي بن أحمد علان المصري ، وطبقتهم
بمصر ،
والحرمين ،
والشام ، والعراق ،
والعجم .
وجمع وصنف ، وتقدم في معرفة الحديث والعلوم .
حدث عنه :
أبو العباس بن عقدة شيخه ،
وعمرو بن الربيع بن سليمان شيخه ،
وأبو بكر بن إسحاق الصبغي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ،
وأبو بكر القفال ،
وأبو عبد الله الخازن ، وجماعة سواهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : كان إمام أهل
خراسان بلا مدافعة ، وقد حج بالناس ، وخطب
بمكة ، وقدم إليه المقام وهو قاعد في جوف الكعبة . ولقد سمعتهم بمكة يذكرون أن هذه الولاية لم تكن قط لغيره ، ومن عظمته أن كان فوق الوزراء ، وأنهم كانوا يصدرون عن رأيه ، وجاور مرة
بمكة ، وكنت
ببخارى أستملي له ، فذكر أنه حصل وجد وشيء من غشي بسبب إملاء حكاية وأبيات ، وتوفي بعد جمعة ، فسمعت ابنه
بشرا يقول : آخر كلمة تكلم بها أن قبض على لحيته ، ورفع يده اليمنى إلى السماء ، وقال : ارحم شيبة شيخ
[ ص: 183 ] جاءك بتوفيقك على الفطرة .
قال
أبو النضر الفامي في " تاريخ هراة " :
أبو محمد المغفلي ، كان إمام عصره بلا مدافعة في أنواع العلوم ، مع رتبة الوزارة ، وعلو القدر عند السلطان .
ومن شعره
نزلنا مكرهين بها فلما ألفناها خرجنا كارهينا وما حب الديار بنا ولكن
أمر العيش فرقة من هوينا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : توفي في سابع عشر رمضان سنة ست وخمسين وثلاثمائة ورأيت الوزير
أبا علي البلعمي وقد حمل في تابوته ، وأحضر إلى باب السلطان يعني
ببخارى للصلاة عليه ، ثم حمل تابوته إلى
هراة ، فدفن بها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وسمعت
أبا الفضل السليماني - وكان صالحا - يقول : رأيت أبا
محمد المزني في المنام بعد وفاته بليلتين ، وهو يتبختر في مشيته ويقول بصوت عال :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=60وما عند الله خير وأبقى . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : ورد كتاب من
مصر بأن يحج
أبو محمد المغفلي بالناس ، ويخطب
بعرفة ومنى . فصلى
بعرفة وأتم الصلاة ، فعج الناس ، فصعد المنبر ، فقال : أيها الناس ، أنا مقيم وأنتم على سفر ، فلذلك أتممت .
وتوفي في عام ستة مقرئ
مصر أبو جعفر أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي ، أرخه
يحيى الطحان . وصاحب
العراق معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي ، والمحدث التالف
أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن [ ص: 184 ] الجارود الرقي ، والعلامة
أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي بالأندلس ، ومسند
هراة أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الواعظ ، والمحدث
أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافقي ، والشيخ
عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن أبي روبا السقطي ،
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن بشر سنقة السقطي البغدادي ، والعلامة
أبو الفرج علي بن الحسين الأموي الأصبهاني ثم البغدادي صاحب الأغاني ،
وأبو الفتح عمرو بن جعفر الختلي ، وصاحب
مصر الطواشي أبو المسك كافور الإخشيدي ، وصاحب
الشام سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي .
الْمُغَفَّلِيُّ
الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْقُدْوَةُ الْحَافِظُ ذُو الْفُنُونِ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ
[ ص: 182 ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرِ بْنِ مُغَفَّلِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ الْمُغَفَّلِيُّ الْهَرَوِيُّ ، الْمُلَقَّبُ بِالْبَازِ الْأَبْيَضِ .
وُلِدَ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . وَسَمِعَ
أَحْمَدَ بْنَ نَجْدَةَ ،
وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجَكَّانِيَّ ،
وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ الْحَافِظَ ،
وَعِمْرَانَ بْنَ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ ،
وَأَبَا خَلِيفَةَ الْجُمَحِيَّ ،
وَيُوسُفَ الْقَاضِيَ ،
وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيَّ ،
وَعُبَيْدَ بْنَ غَنَّامٍ ،
وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيَّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14113وَالْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ ،
وَعَبْدَانَ الْأَهْوَازِيَّ ،
وَعَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ عَلَّانَ الْمِصْرِيَّ ، وَطَبَقَتَهُمْ
بِمِصْرَ ،
وَالْحَرَمَيْنِ ،
وَالشَّامِ ، وَالْعِرَاقِ ،
وَالْعَجَمِ .
وَجَمَعَ وَصَنَّفَ ، وَتَقَدَّمَ فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ وَالْعُلُومِ .
حَدَّثَ عَنْهُ :
أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ شَيْخُهُ ،
وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ شَيْخُهُ ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ الْقَفَّالُ ،
وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَازِنُ ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : كَانَ إِمَامَ أَهْلِ
خُرَاسَانَ بِلَا مُدَافَعَةٍ ، وَقَدْ حَجَّ بِالنَّاسِ ، وَخَطَبَ
بِمَكَّةَ ، وَقَدِمَ إِلَيْهِ الْمَقَامُ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ . وَلَقَدْ سَمِعْتُهُمْ بِمَكَّةَ يَذْكُرُونَ أَنَّ هَذِهِ الْوَلَايَةَ لَمْ تَكُنْ قَطُّ لِغَيْرِهِ ، وَمِنْ عَظَمَتِهِ أَنْ كَانَ فَوْقَ الْوُزَرَاءِ ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا يُصْدِرُونَ عَنْ رَأْيِهِ ، وَجَاوَرَ مَرَّةً
بِمَكَّةَ ، وَكُنْتُ
بِبُخَارَى أَسْتَمْلِي لَهُ ، فَذَكَرَ أَنَّهُ حَصَلَ وَجْدٌ وَشَيْءٌ مِنْ غَشْيٍ بِسَبَبِ إِمْلَاءِ حِكَايَةٍ وَأَبْيَاتٍ ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ جُمُعَةٍ ، فَسَمِعْتُ ابْنَهُ
بِشْرًا يَقُولُ : آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ ، وَرَفَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ : ارْحَمْ شَيْبَةَ شَيْخٍ
[ ص: 183 ] جَاءَكَ بِتَوْفِيقِكَ عَلَى الْفِطْرَةِ .
قَالَ
أَبُو النَّضْرِ الْفَامِيُّ فِي " تَارِيخِ هَرَاةَ " :
أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُغَفَّلِيُّ ، كَانَ إِمَامَ عَصْرِهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ فِي أَنْوَاعِ الْعُلُومِ ، مَعَ رُتْبَةِ الْوِزَارَةِ ، وَعُلُوِّ الْقَدْرِ عِنْدَ السُّلْطَانِ .
وَمِنْ شِعْرِهِ
نَزَلْنَا مُكْرَهِينَ بِهَا فَلَمَّا أَلِفْنَاهَا خَرَجْنَا كَارِهِينَا وَمَا حُبُّ الدِّيَارِ بِنَا وَلَكِنْ
أَمَرُّ الْعَيْشِ فُرْقَةُ مَنْ هَوِينَا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : تُوُفِّيَ فِي سَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَرَأَيْتُ الْوَزِيرَ
أَبَا عَلِيٍّ الْبَلْعَمِيَّ وَقَدْ حُمِلَ فِي تَابُوتِهِ ، وَأُحْضِرَ إِلَى بَابِ السُّلْطَانِ يَعْنِي
بِبُخَارَى لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ حُمِلَ تَابُوتُهُ إِلَى
هَرَاةَ ، فَدُفِنَ بِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : وَسَمِعْتُ
أَبَا الْفَضْلِ السُّلَيْمَانِيَّ - وَكَانَ صَالِحًا - يَقُولُ : رَأَيْتُ أَبَا
مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيَّ فِي الْمَنَامِ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِلَيْلَتَيْنِ ، وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ فِي مِشْيَتِهِ وَيَقُولُ بِصَوْتٍ عَالٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=60وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : وَرَدَ كِتَابٌ مِنْ
مِصْرَ بِأَنْ يَحُجَّ
أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُغَفَّلِيُّ بِالنَّاسِ ، وَيَخْطُبَ
بِعَرَفَةَ وَمِنًى . فَصَلَّى
بِعَرَفَةَ وَأَتَمَّ الصَّلَاةَ ، فَعَجَّ النَّاسُ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَنَا مُقِيمٌ وَأَنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ ، فَلِذَلِكَ أَتْمَمْتُ .
وَتُوُفِّيَ فِي عَامِ سِتَّةٍ مُقْرِئُ
مِصْرَ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ أَحْمَدَ التُّجِيبِيُّ ، أَرَّخَهُ
يَحْيَى الطَّحَّانُ . وَصَاحِبُ
الْعِرَاقِ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ أَحْمَدُ بْنُ بُوَيْهِ الدَّيْلَمِيُّ ، وَالْمُحَدِّثُ التَّالِفُ
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ [ ص: 184 ] الْجَارُودِ الرَّقِّيُّ ، وَالْعَلَّامَةُ
أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْقَاسِمِ الْقَالِيُّ بِالْأَنْدَلُسِ ، وَمُسْنِدُ
هَرَاةَ أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّفَّاءُ الْوَاعِظُ ، وَالْمُحَدِّثُ
أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الرَّافِقِيُّ ، وَالشَّيْخُ
عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رُوبَا السَّقَطِيُّ ،
وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ سَنَقَةُ السَّقَطِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ، وَالْعَلَّامَةُ
أَبُو الْفَرَجِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأُمَوِيُّ الْأَصْبِهَانِيُّ ثُمَّ الْبَغْدَادِيُّ صَاحِبُ الْأَغَانِي ،
وَأَبُو الْفَتْحِ عَمْرُو بْنُ جَعْفَرٍ الْخُتُّلِيُّ ، وَصَاحِبُ
مِصْرَ الطَّوَاشِيُّ أَبُو الْمِسْكِ كَافُورٌ الْإِخْشِيدِيُّ ، وَصَاحِبُ
الشَّامِ سَيْفُ الدَّوْلَةِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ التَّغْلِبِيُّ .