الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يعدل في النفقة بيني وبين زوجته الثانية، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ 25 سنة، عندما تزوجنا لم يعطني زوجي ذهبًا أو مهرًا؛ لأنه فقير، وعشت معه على إمكانياته، وصار معنا 3 أولاد.

قبل فترة حصلت بيننا مشكلة صغيرة، وكالعادة ترك البيت، لكنه هذه المرة لم يعد، ورزق بمبلغ من المال، وعندما ذهبت لمصالحته، قال: إنه سيتزوج، ورفع دعوى لطلاقي، قمت بمصالحته، وطلبت منه الرجوع للبيت، لم يرجع بشكل كامل، بل صار يأتي ويذهب؛ لأنه يخاف أن تعرف أخته الكبرى أنه قد عاد، حتى لا تغضب، لكنه سحب دعوى الطلاق.

صرف كل المال على زوجته الثانية، وكلما طلبت منه مالًا يرفض؛ لأن المال الذي يعطيني إياه قليل جدًا، ويهددني بالطلاق، وأنا أريد أن يعدل بيننا، ويعطيني كما يعطي زوجته الثانية.

علمًا أنه قد أخبر زوجته الثانية أنه طلقني، وهو يزورنا بالخفاء، حتى لا تعرف زوجته الثانية، وأخواته.

هل لي حق أن أطلب منه أن يعطيني كما أعطى زوجته الثانية؟ وما عقاب كذبه عليّ؟ وماذا أفعل؟ فأنا ليس لي أحد غير الله!

أريحوني، جزاكم الله خيرًا، فأنا وأولادي نعيش ظروفًا مادية صعبة، وهو لا يبالي، ويقدم كل ما عنده لزوجته الثانية، ويقول: إذا ذهبتِ إليها -وهي تسكن بالقرب من بيتي، ولا تعرف أنني وأولادي بالقرب منها- سأجلب لك الشرطة، وسيطلقني، وإذا طلقني فمن سينفق علينا! وسيخرجني من البيت.

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ..... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك للحق والعدل والإحسان، وأن يُلهمه السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الحكمة منك مطلوبة في مثل هذه الأحوال، وإدارة الأمور بمنتهى الهدوء معه، حتى تستطيعي أن تستمري وتأخذي ما تيسر من أمواله، واجعليه يتحمل المسؤوليات، فكوني عونًا له على هذه الصعاب، التي بلا شك لا نوافقه على ما حصل من ورائها من نتائج، ولكن في كل الأحوال الحكمة مطلوبة.

ليس لك مصلحة في التدخل إذا كان هو يخاف من أخته، ويخاف من الزوجة، ويخاف من التأثيرات الخارجية عليه، فأرجو أن تُراعي هذه الجوانب لما فيه مصلحتك ومصلحة أبنائك، وإذا جاءك منه القليل فاشكريه، وأيضًا ذكّريه بالله تبارك وتعالى، واطلبي منه المزيد.

لا شك أن الشرع يأمره بالعدل، والعدل الكامل، العدل التام هو الشرع، لكن إذا قصر فينبغي أن تكوني حكيمة في انتزاع ما لك من حقوق، بالتعامل بالحسنى، وقبول ما يأتي به، ثم طلب المزيد، وذكّريه بأن الشريعة هي العدل، وليس من الضروري أن تقول الزوجة: مثلما تعطيتها تعطيني، ولكن فقط تطلب منه العدل، وتطلب منه ما تحتاجه من المصروف، وتذكره بأن الشريعة تأمر بالعدل في مثل هذه الأحوال، لا بد من العدل التام بين الزوجة الأولى والزوجة الثانية.

أيضًا الأطفال لا بد أن يكون لهم حقهم من المصروف والاهتمام، هؤلاء غير داخلين في القسمة، القسمة بين الزوجة والزوجة، لكن الأبناء ينبغي أن يكون لهم المال الخاص بهم الذي يحتاجه هؤلاء الصغار.

عمومًا: نحن نرفض فكرة التصعيد، وجلب الشرطة، والعودة إلى المحاكم، والطلاق، لا نؤيد هذا؛ لأن هذا لن يكون في مصلحتك، وإذا كان لا يُقصّر في سنوات العمر الماضية فأعطي نفسك وأبنائك فرصة، لعلكم تنالون بعض الحقوق التي ذهبت، ويساعدك أيضًا في القيام بأمر أبنائه، ونسأل الله أن يهديه إلى الحق والخير، وأن يرده إلى الحق ردًّا جميلًا، وأن يجنبه الكذب والمعاصي والأمور التي لا ترضي الله.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً