قوله : ( قديم بلا ابتداء ، دائم بلا انتهاء ) ش : قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هو الأول والآخر ( الحديد : 3 ) . [ و ] قال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964188اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء . فقول الشيخ : قديم بلا ابتداء ، دائم بلا انتهاء ، هو
nindex.php?page=treesubj&link=28723معنى اسمه الأول والآخر .
[ ص: 76 ] والعلم بثبوت هذين الوصفين مستقر في الفطر ، فإن الموجودات لا بد أن تنتهي إلى واجب الوجود لذاته ، قطعا للتسلسل . فإنا نشاهد حدوث الحيوان والنبات والمعادن وحوادث الجو كالسحاب والمطر وغير ذلك ، وهذه الحوادث وغيرها ليست ممتنعة ، فإن الممتنع لا يوجد ، ولا واجبة الوجود بنفسها ، فإن واجب الوجود بنفسه لا يقبل العدم ، وهذه كانت معدومة ثم وجدت ، فعدمها ينفي وجوبها ، ووجودها ينفي امتناعها ، وما كان قابلا للوجود والعدم لم يكن وجوده بنفسه ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ( الطور : 35 ) . يقول سبحانه : أحدثوا من غير محدث أم هم أحدثوا أنفسهم ؟ ومعلوم أن الشيء المحدث لا يوجد نفسه ، فالممكن الذي ليس له من نفسه وجود ولا عدم لا يكون موجودا بنفسه ، بل إن حصل ما يوجده ، وإلا كان معدوما ، وكل ما أمكن وجوده بدلا عن عدمه ، وعدمه بدلا عن وجوده ، فليس له من نفسه وجود ولا عدم لازم له .
قَوْلُهُ : ( قَدِيمٌ بِلَا ابْتِدَاءٍ ، دَائِمٌ بِلَا انْتِهَاءٍ ) ش : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ( الْحَدِيدِ : 3 ) . [ وَ ] قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964188اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ . فَقَوْلُ الشَّيْخِ : قَدِيمٌ بِلَا ابْتِدَاءٍ ، دَائِمٌ بِلَا انْتِهَاءٍ ، هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=28723مَعْنَى اسْمِهِ الْأَوَّلِ وَالْآخِرِ .
[ ص: 76 ] وَالْعِلْمُ بِثُبُوتِ هَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ مُسْتَقِرٌّ فِي الْفِطَرِ ، فَإِنَّ الْمَوْجُودَاتِ لَا بُدَّ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى وَاجِبِ الْوُجُودِ لِذَاتِهِ ، قَطْعًا لِلتَّسَلْسُلِ . فَإِنَّا نُشَاهِدُ حُدُوثَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالْمَعَادِنِ وَحَوَادِثَ الْجَوِّ كَالسَّحَابِ وَالْمَطَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَهَذِهِ الْحَوَادِثُ وَغَيْرُهَا لَيْسَتْ مُمْتَنِعَةً ، فَإِنَّ الْمُمْتَنِعَ لَا يُوجَدُ ، وَلَا وَاجِبَةَ الْوُجُودِ بِنَفْسِهَا ، فَإِنَّ وَاجِبَ الْوُجُودِ بِنَفْسِهِ لَا يَقْبَلُ الْعَدَمَ ، وَهَذِهِ كَانَتْ مَعْدُومَةً ثُمَّ وُجِدَتْ ، فَعَدَمُهَا يَنْفِي وُجُوبَهَا ، وَوُجُودُهَا يَنْفِي امْتِنَاعَهَا ، وَمَا كَانَ قَابِلًا لِلْوُجُودِ وَالْعَدَمِ لَمْ يَكُنْ وُجُودُهُ بِنَفْسِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ( الطُّورِ : 35 ) . يَقُولُ سُبْحَانَهُ : أَحَدَثُوا مِنْ غَيْرِ مُحْدِثٍ أَمْ هُمْ أَحْدَثُوا أَنْفُسَهُمْ ؟ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الشَّيْءَ الْمُحْدَثَ لَا يُوجِدُ نَفْسَهُ ، فَالْمُمْكِنُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وُجُودٌ وَلَا عَدَمٌ لَا يَكُونُ مَوْجُودًا بِنَفْسِهِ ، بَلْ إِنْ حَصَلَ مَا يُوجِدُهُ ، وَإِلَّا كَانَ مَعْدُومًا ، وَكُلُّ مَا أَمْكَنَ وُجُودُهُ بَدَلًا عَنْ عَدَمِهِ ، وَعَدَمُهُ بَدَلًا عَنْ وُجُودِهِ ، فَلَيْسَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وُجُودٌ وَلَا عَدَمٌ لَازِمٌ لَهُ .