[ ص: 133 ] ( بسم الله الرحمن الرحيم )
(
nindex.php?page=treesubj&link=29005سورة سبأ )
هذا اسمها الذي اشتهرت به في كتب السنة وكتب التفسير وبين القراء ولم أقف على تسميتها في عصر النبوءة . ووجه تسميتها به أنها ذكرت فيها قصة
أهل سبأ .
وهي مكية وحكي اتفاق أهل التفسير عليه . وعن
مقاتل أن آية
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6ويرى الذين أوتوا العلم إلى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6العزيز الحميد ) نزلت
بالمدينة . ولعله بناء على تأويلهم أهل العلم إنما يراد بهم أهل الكتاب الذين أسلموا مثل
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام . والحق أن الذين أوتوا العلم هم أصحاب
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وعزي ذلك إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أو هم أمة
محمد ، قاله
قتادة ، أي لأنهم أوتوا بالقرآن علما كثيرا قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=49بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ، على أنه لا مانع من التزام أنهم علماء أهل الكتاب قبل أن يؤمنوا لأن المقصود الاحتجاج بما هو مستقر في نفوسهم الذي أنبأ عنه إسلام طائفة منهم كما نبينه عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6ويرى الذين أوتوا العلم إلخ .
ولابن الحصار أن سورة سبأ مدنية لما رواه
الترمذي : عن
فروة بن مسيك العطيفي المرادي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342442أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن قال : وأنزل في سبأ ما أنزل . فقال رجل : يا رسول الله : وما سبأ ؟ الحديث . قال
ابن الحصار : هاجر
فروة سنة تسع بعد فتح
الطائف . وقال
ابن الحصار : يحتمل أن يكون قوله وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرة
فروة ، أي أن سائلا سأل عنه لما قرأه أو سمعه من هذه السورة أو من سورة النمل .
وهي السورة الثامنة والخمسون في عداد السور ، نزلت بعد سورة لقمان وقبل سورة الزمر كما في المروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد واعتمد عليه
الجعبري كما في الإتقان ، وقد تقدم في سورة الإسراء أن قوله تعالى فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا [ ص: 134 ] من الأرض ينبوعا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا إنهم عنوا قوله تعالى في هذه السورة
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=9إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء فاقتضى أن سورة سبأ نزلت قبل سورة الإسراء وهو خلاف ترتيب
nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد الذي يعد الإسراء متممة الخمسين .
وليس يتعين أن يكون قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا معنيا به هذه الآية لجواز أن يكون النبيء - صلى الله عليه وسلم - هددهم بذلك في موعظة أخرى .
وعدد آيها أربع وخمسون في عد الجمهور ، وخمس وخمسون في عد
أهل الشام .
[ ص: 133 ] ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
(
nindex.php?page=treesubj&link=29005سُورَةُ سَبَأٍ )
هَذَا اسْمُهَا الَّذِي اشْتُهِرَتْ بِهِ فِي كُتُبِ السُّنَّةِ وَكُتُبِ التَّفْسِيرِ وَبَيْنَ الْقُرَّاءِ وَلَمْ أَقِفْ عَلَى تَسْمِيَتِهَا فِي عَصْرِ النُّبُوءَةِ . وُوجْهُ تَسْمِيَتِهَا بِهِ أَنَّهَا ذُكِرَتْ فِيهَا قِصَّةُ
أَهْلِ سَبَأٍ .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ وَحُكِيَ اتِّفَاقُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ عَلَيْهِ . وَعَنْ
مُقَاتِلٍ أَنَّ آيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ . وَلَعَلَّهُ بِنَاءٌ عَلَى تَأْوِيلِهِمْ أَهْلَ الْعِلْمِ إِنَّمَا يُرَادُ بِهِمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِثْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ . وَالْحَقُّ أَنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ هُمْ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَعُزِيَ ذَلِكَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْ هُمْ أُمَّةُ
مُحَمَّدٍ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ ، أَيْ لِأَنَّهُمْ أُوتُوا بِالْقُرْآنِ عِلْمًا كَثِيرًا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=49بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ، عَلَى أَنَّهُ لَا مَانِعَ مِنِ الْتِزَامِ أَنَّهُمْ عُلَمَاءُ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنُوا لِأَنَّ الْمَقْصُودَ الِاحْتِجَاجُ بِمَا هُوَ مُسْتَقِرٌّ فِي نُفُوسِهِمُ الَّذِي أَنْبَأَ عَنْهُ إِسْلَامُ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ كَمَا نُبَيِّنُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=6وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إلْخَ .
وَلِابْنِ الْحِصَارِ أَنَّ سُورَةَ سَبَأٍ مَدَنِيَّةٌ لِمَا رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ : عَنْ
فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْعُطَيْفِيِّ الْمُرَادِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342442أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَنْ قَالَ : وَأُنْزِلَ فِي سَبَأٍ مَا أُنْزِلَ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَمَا سَبَأٌ ؟ الْحَدِيثَ . قَالَ
ابْنُ الْحِصَارِ : هَاجَرَ
فَرْوَةُ سَنَةَ تِسْعٍ بَعْدَ فَتْحِ
الطَّائِفِ . وَقَالَ
ابْنُ الْحِصَارِ : يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ وَأُنْزِلَ حِكَايَةً عَمَّا تَقَدَّمَ نُزُولُهُ قَبْلَ هِجْرَةِ
فَرْوَةَ ، أَيْ أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ عَنْهُ لَمَّا قَرَأَهُ أَوْ سَمِعَهُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ أَوْ مِنْ سُورَةِ النَّمْلِ .
وَهِيَ السُّورَةُ الثَّامِنَةُ وَالْخَمْسُونَ فِي عِدَادِ السُّوَرِ ، نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ لُقْمَانَ وَقَبْلَ سُورَةِ الزُّمَرِ كَمَا فِي الْمَرْوِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11867جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَاعْتَمَدَ عَلَيْهِ
الْجَعْبَرِيُّ كَمَا فِي الْإِتْقَانِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْإِسْرَاءِ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=90وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تُفَجِّرَ لَنَا [ ص: 134 ] مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا إِنَّهُمْ عَنَوْا قَوْلَهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ السُّورَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=9إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ فَاقْتَضَى أَنَّ سُورَةَ سَبَأٍ نَزَلَتْ قَبْلَ سُورَةِ الْإِسْرَاءِ وَهُوَ خِلَافُ تَرْتِيبِ
nindex.php?page=showalam&ids=11867جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ الَّذِي يَعُدُّ الْإِسْرَاءَ مُتَمِّمَةَ الْخَمْسِينَ .
وَلَيْسَ يَتَعَيَّنُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=92أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا مَعْنِيًّا بِهِ هَذِهِ الْآيَةَ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَدَّدَهُمْ بِذَلِكَ فِي مَوْعِظَةٍ أُخْرَى .
وَعَدَدُ آيِهَا أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ فِي عَدِّ الْجُمْهُورِ ، وَخَمْسٌ وَخَمْسُونَ فِي عَدِّ
أَهْلِ الشَّامِ .