الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصابة بالفصام وأتناول الدواء..فهل أؤجل الزواج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتساءل: هل يجوز لي أن أرفض أي عرض زواج، لكوني مصابة بالفُصام، وأتناول دواء الأريبيبرازول، مع العلم أن هذا الدواء قد يُلحِق ضررًا بالجنين في حال حدوث حمل؟

أسألكم الدعاء لي بالشفاء والهداية، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماسيليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

سؤالك طبعًا يحتوي على جوانب شرعية وجوانب نفسية، و-إن شاء الله تعالى- سوف يفيدك الشيخ الدكتور/ أحمد سعيد الفودعي بما هو مفيد من الناحية الشرعية.

وأنا أقول لك من الناحية النفسية: مرض الفصام أصبح الآن وبنسبة 90% في متناول العلاج، توجد أدوية فعّالة جدًّا، ومفيدة جدًّا، ومعظمها سليمة جدًّا.

الأمر المهم جدًّا هو: أن يحافظ الإنسان على علاجه، ومتابعاته مع طبيبه؛ فالتدخل العلاجي المبكر يعطي نتائج ومآلات ممتازة جدًّا، ويعيش الإنسان -إن شاء الله- حياة طبيعية جدًّا.

الأريبيبرازول بالفعل لا نصفه، ولا نأمر بإعطائه وتناوله أثناء الحمل، بالرغم من أن ضرره نادر الحدوث، لكن كتحوّط لا يُعطى، لكن -بفضل الله- توجد أدوية سليمة في أثناء الحمل، ومنها: (Olanzapine - أولانزبين)، ومنها الـ (Quetiapine -كوايتيابين)، ومنها الـ(وRisperidone - ريسبيريدون)، وهذه كلها أدوية فعّالة جدًّا تُعطى في فترة الحمل

لا توجد أي إشكالية، بمعنى: أنه إذا حدث حمل يغيَّر الإريبيبرازول إلى أحد هذه الأدوية الأخرى، فليس هنالك إشكال من هذه الناحية أبدًا، وأتمنى أن يكون ذلك دافعًا ومحفزًا لك لتقبلي الزواج.

وهناك أمر مهم جدًّا: طبعًا أي شخص يتقدّم لك لا بد أن يعرف عن حالتك، هذا مهم جدًّا، وإخفاء هذه الحالات عن الطرف الآخر أمر -في الحقيقة- لا ننصح به أبدًا، وأنا متأكد أنه -إن شاء الله تعالى- سوف يأتيك من يصلح لك ومن يقبل بوضعك؛ لذا لا ترفضي الزواج، هذه مجرد نصيحة، ولا أفرض عليك رأيًا أبدًا، فالزواج فيه المودة، وفيه السكينة، وفيه الرحمة، وفيه الاستقرار، وفيه -إن شاء الله- الذرية، فلا تحرمي نفسك من هذا الفضل العظيم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
———————————————
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري الطب النفسي وطب الإدمان-،
تليها إجابة: د. أحمد سعيد الفودعي -المستشار الأسري والتربوي-.
———————————————
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارة إسلام ويب، ونشكر تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى العظيم رب العرش العظيم أن يمنّ عليك بالعافية، ويُعجّل لك بالشفاء.

ونذكرك أولًا بأن الابتلاء بالأمراض منحة إلهية، فالمرض كفّارة للذنوب والسيئات، ورفعة للدرجات، وقد ابتلى الله تعالى بالأمراض خِيرة خلقه من أنبيائه، والصالحين من عباده؛ ليرفع درجاتهم، فاحتسبي أجر المصاب، واعلمي أن الله -سبحانه وتعالى- يبتلي العبد إلى أجل، ثم يكشف عنه الضر، فاصبري واحتسبي.

وبالنسبة للزواج: يجوز أن ترفضي عقد الزواج لأي شخص تقدّم لك، ولكننا لا ننصحك بذلك، إنما المطلوب هو بيان حالتك لمن خطبك للزواج، حتى يُقْدِم على الزواج وهو مُدرك لحقيقة الحالة، عالم بما هو مُقْدِمٌ عليه، فإذا رضي أحدٌ بالزواج بك، فتوكلي على الله وتزوجي، واستمرّي على ما أنت عليه من تناول الدواء حتى يأذن الله تعالى بارتفاع المرض.

وإذا تَقرَّر بالفعل أن الأطباء يتكلمون عن ضرر على الجنين، فيمكن أن تستعملي منظِّمات الحمل لتؤخّريه قليلًا؛ فإن تناول مانع الحمل المؤقت يجوز للمصلحة.

خير ما نوصيك به -أختنا الكريمة- التوجه إلى الله بصدقٍ واضطرار، والإكثار من دعائه وذكره؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء.

حَسّني ظنّك بالله، وأكثرِي من دعائك وأنت موقنة بالإجابة، وسيفتح الله تعالى لك أبواب السعادة، فقد يفتح الله تعالى للإنسان السعادة بسبب ألمٍ يجده في بدنه، أو ضيقٍ في رزقه، فيلجئه ذلك إلى التعرّف على الله تعالى تعرّفًا حقيقيًا، ويدفعه إلى الاشتغال بذكره ومناجاته؛ فتحصل له من السعادة أضعاف أضعاف ما كانت ستحصل له من السعادة فيما لو تحققت له مقاصده وحاجاته الأخرى.

نسأل الله تعالى أن يُقدِّر لك الخير حيث كان، ويَمُنّ عليك بالعافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً