قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28908ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ( 19 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19ألم تر أن الله ) : يقرأ شاذا بسكون الراء في الوصل على أنه أجراه مجرى الوقف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19خلق السماوات ) : يقرأ على لفظ الماضي ، و ( خالق ) على فاعل ، وهو للماضي ، فيتعرف بالإضافة .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28908وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ( 21 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21تبعا ) : إن شئت جعلته جمع تابع ، مثل خادم وخدم ، وغائب وغيب ، وإن شئت جعلته مصدر تبع ; فيكون المصدر في موضع اسم الفاعل ، أو يكون التقدير : ذوي تبع .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21من عذاب الله ) : في موضع نصب على الحال ; لأنه في الأصل صفة لشيء ; تقديره : من شيء من عذاب الله ، ومن زائدة ; أي شيئا كائنا من عذاب الله ، ويكون الفعل محمولا على المعنى ; تقديره : هل تمنعون عنا شيئا . ويجوز أن يكون " شيء " واقعا موقع المصدر ; أي عناء ; فيكون من عذاب الله متعلقا بمغنون .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سواء علينا أجزعنا ) : قد ذكر في أول البقرة .
[ ص: 85 ] قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28908وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ( 22 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إلا أن دعوتكم ) : استثناء منقطع ; لأن دعاءه لم يكن سلطانا ; أي حجة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22بمصرخي ) : الجمهور على فتح الياء ، وهو جمع مصرخ ، فالياء الأولى ياء الجمع ، والثانية ضمير المتكلم ، وفتحت لئلا تجتمع الكسرة والياء بعد كسرتين .
ويقرأ بكسرها ، وهو ضعيف لما ذكرنا من الثقل ، وفيها وجهان :
أحدهما : أنه كسر على الأصل . والثاني : أنه أراد به مصرخي وهي لغية ، يقول أربابها : في ورميتيه ، فتتبع الكسرة الياء إشباعا ، إلا أنه في الآية حذف الياء الأخيرة اكتفاء بالكسرة قبلها .
( بما أشركتمون ) : في " ما " وجهان ; أحدهما : هي بمعنى الذي ; فتقديره على هذا : بالذي أشركتموني به ; أي بالصنم الذي أطعتموني كما أطعتموه ، فحذف العائد . والثاني : هي مصدرية ; أي بإشراككم إياي مع الله عز وجل .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22من قبل ) : يتعلق بأشركتموني ; أي كفرت الآن بما أشركتموني من قبل .
وقيل : هي متعلقة بكفرت ; أي كفرت من قبل إشراككم ، فلا أنفعكم شيئا .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=28908وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام ( 23 ) ) .
[ ص: 86 ] قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وأدخل ) : يقرأ على لفظ الماضي ، وهو معطوف على برزوا ، أو على : فقال الضعفاء . ويقرأ شاذا بضم اللام على أنه مضارع ، والفاعل الله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23بإذن ربهم ) : يجوز أن يكون من تمام ( أدخل ) ، ويكون من تمام " خالدين " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23تحيتهم ) : يجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الفاعل ; أي يحيي بعضهم بعضا بهذه الكلمة . وأن يكون مضافا إلى المفعول ; أي يحييهم الله أو الملائكة .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=28908أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( 19 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ) : يُقْرَأُ شَاذًّا بِسُكُونِ الرَّاءِ فِي الْوَصْلِ عَلَى أَنَّهُ أَجْرَاهُ مَجْرَى الْوَقْفِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ) : يُقْرَأُ عَلَى لَفْظِ الْمَاضِي ، وَ ( خَالِقٌ ) عَلَى فَاعِلٍ ، وَهُوَ لِلْمَاضِي ، فَيَتَعَرَّفُ بِالْإِضَافَةِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28908وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ( 21 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21تَبَعًا ) : إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ جَمْعَ تَابِعٍ ، مِثْلَ خَادِمٍ وَخَدَمٍ ، وَغَائِبٍ وَغَيَبٍ ، وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ مَصْدَرَ تَبِعَ ; فَيَكُونُ الْمَصْدَرُ فِي مَوْضِعِ اسْمِ الْفَاعِلِ ، أَوْ يَكُونُ التَّقْدِيرُ : ذَوِي تَبَعٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ; لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ صِفَةٌ لِشَيْءٍ ; تَقْدِيرُهُ : مِنْ شَيْءٍ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَمِنْ زَائِدَةٌ ; أَيْ شَيْئًا كَائِنًا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، وَيَكُونُ الْفِعْلُ مَحْمُولًا عَلَى الْمَعْنَى ; تَقْدِيرُهُ : هَلْ تَمْنَعُونَ عَنَّا شَيْئًا . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " شَيْءٍ " وَاقِعًا مَوْقِعَ الْمَصْدَرِ ; أَيْ عَنَاءٍ ; فَيَكُونُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مُتَعَلِّقًا بِمُغْنُونَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا ) : قَدْ ذُكِرَ فِي أَوَّلِ الْبَقَرَةِ .
[ ص: 85 ] قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 22 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ ) : اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ ; لِأَنَّ دُعَاءَهُ لَمْ يَكُنْ سُلْطَانًا ; أَيْ حُجَّةً .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22بِمُصْرِخِيَّ ) : الْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ الْيَاءِ ، وَهُوَ جَمْعُ مُصْرِخٍ ، فَالْيَاءُ الْأُولَى يَاءُ الْجَمْعِ ، وَالثَّانِيَةُ ضَمِيرُ الْمُتَكَلِّمِ ، وَفُتِحَتْ لِئَلَّا تَجْتَمِعَ الْكَسْرَةُ وَالْيَاءُ بَعْدَ كَسْرَتَيْنِ .
وَيُقْرَأُ بِكَسْرِهَا ، وَهُوَ ضَعِيفٌ لِمَا ذَكَرْنَا مِنَ الثِّقَلِ ، وَفِيهَا وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ كُسِرَ عَلَى الْأَصْلِ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ مُصْرِخِيِّ وَهِيَ لُغَيَّةٌ ، يَقُولُ أَرْبَابُهَا : فِي وَرَمَيْتِيهِ ، فَتَتْبَعُ الْكَسْرَةَ الْيَاءُ إِشْبَاعًا ، إِلَّا أَنَّهُ فِي الْآيَةِ حَذَفَ الْيَاءَ الْأَخِيرَةَ اكْتِفَاءً بِالْكَسْرَةِ قَبْلَهَا .
( بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ ) : فِي " مَا " وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا : هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي ; فَتَقْدِيرُهُ عَلَى هَذَا : بِالَّذِي أَشْرَكْتُمُونِي بِهِ ; أَيْ بِالصَّنَمِ الَّذِي أَطَعْتُمُونِي كَمَا أَطَعْتُمُوهُ ، فَحُذِفَ الْعَائِدُ . وَالثَّانِي : هِيَ مَصْدَرِيَّةٌ ; أَيْ بِإِشْرَاكِكُمْ إِيَّايَ مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22مِنْ قَبْلُ ) : يَتَعَلَّقُ بِأَشْرَكْتُمُونِي ; أَيْ كَفَرْتُ الْآنَ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ .
وَقِيلَ : هِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِكَفَرْتُ ; أَيْ كَفَرْتُ مِنْ قَبْلِ إِشْرَاكِكُمْ ، فَلَا أَنْفَعُكُمْ شَيْئًا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=28908وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ( 23 ) ) .
[ ص: 86 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وَأُدْخِلَ ) : يُقْرَأُ عَلَى لَفْظِ الْمَاضِي ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى بَرَزُوا ، أَوْ عَلَى : فَقَالَ الضُّعَفَاءُ . وَيُقْرَأُ شَاذًّا بِضَمِّ اللَّامِ عَلَى أَنَّهُ مُضَارِعٌ ، وَالْفَاعِلُ اللَّهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَمَامِ ( أُدْخِلَ ) ، وَيَكُونَ مِنْ تَمَامِ " خَالِدِينَ " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23تَحِيَّتُهُمْ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُصْدَرُ مُضَافًا إِلَى الْفَاعِلِ ; أَيْ يُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ . وَأَنْ يَكُونَ مُضَافًا إِلَى الْمَفْعُولِ ; أَيْ يُحَيِّيهِمُ اللَّهُ أَوِ الْمَلَائِكَةُ .