[ ص: 271 ] النوع السادس والستون في
nindex.php?page=treesubj&link=28902أمثال القرآن .
أفرده بالتصنيف
الإمام الحسن الماوردي من كبار أصحابنا .
قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=58ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل [ الروم : 58 ] . وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=43وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون [ العنكبوت : 43 ] . .
وأخرج
البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن القرآن نزل على خمسة أوجه : حلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ، فاعملوا بالحلال ، واجتنبوا الحرام ، واتبعوا المحكم ، وآمنوا بالمتشابه ، واعتبروا بالأمثال قال
الماوردي : من أعظم علم القرآن علم أمثاله ، والناس في غفلة عنه لاشتغالهم بالأمثال ، وإغفالهم الممثلات ، والمثل بلا ممثل كالفرس بلا لجام ، والناقة بلا زمام .
وقال غيره : قد عده
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن ، فقال : ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال الدوال على طاعته ، المبينة لاجتناب معصيته .
وقال
الشيخ عز الدين : إنما ضرب الله الأمثال في القرآن تذكيرا ووعظا ، فما اشتمل
[ ص: 272 ] منها على تفاوت ثواب أو على إحباط عمل أو على مدح أو ذم أو نحوه فإنه يدل على الأحكام .
وقال غيره : ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة : التذكير والوعظ ، والحث ، والزجر ، والاعتبار ، والتقرير ، وتقريب المراد للعقل ، وتصويره بصورة المحسوس ، فإن الأمثال تصور المعاني بصورة الأشخاص لأنها أثبت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس ، ومن ثم كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي ، والغائب بالمشاهد .
وتأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر ، وعلى المدح والذم ، وعلى الثواب والعقاب ، وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره ، وعلى تحقيق أمر أو إبطاله ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=45وضربنا لكم الأمثال [ إبراهيم : 45 ] . فامتن علينا بذلك لما تضمنه من الفوائد .
قال
الزركشي في البرهان : ومن حكمته تعليم البيان ، وهو من خصائص هذه الشريعة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعاني ، وإدناء المتوهم من الشاهد ، فإن كان الممثل له عظيما كان المتمثل به مثله ، وإن كان حقيرا كان الممثل به كذلك .
وقال
الأصبهاني : لضرب العرب الأمثال واستحضار العلماء النظائر شأن ليس بالخفي في إبراز خفيات الدقائق ، ورفع الأستار عن الحقائق ، تريك المتخيل في صورة المتحقق والمتوهم في معرض المتيقن ، والغائب كأنه مشاهد .
وفي ضرب الأمثال تبكيت للخصم الشديد الخصومة ، وقمع لسورة الجامح الأبي ، فإنه يؤثر في القلوب ما لا يؤثر وصف الشيء في نفسه ، ولذلك أكثر الله تعالى في كتابه في سائر كتبه الأمثال ، ومن سور الإنجيل سورة تسمى سورة الأمثال ، وفشت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام الأنبياء والحكماء .
[ ص: 271 ] النَّوْعُ السَّادِسُ وَالسِّتُّونَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28902أَمْثَالِ الْقُرْآنِ .
أَفْرَدَهُ بِالتَّصْنِيفِ
الْإِمَامُ الْحَسَنُ الْمَاوَرْدِيُّ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِنَا .
قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=58وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ [ الرُّومِ : 58 ] . وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=43وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [ الْعَنْكَبُوتِ : 43 ] . .
وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى خَمْسَةٍ أَوْجُهٍ : حَلَالٍ ، وَحَرَامٍ ، وَمُحْكَمٍ ، وَمُتَشَابِهٍ ، وَأَمْثَالٍ ، فَاعْمَلُوا بِالْحَلَالِ ، وَاجْتَنِبُوا الْحَرَامَ ، وَاتَّبِعُوا الْمُحْكَمَ ، وَآمِنُوا بِالْمُتَشَابِهِ ، وَاعْتَبِرُوا بِالْأَمْثَالِ قَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : مِنْ أَعْظَمِ عِلْمِ الْقُرْآنِ عِلْمُ أَمْثَالِهِ ، وَالنَّاسُ فِي غَفْلَةٍ عَنْهُ لِاشْتِغَالِهِمْ بِالْأَمْثَالِ ، وَإِغْفَالِهِمُ الْمُمَثَّلَاتِ ، وَالْمَثَلُ بِلَا مُمَثَّلٍ كَالْفَرَسِ بِلَا لِجَامٍ ، وَالنَّاقَةِ بِلَا زِمَامٍ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : قَدْ عَدَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ مِمَّا يَجِبُ عَلَى الْمُجْتَهِدِ مَعْرِفَتُهُ مِنْ عُلُومِ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : ثُمَّ مُعْرِفَةُ مَا ضُرِبَ فِيهِ مِنَ الْأَمْثَالِ الدَّوَالِّ عَلَى طَاعَتِهِ ، الْمُبَيِّنَةِ لِاجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ .
وَقَالَ
الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ : إِنَّمَا ضَرَبَ اللَّهُ الْأَمْثَالَ فِي الْقُرْآنِ تَذْكِيرًا وَوَعْظًا ، فَمَا اشْتَمَلَ
[ ص: 272 ] مِنْهَا عَلَى تَفَاوُتِ ثَوَابٍ أَوْ عَلَى إِحْبَاطِ عَمَلٍ أَوْ عَلَى مَدْحٍ أَوْ ذَمٍّ أَوْ نَحْوِهِ فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الْأَحْكَامِ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : ضَرْبُ الْأَمْثَالِ فِي الْقُرْآنِ يُسْتَفَادُ مِنْهُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ : التَّذْكِيرُ وَالْوَعْظُ ، وَالْحَثُّ ، وَالزَّجْرُ ، وَالِاعْتِبَارُ ، وَالتَّقْرِيرُ ، وَتَقْرِيبُ الْمُرَادِ لِلْعَقْلِ ، وَتَصْوِيرُهُ بِصُورَةِ الْمَحْسُوسِ ، فَإِنَّ الْأَمْثَالَ تُصَوِّرُ الْمَعَانِيَ بِصُورَةِ الْأَشْخَاصِ لِأَنَّهَا أَثْبَتُ فِي الْأَذْهَانِ لِاسْتِعَانَةِ الذِّهْنِ فِيهَا بِالْحَوَاسِّ ، وَمِنْ ثَمَّ كَانَ الْغَرَضُ مِنَ الْمَثَلِ تَشْبِيهُ الْخَفِيِّ بِالْجَلِيِّ ، وَالْغَائِبِ بِالْمَشَاهَدِ .
وَتَأْتِي أَمْثَالُ الْقُرْآنِ مُشْتَمِلَةً عَلَى بَيَانِ تَفَاوُتِ الْأَجْرِ ، وَعَلَى الْمَدْحِ وَالذَّمِّ ، وَعَلَى الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، وَعَلَى تَفْخِيمِ الْأَمْرِ أَوْ تَحْقِيرِهِ ، وَعَلَى تَحْقِيقِ أَمْرٍ أَوْ إِبْطَالِهِ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=45وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ [ إِبْرَاهِيمَ : 45 ] . فَامْتَنَّ عَلَيْنَا بِذَلِكَ لِمَا تَضْمَّنَهُ مِنَ الْفَوَائِدِ .
قَالَ
الزَّرْكَشِيُّ فِي الْبُرْهَانِ : وَمِنْ حَكَمَتِهِ تَعْلِيمُ الْبَيَانِ ، وَهُوَ مِنْ خَصَائِصِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : التَّمْثِيلُ إِنَّمَا يُصَارُ إِلَيْهِ لِكَشْفِ الْمَعَانِي ، وَإِدْنَاءِ الْمُتَوَهِّمِ مِنَ الشَّاهِدِ ، فَإِنْ كَانَ الْمُمَثَّلُ لَهُ عَظِيمًا كَانَ الْمُتَمَثَّلُ بِهِ مِثْلَهُ ، وَإِنْ كَانَ حَقِيرًا كَانَ الْمُمَثَّلُ بِهِ كَذَلِكَ .
وَقَالَ
الْأَصْبَهَانِيُّ : لِضَرْبِ الْعَرَبِ الْأَمْثَالَ وَاسْتِحْضَارِ الْعُلَمَاءِ النَّظَائِرَ شَأْنٌ لَيْسَ بِالْخَفِيِّ فِي إِبْرَازِ خَفِيَّاتِ الدَّقَائِقِ ، وَرَفْعِ الْأَسْتَارِ عَنِ الْحَقَائِقِ ، تُرِيكَ الْمُتَخَيَّلَ فِي صُورَةِ الْمُتَحَقَّقِ وَالْمُتَوَهَّمِ فِي مَعْرِضِ الْمُتَيَقَّنِ ، وَالْغَائِبِ كَأَنَّهُ مُشَاهَدٌ .
وَفِي ضَرْبِ الْأَمْثَالِ تَبْكِيتٌ لِلْخَصْمِ الشَّدِيدِ الْخُصُومَةِ ، وَقَمْعٌ لِسَوْرَةِ الْجَامِحِ الْأَبِيِّ ، فَإِنَّهُ يُؤَثِّرُ فِي الْقُلُوبِ مَا لَا يُؤَثِّرُ وَصْفُ الشَّيْءِ فِي نَفْسِهِ ، وَلِذَلِكَ أَكْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِي سَائِرِ كُتُبِهِ الْأَمْثَالَ ، وَمِنْ سُوَرِ الْإِنْجِيلِ سُوَرَةٌ تُسَمَّى سُورَةَ الْأَمْثَالِ ، وَفَشَتْ فِي كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَامِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْحُكَمَاءِ .