السؤال
السلام عليكم.
أنا في حيرة شديدة؛ فقد تخرجت في الثانوية، ويتوجب علي أن ألتحق بالجامعة، لكن مشكلتي أننا نعيش في الريف، ونحن من المدينة، وقد تزوجت أختي في الريف، وكان يتوجب عليها أن تذهب للجامعة، ولكن تعرقل سكنها، وعادت للريف، وتزوجت، والآن حين أقول بأني سأذهب للجامعة فإن أمي تشعر بالحزن وتبدأ بالتفكير في بيع منزلنا، وأن ننتقل إلى المدينة، ولكن أختي هنا في الريف، وأبي لا يعمل، وحتى إن ذهبنا فلن يكون حالنا أفضل.
الآن فكرت أن أوقف الدراسة في السنة الأولى، ولكنني قلقة بشأن أن العمر يمضي، وبنفس الوقت أختي مسكينة، ولا نريد الابتعاد عنها، فنحن منذ أن خلقنا ونحن نعيش في الريف، وكنا وحدنا، ولا نريد أن يعاد ذلك، وبنفس الوقت فلعل إيقاف الدراسة أن يجعل أمي تهدأ قليلاً، وتشعر بما أعانيه من تعب وإرهاق، لا أريد أن أخطو خطوةً وأشعر بأني ظلمت أحدًا بسببها.
ليس لدينا إخوة شباب، وأبي لا يهتم لنا، والله إنني أفكر أحيانًا أن أعمل، ولكن لا يوجد عمل، وأحيانًا أفكر بأني في عمر 19، وأني سأكبر، ولا أرغب بترك أمي وحدها، فقد تعبت معنا أنا وأختي الأصغر، وأبي لا يريد أن يعمل، وقد حاولنا إقناعه، ولكن دون جدوى، ودائما أدعو الله كي يصلح حالنا.
أشعر بحزن وندم، وأقول: ليتنا لم نزوج أختي في هذا الريف؛ فأختي بحاجة لنا، ونحنا بحاجة لها، فهي الآن كالغصن الغض، ماذا أفعل؟ ما هو القرار الصحيح؟ كيف أوقف تدهور وضعنا؟ كيف أعيد الحياة؟
لو أن أبي فقط يعمل لكانت مشاكلنا محلولة، لكنه يقول بأنه لا يريد أن يعمل؛ حتى لا يبقي شيئًا للورثة، وكل يوم أرى الحزن في عيني أمي، وأرى الندم في عين أختي، بينما أنا أعاني من التشتت والضياع، لا أعلم ماذا أفعل؟
أصبّر نفسي بالأشخاص الأقل حظًا منا، ومع هذا الحال يجب أن أجد حلاً، قولوا لي ماذا أفعل؟ ما الذي يجب أن أفعله في هذه الحالة؟
أتمنى أن تجدوا حلاً لنا، ولكن دون بيع المنزل، وأن تفكروا بوضعنا أنا وأهلي، فأنا دائمًا أحرص على أن لا أعصي الله، وأكون من الصالحات.