وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28951الهمزة المضمومة فلم تأت إلا بعد همزة الاستفهام ، وأتت في ثلاثة مواضع متفق عليها ، وواحد مختلف فيه . فالمواضع المتفق عليها في آل عمران (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ) وفي ص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أأنزل عليه الذكر ) ، وفي القمر
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أألقي الذكر عليه فسهل الهمزة الثانية فيها
نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ،
ورويس ، وحققها الباقون ، وفصل بينهما بألف
أبو جعفر ، واختلف عن
أبي عمرو وقالون وهشام ، أما
أبو عمرو فروى عنه الفصل
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو الداني في " جامع البيان " ، وقواه بالقياس وبنصوص الرواة عن
أبي عمرو وأبي شعيب وأبي حمدون وأبي خلاد وأبي الفتح الموصلي nindex.php?page=showalam&ids=16974ومحمد بن شجاع ، وغيرهم ، حيث قالوا عن
اليزيدي ، عن
أبي عمرو : إنه كان يهمز بالاستفهام همزة واحدة ممدودة ، قالوا : ولذلك كان يفعل بكل همزتين التقتا فيصيرهما واحدة ، ويمد إحداهما مثل : ( أيذا ) ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60أإله ، و ( أينكم ) ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85أنتم وشبهه ، وقال
الداني : فهذا يوجب أن يمد إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة مضمومة إذا لم يستثنوا ذلك ، وجعلوا المد سائغا في الاستفهام كله ، وإن لم يدرجوا شيئا من ذلك في التمثيل فالقياس فيه جار ، والمد فيه مطرد . انتهى . وقد نص على الفصل
للدوري عنه من طريق
ابن فرح أبو القاسم الصفراوي ،
[ ص: 375 ] وللسوسي من طريق
ابن حبش ،
ابن سوار وأبو العز ، وصاحب " التجريد " ، وغير واحد ، والوجهان
للسوسي أيضا في " الكافي " و " التبصرة " ، وقطع به
للسوسي ابن بليمة وأبو العلاء الحافظ ، وروى القصر عن
أبي عمرو جمهور أهل الأداء من
العراقيين والمغاربة وغيرهم ، ولم يذكر في " التيسير " غيره ، وذكر عنه الوجهين جميعا
أبو العباس المهدوي وأبو الكرم الشهرزوري nindex.php?page=showalam&ids=14650والصفراوي أيضا ، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون فروى عنه المد من طريقي
أبي نشيط ،
والحلواني nindex.php?page=showalam&ids=12111وأبو عمرو الداني في جامعه من قراءته على
أبي الحسن ، وعن
أبي نشيط من قراءته على
أبي الفتح ، وقطع به له في " التيسير " ، و " الشاطبية " ، و " الهادي " ، و " الهداية " ، و " الكافي " ، و " التبصرة " ، و " تلخيص العبارات بلطيف الإشارات " ، ورواه من الطريقين عنه صاحب " التذكرة " ،
وأبو علي المالكي ،
وابن سوار والقلانسي وأبو بكر بن مهران وأبو العلاء الهمداني ،
والهذلي وأبو محمد سبط الخياط في " المبهج " ، وأما في " الكفاية " فقطع به
للحلواني فقط ، والجمهور من أهل الأداء على الفصل من الطريقين ، وبه قرأ صاحب " التجريد "
على الفارسي والمالكي ، وروى عنه القصر من الطريقين
nindex.php?page=showalam&ids=12835أبو القاسم بن الفحام في تجريده ، من قراءته على
عبد الباقي بن فارس قال : ولم يذكر عنه سوى القصر . ورواه من طريق
أبي نشيط أبو محمد سبط الخياط في كفايته ، ورواه من طريق
الحلواني الحافظ أبو عمرو في الجامع ، وبه قرأ على
أبي الفتح فارس بن أحمد ، وكذا روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون القاضي إسماعيل ،
وأحمد بن صالح والشحام فيما ذكره
الداني وبه قطع صاحب " العنوان " عن
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون - يعني من طريق
إسماعيل - وأما
هشام فالخلاف عنه في المواضع الثلاثة المذكورة على ثلاثة أوجه :
( أحدها ) التحقيق مع المد في الثلاثة ، وهذا أحد وجهي " التيسير " ، وبه قرأ
الداني على
أبي الفتح فارس بن أحمد - يعني من طريق
ابن عبدان - عن
الحلواني ، وفي كفاية
أبي العز أيضا ، وكذا في كامل
الهذلي ، وفي " التجريد " من طريق
أبي عبد الله الجمال عن
الحلواني ، وقطع به
ابن سوار والحافظ أبو العلاء ،
للحلواني ، عنه .
( ثانيها ) التحقيق مع القصر في الثلاثة ، وهو أحد وجهي " الكافي " ، وهو الذي
[ ص: 376 ] قطع به الجمهور له من طريق
الداجوني ، عن أصحابه ، عن
هشام ،
nindex.php?page=showalam&ids=13244كأبي طاهر بن سوار وأبي علي البغدادي ، وصاحب " الروضة " ،
وابن الفحام صاحب " التجريد " ،
وأبي العز القلانسي وأبي العلاء الهمذاني ،
nindex.php?page=showalam&ids=15963وسبط الخياط ، وغيرهم ، وبذلك قرأ الباقون .
( ثالثها ) التفصيل . ففي الحرف الأول ، وهو الذي في آل عمران بالقصر والتحقيق ، وفي الحرفين الآخرين وهما ( اللذان ) في ص والقمر بالمد والتسهيل ، وهو الوجه الثاني في " التيسير " ، وبه قرأ
الداني على
أبي الحسن ، وبه قطع في " التذكرة " ، وكذلك في " الهداية " ، و " الهادي " ، و " التبصرة " ، و " تلخيص العبارات " ، و " العنوان " ، وجمهور
المغاربة . وهو الوجه الثاني في " الكافي " ، وهذه الثلاثة الأوجه في " الشاطبية " ، وانفرد
الداني من قراءته على
أبي الفتح من طريق
الحلواني أيضا بوجه رابع ، وهو تسهيل الهمزة الثانية مع المد في الثلاثة ، وانفرد أيضا
الكارزيني عن
الشنبوذي من طريق
الجمال عن
الحلواني أيضا بالمد مع التحقيق في آل عمران والقمر ، وبالقصر مع التحقيق في ص ، فيصير له الخلاف في الثلاثة على خمسة أوجه ، والله أعلم .
وأما الموضع المختلف فيه من هذا الباب فهو ( أأشهدوا خلقهم ) في الزخرف ، فقرأ
نافع وأبو جعفر بهمزتين : الأولى مفتوحة ، والثانية مضمومة ، مع إسكان الشين ، كما سنذكره في سورته إن شاء الله تعالى ، وسهلا الهمزة الثانية بين بين على أصلهما ، وفصل بينهما بألف
أبو جعفر على أصله ، واختلف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون أيضا ، فرواه بالمد ممن روى المد في أخواته الحافظ
أبو عمرو من قراءته على
أبي الفتح من طريق
أبي نشيط وأبو بكر بن مهران من الطريقين ، وقطع به
nindex.php?page=showalam&ids=15963سبط الخياط في " المبهج "
لأبي نشيط ، وكذلك
الهذلي من جميع طرقه ، وبه قطع
أبو العز وابن سوار للحلواني من غير طريق
الحمامي ، وروى عنه القصر كل من روى عنه القصر في أخواته ، ولم يذكر في " الهداية " ، و " الهادي " ، و " التبصرة " ، و " الكافي " ، و " التلخيص " ، و " غاية الاختصار " ، و " التذكرة " ، وأكثر المؤلفين سواه ، وبه قرأ
الداني على
أبي الحسن ، وهو في " المبهج " ، و " المستنير " ، و " الكفاية " ، وغيرها ، عن
أبي نشيط ، وقطع به
nindex.php?page=showalam&ids=15963سبط الخياط [ ص: 377 ] في " كفايته " من الطريقين ، والوجهان جميعا عن
أبي نشيط في " التيسير " ، و " الشاطبية " ، و " الإعلان " ، وغيرها . فهذه ضروب همزة القطع وأقسامها وأحكامها .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28951همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على قسمين : مفتوحة ومكسورة . فالمفتوحة أيضا على ضربين : ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام ، وضرب اختلفوا فيه ، فالضرب الأول المتفق عليه ثلاث كلمات في ستة مواضع
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143آلذكرين في موضعي الأنعام
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51آلآن وقد في موضعي يونس
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59آلله أذن لكم في يونس
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59آلله خير في النمل ، فأجمعوا على عدم حذفها وإثباتها مع همزة الاستفهام فرقا بين الاستفهام والخبر ، وأجمعوا على عدم تحقيقها لكونها همزة وصل ، وهمزة الوصل لا تثبت إلا ابتداء ، وأجمعوا على تليينها .
واختلفوا في كيفيته ، فقال كثير منهم : تبدل ألفا خالصة . وجعلوا الإبدال لازما لها كما يلزم إبدال الهمزة إذا وجب تخفيفها في سائر الأحوال . قال
الداني : هذا قول أكثر النحويين . وهو قياس ما رواه
المصريون أداء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش ، عن
نافع ، يعني في نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6أأنذرتهم وبه قرأ
الداني على شيخه
أبي الحسن ، وبه قرأنا من طريق " التذكرة " ، و " الهادي " ، و " الهداية " ، و " الكافي " ، و " التبصرة " ، و " التجريد " ، و " الروضة " ، و " المستنير " و " التذكار " ، والإرشادين ، والغايتين ، وغير ذلك من جلة المغاربة والمشارقة ، وهو أحد الوجهين في " التيسير " ، و " الشاطبية " ، و " الإعلان " ، واختاره
أبو القاسم الشاطبي ، وقال آخرون : تسهل بين بين ؛ لثبوتها في حال الوصل وتعذر حذفها فيه ، فهي كالهمزة اللازمة ، وليس إلى تخفيفها سبيل ، فوجب أن تسهل بين بين قياسا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليتهن همزة الاستفهام . قال
الداني في " الجامع " : والقولان جيدان . وقال في غيره : إن هذا القول هو الأوجه في تسهيل هذه الهمزة ، قال : لقيامها في الشعر مقام المتحركة ، ولو كانت مبدلة لقامت فيه مقام الساكن المحض . قال : ولو كان كذلك لانكسر هذا البيت :
أألحق أن دار الرباب تباعدت أو انبت حبل أن قلبك طائر
[ ص: 378 ] ( قلت ) : وبه قرأ
الداني على شيخه ، وهو مذهب
أبي طاهر إسماعيل بن خلف صاحب " العنوان " وشيخه
عبد الجبار الطرسوسي صاحب " المجتبى " ، والوجه الثاني في " التيسير " و " الشاطبية " ، و " الإعلان " ، وأجمع من أجاز تسهيلها عنهم أنه لا يجوز إدخال ألف بينهما وبين همزة الاستفهام كما يجوز في همزة القطع ؛ لضعفها عن همزة القطع . والضرب الثاني المختلف فيه حرف واحد وهو ( به أالسحر ) في يونس ، فقرأه
أبو عمرو وأبو جعفر بالاستفهام ، فيجوز لكل واحد منها الوجهان المتقدمان من البدل والتسهيل على ما تقدم في الكلم الثلاث ، ولا يجوز لهما الفصل فيه بالألف كما يجوز فيها ، وقرأ الباقون بهمزة وصل على الخبر ، فتسقط وصلا ، وتحذف ياء الصلة في الهاء قبلها لالتقاء الساكنين .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=28951همزة الوصل المكسورة الواقعة بعد همزة الاستفهام فإنها تحذف في الدرج بعدها من أجل عدم الالتباس ، ويؤتى بهمزة الاستفهام وحدها نحو قوله تعالى : أفترى على الله كذبا أستغفرت لهم أصطفى البنات أتخذناهم سخريا على اختلاف في بعضها يأتي مستوفى في موضعه إن شاء الله تعالى ، فهذه أقسام الهمزتين ؛ الأولى منهما همزة استفهام ، وأما إذا كانت الأولى لغير استفهام فإن الثانية منهما تكون متحركة وساكنة ، فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر ، وهي كلمة واحدة في خمسة مواضع
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12أئمة " في التوبة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12فقاتلوا أئمة الكفر وفي الأنبياء
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73أئمة يهدون بأمرنا وفي القصص
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونجعلهم أئمة وفيها
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=41وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار وفي السجدة
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وجعلنا منهم أئمة فحقق الهمزتين جميعا في الخمسة
ابن عامر وعاصم وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وخلف وروح . وسهل الثانية فيها الباقون ، وهم :
نافع وأبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر ورويس ، وانفرد
ابن مهران ، عن
روح بتسهيلها مع من سهل ، فخالف سائر الرواة عنه ، واختلف عنهم في كيفية تسهيلها ، فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنها تجعل بين بين كما هي في سائر باب الهمزتين من كلمة ، وبهذا ورد النص عن
الأصبهاني ، عن أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش ، فإنه
[ ص: 379 ] قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12أئمة بنبرة واحدة وبعدها إشمام الياء ، وعلى هذا الوجه نص
طاهر بن سوار ،
والهذلي وأبو علي البغدادي وابن الفحام الصقلي والحافظ أبو العلاء وأبو محمد سبط الخياط وأبو العباس المهدوي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13222وابن سفيان وأبو العز في كفايته ،
ومكي في تبصرته ،
وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم ، وهو معنى قول صاحب " التيسير " و " التذكرة " ، وغيرهما بياء مختلسة الكسرة ، ومعنى قول
ابن مهران بهمزة واحدة غير ممدودة . وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة ، نص على ذلك
أبو عبد الله بن شريح في كافيه ،
وأبو العز القلانسي في إرشاده ، وسائر الواسطيين ، وبه قرأت من طريقهم . قال
أبو محمد بن مؤمن في كنزه : إن جماعة من المحققين يجعلونها ياء خالصة ، وأشار إليه
أبو محمد مكي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12111والداني في " جامع البيان " ،
والحافظ أبو العلاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=14563والشاطبي ، وغيرهم أنه مذهب النحاة .
( قلت ) : وقد اختلف النحاة أيضا في تحقيق هذه الياء أيضا وكيفية تسهيلها . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني في باب
nindex.php?page=treesubj&link=28951شواذ الهمز من كتاب الخصائص له : ومن شاذ الهمز عندنا قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12أئمة بالتحقيق فيها ، فالهمزتان لا تلتقيان في كلمة واحدة ، إلا أن يكونا عينين نحو ( سال ) و سار و جار فأما التقاؤهما على التحقيق من كلمتين فضعيف عندنا وليس لحنا ، ثم قال : لكن التقاؤهما في كلمة واحدة غير عينين لحن ، إلا ما شذ مما حكيناه في خطاء وبابه .
( قلت ) : ولما ذكر
أبو علي الفارسي التحقيق قال : وليس بالوجه ؛ لأنا لا نعلم أحدا ذكر التحقيق في
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31آدم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=102وآخر ونحو ذلك . فكذا ينبغي في القياس
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12أئمة .
( قلت ) : يشير إلى أن أصلها أأيمة على وزن أفعلة جمع إمام ، فنقل حركة الميم إلى الهمزة الساكنة قبلها من أجل الإدغام ؛ لاجتماع المثلين ، فكان الأصل الإبدال من أجل السكون ; ولذلك نص أكثر النحاة على إبدال الياء كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في المفصل ، قال
أبو شامة : ووجهه النظر إلى أصل الهمزة ، وهو السكون ، وذلك يقتضي الإبدال مطلقا . قال : وتعينت الياء لانكسارها الآن ، فأبدلت ياء مكسورة ، ومنع كثير منهم تسهيلها بين بين ، قالوا : لأنها تكون بذلك في حكم
[ ص: 380 ] الهمزة ، ألا ترى أن الأصل عند العرب في اسم الفاعل من جاء جائي فقلبوا الهمزة الثانية ياء محضة ؛ لانكسار ما قبلها ، ثم إن
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري خالف النحاة في ذلك واختار تسهيلها بين بين عملا بقول من حققها كذلك من أئمة القراء ، فقال في " الكشاف " من سورة التوبة عند ذكر " أئمة " : فإن قلت : كيف لفظ أئمة ؟
( قلت ) : همزة بعدها همزة بين بين ، أي : بين مخرج الهمزة والياء ، قال : وتحقيق الهمزتين قراءة مشهورة ، وإن لم تكن بمقبولة عند
البصريين ، قال : وأما التصريح بالياء فليس بقراءة ، ولا يجوز أن تكون ، ومن صرح به فهو لاحن محرف .
( قلت ) : وهذا مبالغة منه ، والصحيح ثبوت كل الوجوه الثلاثة أعني التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب ، وصحته في الرواية كما ذكرناه عمن تقدم ، ولكل وجه في العربية سائغ قبوله ، والله أعلم .
واختلفوا في إدخال الألف فصلا بين الهمزتين من هذه الكلمة من حقق منهم ومن سهل . فقرأ
أبو جعفر بإدخال الألف بينهما على أصله في باب الهمزتين من كلمة ، هذا مع تسهيله الثانية ، وافقه
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش من طريق
الأصبهاني على ذلك في الثاني من القصص وفي السجدة ، نص على ذلك
الأصبهاني في كتابه ، وهو المأخوذ به من جميع طرقه . وانفرد
النهرواني عن
هبة الله ، عنه ، من طريق
أبي علي العطار بالفصل في الأنبياء ، فخالف سائر الرواة عنه ، وانفرد أيضا
ابن مهران ، عن
هبة الله ، عنه ، فلم يدخل ألفا بين الهمزتين بموضع ، فخالف فيه سائر المؤلفين ، والله أعلم .
واختلف عن
هشام ، فروى عنه المد من طريق
ابن عبدان وغيره ، عن
الحلواني أبو العز ، وقطع به للحلواني جمهور
العراقيين كابن سوار ،
وابن شيطا وابن فارس وغيرهم وقطع به
لهشام من طرقه
الحافظ أبو العلاء ، وفي " التيسير " قراءته على
أبي الفتح - يعني عن غير طريق
ابن عبدان - وأما من طريق
ابن عبدان فلم يقرأ عليه إلا بالقصر ، كما صرح بذلك في " جامع البيان " ، وهذا من جملة ما وقع له فيه خلط طريق بطريق ، وفي " التجريد " من قراءته على
عبد الباقي يعني من طريق
الجمال ، عن
الحلواني ، وفي " المبهج " سوى بينه وبين
[ ص: 381 ] سائر الباب ، فيكون له من طريق
الشذائي ، عن
الحلواني والداجوني وغيرهما . وروى القصر
ابن سفيان والمهدوي nindex.php?page=showalam&ids=13269وابن شريح وابنا
غلبون ،
ومكي ، وصاحب " العنوان " ، وجمهور
المغاربة ، وبه قرأ
الداني على
أبي الحسن ، وعلى
أبي الفتح من طريق
ابن عبدان ، وفي " التجريد " من غير طريق
الجمال ، وهو في " المبهج " من طرقه .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28951الْهَمْزَةُ الْمَضْمُومَةُ فَلَمْ تَأْتِ إِلَّا بَعْدَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ ، وَأَتَتْ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا ، وَوَاحِدٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ . فَالْمَوَاضِعُ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهَا فِي آلِ عِمْرَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=15قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ ) وَفِي ص : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=8أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ ) ، وَفِي الْقَمَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ فَسَهَّلَ الْهَمْزَةَ الثَّانِيَةَ فِيهَا
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَرُوَيْسٌ ، وَحَقَّقَهَا الْبَاقُونَ ، وَفَصَلَ بَيْنَهُمَا بِأَلِفٍ
أَبُو جَعْفَرٍ ، وَاخْتُلِفَ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو وَقَالُونَ وَهِشَامٍ ، أَمَّا
أَبُو عَمْرٍو فَرَوَى عَنْهُ الْفَصْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=12111أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي " جَامِعِ الْبَيَانِ " ، وَقَوَّاهُ بِالْقِيَاسِ وَبِنُصُوصِ الرُّوَاةِ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو وَأَبِي شُعَيْبٍ وَأَبِي حَمْدُونَ وَأَبِي خَلَّادٍ وَأَبِي الْفَتْحِ الْمَوْصِلِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16974وَمُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ ، وَغَيْرِهِمْ ، حَيْثُ قَالُوا عَنِ
الْيَزِيدِيِّ ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : إِنَّهُ كَانَ يَهْمِزُ بِالِاسْتِفْهَامِ هَمْزَةً وَاحِدَةً مَمْدُودَةً ، قَالُوا : وَلِذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ بِكُلِّ هَمْزَتَيْنِ الْتَقَتَا فَيُصَيِّرُهُمَا وَاحِدَةً ، وَيَمُدُّ إِحْدَاهُمَا مِثْلَ : ( أَيِذَا ) ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60أَإِلَهٌ ، وَ ( أَيِنَّكُمْ ) ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85أَنْتُمْ وَشِبْهِهِ ، وَقَالَ
الدَّانِيُّ : فَهَذَا يُوجِبُ أَنْ يَمُدَّ إِذَا دَخَلَتْ هَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ عَلَى هَمْزَةٍ مَضْمُومَةٍ إِذَا لَمْ يَسْتَثْنُوا ذَلِكَ ، وَجَعَلُوا الْمَدَّ سَائِغًا فِي الِاسْتِفْهَامِ كُلِّهِ ، وَإِنْ لَمْ يُدْرِجُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فِي التَّمْثِيلِ فَالْقِيَاسُ فِيهِ جَارٍ ، وَالْمَدُّ فِيهِ مُطَّرِدٌ . انْتَهَى . وَقَدْ نَصَّ عَلَى الْفَصْلِ
لِلدُّورِيِّ عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ
ابْنِ فَرَحٍ أَبُو الْقَاسِمِ الصَّفْرَاوِيُّ ،
[ ص: 375 ] وَلِلسُّوسِيِّ مِنْ طَرِيقِ
ابْنِ حَبَشٍ ،
ابْنُ سَوَّارٍ وَأَبُو الْعِزِّ ، وَصَاحِبُ " التَّجْرِيدِ " ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، وَالْوَجْهَانِ
لِلسُّوسِيِّ أَيْضًا فِي " الْكَافِي " وَ " التَّبْصِرَةِ " ، وَقَطَعَ بِهِ
لِلسُّوسِيِّ ابْنُ بَلِّيمَةَ وَأَبُو الْعَلَاءِ الْحَافِظُ ، وَرَوَى الْقَصْرَ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو جُمْهُورُ أَهْلِ الْأَدَاءِ مِنَ
الْعِرَاقِيِّينَ وَالْمَغَارِبَةِ وَغَيْرِهِمْ ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي " التَّيْسِيرِ " غَيْرَهُ ، وَذَكَرَ عَنْهُ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا
أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيُّ وَأَبُو الْكَرَمِ الشَّهْرَزُورِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14650وَالصَّفْرَاوِيُّ أَيْضًا ، وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونُ فَرَوَى عَنْهُ الْمَدَّ مِنْ طَرِيقَيْ
أَبِي نَشِيطٍ ،
وَالْحُلْوَانِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=12111وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى
أَبِي الْحَسَنِ ، وَعَنْ
أَبِي نَشِيطٍ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى
أَبِي الْفَتْحِ ، وَقَطَعَ بِهِ لَهُ فِي " التَّيْسِيرِ " ، وَ " الشَّاطِبِيَّةِ " ، وَ " الْهَادِي " ، وَ " الْهِدَايَةِ " ، وَ " الْكَافِي " ، وَ " التَّبْصِرَةِ " ، وَ " تَلْخِيصِ الْعِبَارَاتِ بِلَطِيفِ الْإِشَارَاتِ " ، وَرَوَاهُ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ عَنْهُ صَاحِبُ " التَّذْكِرَةِ " ،
وَأَبُو عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ ،
وَابْنُ سَوَّارٍ وَالْقَلَانِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مِهْرَانَ وَأَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ ،
وَالْهُذَلِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ فِي " الْمُبْهِجِ " ، وَأَمَّا فِي " الْكِفَايَةِ " فَقَطَعَ بِهِ
لِلْحَلْوَانِيِّ فَقَطْ ، وَالْجُمْهُورُ مِنْ أَهْلِ الْأَدَاءِ عَلَى الْفَصْلِ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ ، وَبِهِ قَرَأَ صَاحِبُ " التَّجْرِيدِ "
عَلَى الْفَارِسِيِّ وَالْمَالِكِيِّ ، وَرَوَى عَنْهُ الْقَصْرَ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12835أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْفَحَّامِ فِي تَجْرِيدِهِ ، مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى
عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ فَارِسٍ قَالَ : وَلَمْ يَذْكُرْ عَنْهُ سِوَى الْقَصْرِ . وَرَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ
أَبِي نَشِيطٍ أَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ فِي كِفَايَتِهِ ، وَرَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ
الْحُلْوَانِيِّ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو فِي الْجَامِعِ ، وَبِهِ قَرَأَ عَلَى
أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ ، وَكَذَا رَوَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونَ الْقَاضِي إِسْمَاعِيلُ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَالشَّحَّامُ فِيمَا ذَكَرَهُ
الدَّانِيُّ وَبِهِ قَطَعَ صَاحِبُ " الْعُنْوَانِ " عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونَ - يَعْنِي مِنْ طَرِيقِ
إِسْمَاعِيلَ - وَأَمَّا
هِشَامٌ فَالْخِلَافُ عَنْهُ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ الْمَذْكُورَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :
( أَحَدُهَا ) التَّحْقِيقُ مَعَ الْمَدِّ فِي الثَّلَاثَةِ ، وَهَذَا أَحَدُ وَجْهَيِ " التَّيْسِيرِ " ، وَبِهِ قَرَأَ
الدَّانِيُّ عَلَى
أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ - يَعْنِي مِنْ طَرِيقِ
ابْنِ عَبْدَانَ - عَنِ
الْحُلْوَانِيِّ ، وَفِي كِفَايَةِ
أَبِي الْعِزِّ أَيْضًا ، وَكَذَا فِي كَامِلِ
الْهُذَلِيِّ ، وَفِي " التَّجْرِيدِ " مِنْ طَرِيقِ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَمَّالِ عَنِ
الْحُلْوَانِيِّ ، وَقَطَعَ بِهِ
ابْنُ سَوَّارٍ وَالْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ ،
لِلْحَلْوَانِيِّ ، عَنْهُ .
( ثَانِيهَا ) التَّحْقِيقُ مَعَ الْقَصْرِ فِي الثَّلَاثَةِ ، وَهُوَ أَحَدُ وَجْهَيِ " الْكَافِي " ، وَهُوَ الَّذِي
[ ص: 376 ] قَطَعَ بِهِ الْجُمْهُورُ لَهُ مِنْ طَرِيقِ
الدَّاجُونِيِّ ، عَنْ أَصْحَابِهِ ، عَنْ
هِشَامٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13244كَأَبِي طَاهِرِ بْنِ سَوَّارٍ وَأَبِي عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيِّ ، وَصَاحِبِ " الرَّوْضَةِ " ،
وَابْنِ الْفَحَّامِ صَاحِبِ " التَّجْرِيدِ " ،
وَأَبِي الْعِزِّ الْقَلَانِسِيِّ وَأَبِي الْعَلَاءِ الْهَمَذَانِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15963وَسِبْطِ الْخَيَّاطِ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ .
( ثَالِثُهَا ) التَّفْصِيلُ . فَفِي الْحَرْفِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ الَّذِي فِي آلِ عِمْرَانَ بِالْقَصْرِ وَالتَّحْقِيقِ ، وَفِي الْحَرْفَيْنِ الْآخَرَيْنِ وَهُمَا ( اللَّذَانِ ) فِي ص وَالْقَمَرِ بِالْمَدِّ وَالتَّسْهِيلِ ، وَهُوَ الْوَجْهُ الثَّانِي فِي " التَّيْسِيرِ " ، وَبِهِ قَرَأَ
الدَّانِيُّ عَلَى
أَبِي الْحَسَنِ ، وَبِهِ قَطَعَ فِي " التَّذْكِرَةِ " ، وَكَذَلِكَ فِي " الْهِدَايَةِ " ، وَ " الْهَادِي " ، وَ " التَّبْصِرَةِ " ، وَ " تَلْخِيصِ الْعِبَارَاتِ " ، وَ " الْعُنْوَانِ " ، وَجُمْهُورُ
الْمَغَارِبَةِ . وَهُوَ الْوَجْهُ الثَّانِي فِي " الْكَافِي " ، وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ الْأَوْجُهِ فِي " الشَّاطِبِيَّةِ " ، وَانْفَرَدَ
الدَّانِيُّ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى
أَبِي الْفَتْحِ مِنْ طَرِيقِ
الْحُلْوَانِيِّ أَيْضًا بِوَجْهٍ رَابِعٍ ، وَهُوَ تَسْهِيلُ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ مَعَ الْمَدِّ فِي الثَّلَاثَةِ ، وَانْفَرَدَ أَيْضًا
الْكَارَزِينِيُّ عَنِ
الشَّنَبُوذِيِّ مِنْ طَرِيقِ
الْجَمَّالِ عَنِ
الْحُلْوَانِيِّ أَيْضًا بِالْمَدِّ مَعَ التَّحْقِيقِ فِي آلِ عِمْرَانَ وَالْقَمَرِ ، وَبِالْقَصْرِ مَعَ التَّحْقِيقِ فِي ص ، فَيَصِيرُ لَهُ الْخِلَافُ فِي الثَّلَاثَةِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَأَمَّا الْمَوْضِعُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَهُوَ ( أَأُشْهِدُوا خَلْقَهُمْ ) فِي الزُّخْرُفِ ، فَقَرَأَ
نَافِعٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ بِهَمْزَتَيْنِ : الْأُولَى مَفْتُوحَةٌ ، وَالثَّانِيَةُ مَضْمُومَةٌ ، مَعَ إِسْكَانِ الشِّينِ ، كَمَا سَنَذْكُرُهُ فِي سُورَتِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَسَهَّلَا الْهَمْزَةَ الثَّانِيَةَ بَيْنَ بَيْنَ عَلَى أَصْلِهِمَا ، وَفَصَلَ بَيْنِهِمَا بِأَلِفٍ
أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى أَصْلِهِ ، وَاخْتُلِفَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونَ أَيْضًا ، فَرَوَاهُ بِالْمَدِّ مِمَّنْ رَوَى الْمَدَّ فِي أَخَوَاتِهِ الْحَافِظُ
أَبُو عَمْرٍو مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى
أَبِي الْفَتْحِ مِنْ طَرِيقِ
أَبِي نَشِيطٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مِهْرَانَ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ ، وَقَطَعَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15963سِبْطُ الْخَيَّاطِ فِي " الْمُبْهِجِ "
لِأَبِي نَشِيطٍ ، وَكَذَلِكَ
الْهُذَلِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ ، وَبِهِ قَطَعَ
أَبُو الْعِزِّ وَابْنُ سَوَّارٍ لِلْحُلْوَانِيِّ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ
الْحَمَّامِيِّ ، وَرَوَى عَنْهُ الْقَصْرَ كُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ الْقَصْرَ فِي أَخَوَاتِهِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي " الْهِدَايَةِ " ، وَ " الْهَادِي " ، وَ " التَّبْصِرَةِ " ، وَ " الْكَافِي " ، وَ " التَّلْخِيصِ " ، وَ " غَايَةِ الِاخْتِصَارِ " ، وَ " التَّذْكِرَةِ " ، وَأَكْثَرُ الْمُؤَلِّفِينَ سِوَاهُ ، وَبِهِ قَرَأَ
الدَّانِيُّ عَلَى
أَبِي الْحَسَنِ ، وَهُوَ فِي " الْمُبْهِجِ " ، وَ " الْمُسْتَنِيرِ " ، وَ " الْكِفَايَةِ " ، وَغَيْرِهَا ، عَنْ
أَبِي نَشِيطٍ ، وَقَطَعَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15963سِبْطُ الْخَيَّاطِ [ ص: 377 ] فِي " كِفَايَتِهِ " مِنَ الطَّرِيقَيْنِ ، وَالْوَجْهَانِ جَمِيعًا عَنْ
أَبِي نَشِيطٍ فِي " التَّيْسِيرِ " ، وَ " الشَّاطِبِيَّةِ " ، وَ " الْإِعْلَانِ " ، وَغَيْرِهَا . فَهَذِهِ ضُرُوبُ هَمْزَةِ الْقَطْعِ وَأَقْسَامُهَا وَأَحْكَامُهَا .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28951هَمْزَةُ الْوَصْلِ الْوَاقِعَةُ بَعْدَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ فَتَأْتِي عَلَى قِسْمَيْنِ : مَفْتُوحَةٌ وَمَكْسُورَةٌ . فَالْمَفْتُوحَةُ أَيْضًا عَلَى ضَرْبَيْنِ : ضَرْبٌ اتَّفَقُوا عَلَى قِرَاءَتِهِ بِالِاسْتِفْهَامِ ، وَضَرْبٌ اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَالضَّرْبُ الْأَوَّلُ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143آلذَّكَرَيْنِ فِي مَوْضِعَيِ الْأَنْعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51آلْآنَ وَقَدْ فِي مَوْضِعَيِ يُونُسَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=59آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ فِي يُونُسَ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=59آللَّهُ خَيْرٌ فِي النَّمْلِ ، فَأَجْمَعُوا عَلَى عَدَمِ حَذْفِهَا وَإِثْبَاتِهَا مَعَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ فَرْقًا بَيْنَ الِاسْتِفْهَامِ وَالْخَبَرِ ، وَأَجْمَعُوا عَلَى عَدَمِ تَحْقِيقِهَا لِكَوْنِهَا هَمْزَةَ وَصْلٍ ، وَهَمْزَةُ الْوَصْلِ لَا تَثْبُتُ إِلَّا ابْتِدَاءً ، وَأَجْمَعُوا عَلَى تَلْيِينِهَا .
وَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّتِهِ ، فَقَالَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ : تُبْدَلُ أَلِفًا خَالِصَةً . وَجَعَلُوا الْإِبْدَالَ لَازِمًا لَهَا كَمَا يَلْزَمُ إِبْدَالُ الْهَمْزَةِ إِذَا وَجَبَ تَخْفِيفُهَا فِي سَائِرِ الْأَحْوَالِ . قَالَ
الدَّانِيُّ : هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ النَّحْوِيِّينَ . وَهُوَ قِيَاسُ مَا رَوَاهُ
الْمِصْرِيُّونَ أَدَاءً ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٍ ، عَنْ
نَافِعٍ ، يَعْنِي فِي نَحْوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6أَأَنْذَرْتَهُمْ وَبِهِ قَرَأَ
الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ
أَبِي الْحَسَنِ ، وَبِهِ قَرَأْنَا مِنْ طَرِيقِ " التَّذْكِرَةِ " ، وَ " الْهَادِي " ، وَ " الْهِدَايَةِ " ، وَ " الْكَافِي " ، وَ " التَّبْصِرَةِ " ، وَ " التَّجْرِيدِ " ، وَ " الرَّوْضَةِ " ، وَ " الْمُسْتَنِيرِ " وَ " التَّذْكَارِ " ، وَالْإِرْشَادَيْنِ ، وَالْغَايَتَيْنِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ جُلَّةِ الْمَغَارِبَةِ وَالْمَشَارِقَةِ ، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي " التَّيْسِيرِ " ، وَ " الشَّاطِبِيَّةِ " ، وَ " الْإِعْلَانِ " ، وَاخْتَارَهُ
أَبُو الْقَاسِمِ الشَّاطِبِيُّ ، وَقَالَ آخَرُونَ : تُسَهَّلُ بَيْنَ بَيْنَ ؛ لِثُبُوتِهَا فِي حَالِ الْوَصْلِ وَتَعَذُّرِ حَذْفِهَا فِيهِ ، فَهِيَ كَالْهَمْزَةِ اللَّازِمَةِ ، وَلَيْسَ إِلَى تَخْفِيفِهَا سَبِيلٌ ، فَوَجَبَ أَنْ تُسَهَّلَ بَيْنَ بَيْنَ قِيَاسًا عَلَى سَائِرِ الْهَمَزَاتِ الْمُتَحَرِّكَاتُ بِالْفَتْحِ إِذَا وَلِيَتْهُنَّ هَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ . قَالَ
الدَّانِيُّ فِي " الْجَامِعِ " : وَالْقَوْلَانِ جَيِّدَانِ . وَقَالَ فِي غَيْرِهِ : إِنَّ هَذَا الْقَوْلَ هُوَ الْأَوْجَهُ فِي تَسْهِيلِ هَذِهِ الْهَمْزَةِ ، قَالَ : لِقِيَامِهَا فِي الشِّعْرِ مَقَامَ الْمُتَحَرِّكَةِ ، وَلَوْ كَانَتْ مُبْدَلَةً لَقَامَتْ فِيهِ مَقَامَ السَّاكِنِ الْمَحْضِ . قَالَ : وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَانْكَسَرَ هَذَا الْبَيْتُ :
أَأَلْحَقُّ أَنَّ دَارَ الرَّبَابِ تَبَاعَدَتْ أَوِ انْبَتَّ حَبْلٌ أَنَّ قَلْبَكَ طَائِرُ
[ ص: 378 ] ( قُلْتُ ) : وَبِهِ قَرَأَ
الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ ، وَهُوَ مَذْهَبُ
أَبِي طَاهِرٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَلَفٍ صَاحِبِ " الْعُنْوَانِ " وَشَيْخِهِ
عَبْدِ الْجَبَّارِ الطَّرَسُوسِيِّ صَاحِبِ " الْمُجْتَبَى " ، وَالْوَجْهُ الثَّانِي فِي " التَّيْسِيرِ " وَ " الشَّاطِبِيَّةِ " ، وَ " الْإِعْلَانِ " ، وَأَجْمَعَ مَنْ أَجَازَ تَسْهِيلَهَا عَنْهُمْ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ إِدْخَالُ أَلِفٍ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ كَمَا يَجُوزُ فِي هَمْزَةِ الْقَطْعِ ؛ لِضَعْفِهَا عَنْ هَمْزَةِ الْقَطْعِ . وَالضَّرْبُ الثَّانِي الْمُخْتَلَفِ فِيهِ حَرْفٌ وَاحِدٌ وَهُوَ ( بِهِ أَالسِّحْرُ ) فِي يُونُسَ ، فَقَرَأَهُ
أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ بِالِاسْتِفْهَامِ ، فَيَجُوزُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا الْوَجْهَانِ الْمُتَقَدِّمَانِ مِنَ الْبَدَلِ وَالتَّسْهِيلِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي الْكَلِمِ الثَّلَاثِ ، وَلَا يَجُوزُ لَهُمَا الْفَصْلُ فِيهِ بِالْأَلِفِ كَمَا يَجُوزُ فِيهَا ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِهَمْزَةِ وَصْلٍ عَلَى الْخَبَرِ ، فَتَسْقُطُ وَصْلًا ، وَتُحْذَفُ يَاءُ الصِّلَةِ فِي الْهَاءِ قَبْلَهَا لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28951هَمْزَةُ الْوَصْلِ الْمَكْسُورَةُ الْوَاقِعَةُ بَعْدَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ فَإِنَّهَا تُحْذَفُ فِي الدَّرْجِ بَعْدَهَا مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الِالْتِبَاسِ ، وَيُؤْتَى بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ وَحْدَهَا نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى : أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا عَلَى اخْتِلَافٍ فِي بَعْضِهَا يَأْتِي مُسْتَوْفًى فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، فَهَذِهِ أَقْسَامُ الْهَمْزَتَيْنِ ؛ الْأُولَى مِنْهُمَا هَمْزَةُ اسْتِفْهَامٍ ، وَأَمَّا إِذَا كَانَتِ الْأُولَى لِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ فَإِنَّ الثَّانِيَةَ مِنْهُمَا تَكُونُ مُتَحَرِّكَةً وَسَاكِنَةً ، فَالْمُتَحَرِّكَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالْكَسْرِ ، وَهِيَ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12أَئِمَّةَ " فِي التَّوْبَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ وَفِي الْأَنْبِيَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=73أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَفِي الْقَصَصِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَفِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=41وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَفِي السَّجْدَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=24وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً فَحَقَّقَ الْهَمْزَتَيْنِ جَمِيعًا فِي الْخَمْسَةِ
ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَرَوْحٌ . وَسَهَّلَ الثَّانِيَةَ فِيهَا الْبَاقُونَ ، وَهُمْ :
نَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَرُوَيْسٌ ، وَانْفَرَدَ
ابْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ
رَوْحٍ بِتَسْهِيلِهَا مَعَ مَنْ سَهَّلَ ، فَخَالَفَ سَائِرَ الرُّوَاةِ عَنْهُ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُمْ فِي كَيْفِيَّةِ تَسْهِيلِهَا ، فَذَهَبَ الْجُمْهُورُ مِنْ أَهْلِ الْأَدَاءِ إِلَى أَنَّهَا تُجْعَلُ بَيْنَ بَيْنَ كَمَا هِيَ فِي سَائِرِ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ ، وَبِهَذَا وَرَدَ النَّصُّ عَنِ
الْأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٍ ، فَإِنَّهُ
[ ص: 379 ] قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12أَئِمَّةَ بِنَبْرَةٍ وَاحِدَةٍ وَبَعْدَهَا إِشْمَامُ الْيَاءِ ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ نَصَّ
طَاهِرُ بْنُ سَوَّارٍ ،
وَالْهُذَلِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ وَابْنُ الْفَحَّامِ الصَّقَلِّيُّ وَالْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ سِبْطُ الْخَيَّاطِ وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13222وَابْنُ سُفْيَانَ وَأَبُو الْعِزِّ فِي كِفَايَتِهِ ،
وَمَكِّيٌّ فِي تَبْصِرَتِهِ ،
وَأَبُو الْقَاسِمِ الشَّاطِبِيُّ وَغَيْرُهُمْ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ صَاحِبِ " التَّيْسِيرِ " وَ " التَّذْكِرَةِ " ، وَغَيْرِهِمَا بِيَاءٍ مُخْتَلَسَةِ الْكَسْرَةِ ، وَمَعْنَى قَوْلِ
ابْنِ مِهْرَانَ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ غَيْرِ مَمْدُودَةٍ . وَذَهَبَ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى أَنَّهَا تُجْعَلُ يَاءً خَالِصَةً ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ شُرَيْحٍ فِي كَافِيهِ ،
وَأَبُو الْعِزِّ الْقَلَانِسِيُّ فِي إِرْشَادِهِ ، وَسَائِرُ الْوَاسِطِيِّينَ ، وَبِهِ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقِهِمْ . قَالَ
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُؤْمِنٍ فِي كَنْزِهِ : إِنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْمُحَقِّقِينَ يَجْعَلُونَهَا يَاءً خَالِصَةً ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ
أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيٌّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12111وَالدَّانِيُّ فِي " جَامِعِ الْبَيَانِ " ،
وَالْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14563وَالشَّاطِبِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ أَنَّهُ مَذْهَبُ النُّحَاةِ .
( قُلْتُ ) : وَقَدِ اخْتَلَفَ النُّحَاةُ أَيْضًا فِي تَحْقِيقِ هَذِهِ الْيَاءِ أَيْضًا وَكَيْفِيَّةِ تَسْهِيلِهَا . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّيٍّ فِي بَابِ
nindex.php?page=treesubj&link=28951شَوَاذِّ الْهَمْزِ مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ لَهُ : وَمِنْ شَاذِّ الْهَمْزِ عِنْدَنَا قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12أَئِمَّةَ بِالتَّحْقِيقِ فِيهَا ، فَالْهَمْزَتَانِ لَا تَلْتَقِيَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَا عَيْنَيْنِ نَحْوُ ( سَالَ ) وَ سَارَ وَ جَارٌ فَأَمَّا الْتِقَاؤُهُمَا عَلَى التَّحْقِيقِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ فَضَعِيفٌ عِنْدَنَا وَلَيْسَ لَحْنًا ، ثُمَّ قَالَ : لَكِنِ الْتِقَاؤُهُمَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ غَيْرَ عَيْنَيْنِ لَحْنٌ ، إِلَّا مَا شَذَّ مِمَّا حَكَيْنَاهُ فِي خَطَّاءٍ وَبَابِهِ .
( قُلْتُ ) : وَلَمَّا ذَكَرَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ التَّحْقِيقَ قَالَ : وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ ؛ لِأَنَّا لَا نَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَ التَّحْقِيقَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31آدَمَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=102وَآخَرَ وَنَحْوِ ذَلِكَ . فَكَذَا يَنْبَغِي فِي الْقِيَاسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=12أَئِمَّةَ .
( قُلْتُ ) : يُشِيرُ إِلَى أَنَّ أَصْلَهَا أَأْيِمَةٌ عَلَى وَزْنِ أَفْعِلَةٍ جَمْعُ إِمَامٍ ، فَنَقَلَ حَرَكَةَ الْمِيمِ إِلَى الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ قَبْلَهَا مِنْ أَجْلِ الْإِدْغَامِ ؛ لِاجْتِمَاعِ الْمِثْلَيْنِ ، فَكَانَ الْأَصْلُ الْإِبْدَالَ مِنْ أَجْلِ السُّكُونِ ; وَلِذَلِكَ نَصَّ أَكْثَرُ النُّحَاةِ عَلَى إِبْدَالِ الْيَاءِ كَمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْمُفَصَّلِ ، قَالَ
أَبُو شَامَةَ : وَوَجْهُهُ النَّظَرُ إِلَى أَصْلِ الْهَمْزَةِ ، وَهُوَ السُّكُونُ ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي الْإِبْدَالَ مُطْلَقًا . قَالَ : وَتَعَيَّنَتِ الْيَاءُ لِانْكِسَارِهَا الْآنَ ، فَأُبْدِلَتْ يَاءً مَكْسُورَةً ، وَمَنَعَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ تَسْهِيلَهَا بَيْنَ بَيْنَ ، قَالُوا : لِأَنَّهَا تَكُونُ بِذَلِكَ فِي حُكْمِ
[ ص: 380 ] الْهَمْزَةِ ، أَلَا تَرَى أَنَّ الْأَصْلَ عِنْدَ الْعَرَبِ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ مِنْ جَاءٍ جَائِيٌّ فَقَلَبُوا الْهَمْزَةَ الثَّانِيَةَ يَاءً مَحْضَةً ؛ لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا ، ثُمَّ إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيَّ خَالَفَ النُّحَاةَ فِي ذَلِكَ وَاخْتَارَ تَسْهِيلَهَا بَيْنَ بَيْنَ عَمَلًا بِقَوْلِ مَنْ حَقَّقَهَا كَذَلِكَ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ ، فَقَالَ فِي " الْكَشَّافِ " مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ عِنْدَ ذِكْرِ " أَئِمَّةً " : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ لَفْظُ أَئِمَّةٍ ؟
( قُلْتُ ) : هَمْزَةٌ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ بَيْنَ بَيْنَ ، أَيْ : بَيْنَ مَخْرَجِ الْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ ، قَالَ : وَتَحْقِيقُ الْهَمْزَتَيْنِ قِرَاءَةٌ مَشْهُورَةٌ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ بِمَقْبُولَةٍ عِنْدَ
الْبَصْرِيِّينَ ، قَالَ : وَأَمَّا التَّصْرِيحُ بِالْيَاءِ فَلَيْسَ بِقِرَاءَةٍ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ، وَمَنْ صَرَّحَ بِهِ فَهُوَ لَاحِنٌ مُحَرِّفٌ .
( قُلْتُ ) : وَهَذَا مُبَالَغَةٌ مِنْهُ ، وَالصَّحِيحُ ثُبُوتُ كُلِّ الْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ أَعْنِي التَّحْقِيقَ وَبَيْنَ بَيْنَ وَالْيَاءَ الْمَحْضَةَ عَنِ الْعَرَبِ ، وَصِحَّتُهُ فِي الرِّوَايَةِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ عَمَّنْ تَقَدَّمَ ، وَلِكُلٍّ وَجْهٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ سَائِغٌ قَبُولُهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَاخْتَلَفُوا فِي إِدْخَالِ الْأَلِفِ فَصْلًا بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ مَنْ حَقَّقَ مِنْهُمْ وَمَنْ سَهَّلَ . فَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ بِإِدْخَالِ الْأَلِفِ بَيْنَهُمَا عَلَى أَصْلِهِ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ ، هَذَا مَعَ تَسْهِيلِهِ الثَّانِيَةَ ، وَافَقَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٌ مِنْ طَرِيقِ
الْأَصْبَهَانِيِّ عَلَى ذَلِكَ فِي الثَّانِي مِنَ الْقَصَصِ وَفِي السَّجْدَةِ ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ
الْأَصْبَهَانِيُّ فِي كِتَابِهِ ، وَهُوَ الْمَأْخُوذُ بِهِ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ . وَانْفَرَدَ
النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ
هِبَةِ اللَّهِ ، عَنْهُ ، مِنْ طَرِيقِ
أَبِي عَلِيٍّ الْعَطَّارِ بِالْفَصْلِ فِي الْأَنْبِيَاءِ ، فَخَالَفَ سَائِرَ الرُّوَاةِ عَنْهُ ، وَانْفَرَدَ أَيْضًا
ابْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ
هِبَةِ اللَّهِ ، عَنْهُ ، فَلَمْ يُدْخِلْ أَلِفًا بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ بِمَوْضِعٍ ، فَخَالَفَ فِيهِ سَائِرَ الْمُؤَلِّفِينَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَاخْتُلِفَ عَنْ
هِشَامٍ ، فَرَوَى عَنْهُ الْمَدَّ مِنْ طَرِيقِ
ابْنِ عَبْدَانَ وَغَيْرِهِ ، عَنِ
الْحُلْوَانِيِّ أَبُو الْعِزِّ ، وَقَطَعَ بِهِ لِلْحَلْوَانِيِّ جُمْهُورُ
الْعِرَاقِيِّينَ كَابْنِ سَوَّارٍ ،
وَابْنِ شَيْطَا وَابْنِ فَارِسٍ وَغَيْرِهِمْ وَقَطَعَ بِهِ
لِهِشَامٍ مَنْ طُرُقِهِ
الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ ، وَفِي " التَّيْسِيرِ " قِرَاءَتُهُ عَلَى
أَبِي الْفَتْحِ - يَعْنِي عَنْ غَيْرِ طَرِيقِ
ابْنِ عَبْدَانَ - وَأَمَّا مِنْ طَرِيقِ
ابْنِ عَبْدَانَ فَلَمْ يَقْرَأْ عَلَيْهِ إِلَّا بِالْقَصْرِ ، كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ فِي " جَامِعِ الْبَيَانِ " ، وَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَا وَقَعَ لَهُ فِيهِ خَلْطُ طَرِيقٍ بِطَرِيقٍ ، وَفِي " التَّجْرِيدِ " مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى
عَبْدِ الْبَاقِي يَعْنِي مِنْ طَرِيقِ
الْجَمَّالِ ، عَنِ
الْحُلْوَانِيِّ ، وَفِي " الْمُبْهِجِ " سَوَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ
[ ص: 381 ] سَائِرِ الْبَابِ ، فَيَكُونُ لَهُ مِنْ طَرِيقِ
الشَّذَائِيِّ ، عَنِ
الْحُلْوَانِيِّ وَالدَّاجُونِيِّ وَغَيْرِهِمَا . وَرَوَى الْقَصْرَ
ابْنُ سُفْيَانَ وَالْمَهْدَوِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13269وَابْنُ شُرَيْحٍ وَابْنَا
غَلْبُونَ ،
وَمَكِّيٌّ ، وَصَاحِبُ " الْعُنْوَانِ " ، وَجُمْهُورُ
الْمَغَارِبَةِ ، وَبِهِ قَرَأَ
الدَّانِيُّ عَلَى
أَبِي الْحَسَنِ ، وَعَلَى
أَبِي الْفَتْحِ مِنْ طَرِيقِ
ابْنِ عَبْدَانَ ، وَفِي " التَّجْرِيدِ " مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ
الْجَمَّالِ ، وَهُوَ فِي " الْمُبْهِجِ " مِنْ طُرُقِهِ .