السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر بالضياع والخذلان، فكل محاولة باءت بالفشل، حتى العلاج النفسي، رغم أنني أحاول دائمًا التقرب من الله، إلا أنني أشعر وكأنه يدفعني بعيدًا، وقد ابتلاني الله بالوحدة، فلا صديق لي، أهلي طيبون جدًا، لكنهم لا يستطيعون مساعدتي.
دراستي التي كنت متفوقة فيها، أصبحت غير قادرة على المذاكرة، الأشخاص الذين أساؤوا إليّ وآذوني، يعيشون في سعادة وهناء، بينما أنا أعيش في شقاء، وكأنني من آذيتهم وليس هم من آذوني.
دعوت الله في كثير من الأمور، ولم تُستجب دعواتي، بل حدث لي ما هو أسوأ، أمور لا تفسير لها إطلاقًا.
أنا لست شخصًا يجهل الدين، بل على العكس، لكنني فقدت الأمل، ولم أعد أرغب في هذه الحياة، أنا أعاني، وأتساءل: لماذا يكرهني الله عز وجل هكذا؟ ليس فقط أن الدعاء لا يُستجاب، بل يحدث أسوأ ما يمكن تخيله.
على سبيل المثال: تم تقسيمنا إلى مجموعات، ولسبب بسيط نُقلت من مجموعتي، فكان رزق الله لمجموعتي القديمة بكل ما كنت أتمناه، بينما أنا هنا أعاني، دعوت الله أن يرزقني في هذا الأمر بأشخاص جيدين، كي نكون على خير، لكن ما حدث كان الأسوأ، مع أسوأ الأشخاص.
مطالبي في الدنيا ليست كثيرة، بل أنا لا أريد الدنيا أصلًا، أنا أتألم، ليس لدي من يساعدني، والآن لا أعلم كيف سأعيش، فقد تأكدت أن الله لا يحبني، وأنا لست من أولياء الله الصالحين حتى أُبتلى بهذا القدر.
أعاني منذ عشر سنوات، وكل من آذاني رزقهم الله فيما آذوني فيه، معلمة آذتني ارتفعت مرتبتها، صديقة تركتني وآذتني رزقها الله أصدقاء أكثر، وهكذا.
والله لم أظلم أحدًا، ولم أؤذِ أحدًا، بل أخاف أن أؤذي البشر فيعاقبني الله، لكن يا الله، ماذا فعلت؟ الله أعلم بي، وأنا أحبه، فلماذا يبعدني عنه؟ هل أنا شخص سيئ إلى هذا الحد؟ في حياتي كلها لم أظلم إلا نفسي بذنبي، وقد استغفرت الله، بل أصبحت مؤخرًا أستغفر كثيرًا، أترك هاتفي وأستغفر، أناجيه، وأفعل أشياء جميلة لم أكن أحلم أن أفعلها، كنت سعيدة؛ لأنني أصبحت قريبة من الله، لكنني أقول لله: يا رب، أنا أحبك، لماذا؟ أنت تدري أنني أحاول، لماذا؟
ساعدوني، لماذا لا يحبني الله؟ أستغفر الله، أنا أدري أنني لا أقدّم ولا أؤخّر، فادعوا لي بالهداية.